في أبريل العام 2014 بعثت وزارة الداخلية طائرة خاصة لنقل سيدتين حاولتا التسلل بأطفالهما الستة عبر الحدود الجنوبية في الطريق إلى تنظيم إرهابي في اليمن ثم الانطلاق من هناك إلى دول الاضطراب. لم يكن الموقف مثيرا للانتباه، إذ درجت وزارة الداخلية في مثل هذه الحالات على معاملة عائلات المتهمين في قضايا الإرهاب والانحراف الفكري بالحكمة والصدر الحاني، وبمزيد من الإنسانية، برغم أن محاولة السيدتين التسلل إلى الخارج بأطفالهما أحدثت شبه صدمة وسط المجتمع المحافظ، إذ اعتبرت الأوساط وقتذاك تصرف السيدتين منافيا ومجافيا للقواعد الشرعية والعادات والتقاليد المعروفة. وشكل وصول الطائرة الخاصة التي أمر بها الأمير محمد بن نايف قاهر الإرهاب، عامل تطمين لأسر وأقارب السيدتين، حيث وقفت الوزارة على ظروفهما الاجتماعية كما درست كافة الأسباب والخفايا التي دفعت السيدتين والأطفال المغرر بهم إلى عبور الطريق الصعب إلى حقول الموت في دول الاضطراب والقتال.. عاد الأطفال إلى أحضان أسرهم على ذات الطائرة، في مشهد أكد مجددا أن الجهات المختصة التي نجحت في قصم ظهر الإرهاب والفكر المنحرف بالقوة والحسم والعزم تحنو أيضا على من يعود إلى طريق الحق والصواب عبر مركز المناصحة، ولعل تخلي العشرات من معتنقي الفكر الضال عن أفكارهم المضلة والمضللة يوضح بجلاء أن سلاح الفكر والإقناع بمبادئ الشرع السمح يمضي جنبا إلى جنب مع المواجهة الأمنية الصارمة. تعود تفاصيل الواقعة إلى محاولة سيدتين حاولتا عبور الحدود جنوبا مع الأطفال الستة في رحلة استمرت 16 ساعة عبورا بعدة مدن عبر طريق الساحل، واستغرقت الرحلة نحو 1561 كيلومترا، وكان من المقرر أن يتولى إرهابيون أغراب استلامهما مع الأطفال من الحدود وإلحاقهم بالتنظيمات الإرهابية، غير أن قوات الأمن تدخلت في الوقت المناسب لتنقذهم جميعا من عواقب الإرهاب والتفجير والتقتيل والتفخيخ.
مشاركة :