يتميّز مستقبل السيارات بأنه سيكون متمحوراً حول الطاقة الكهربائية. فوفقاً لدراسة من شركة الاستشارات الإدارية ‘ماكينزي’ للعام 2022، ستكون المركبات الكهربائية العاملة ببطاريات (BEV) مسيطرة ضمن كافة الفئات الفخمة بحلول العام 2031. وعلى الصعيد الدولي، فإن أكثر من 70 بالمئة من المالكين الحاليين للسيارات الراقية والفخمة بمحرّكات احتراق داخلي (ICE) مستعدّون للانتقال إلى استعمال مركبات كهربائية عند شرائهم للسيارات في المرّة القادمة. وتماشياً مع التحوُّل الحاصل دولياً نحو اعتماد سُبُل التنقُّل الأخضر، تنشط الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتشجيع على تبنّي المركبات الكهربائية. وعلى سبيل المثال، تتطلّع ‘رؤية السعودية 2030’ لجعل 30 بالمئة من وسائل النقل في الرياض كهربائية مع نهاية العقد الجاري. وعليه، تلتزم ‘كاديلاك’ بدعم التحوُّل المستمر لنظام النقل في المملكة عبر المساعَدة بضمان جهوزية البِنية التحتية اللازمة والدفع باتجاه المزيد من التبنّي لهذا الأمر بين أوساط العملاء. إن ‘كاديلاك’ تشهد حالياً مرحلة تحوُّل بارزة، إذ دخلت العقد الزمني الجاري كعلامة تجارية متميّزة لمركبات محرّكات الاحتراق الداخلي، وهي تهدف لإنهاء هذا العقد مع مجموعة كاملة من المركبات الكهربائية الحديثة. فهي كعلامة تجارية معروفة بابتكاراتها المتطوّرة والأولى من نوعها بقطاع السيارات، وبالتالي فإنها تخطّط للارتقاء بفئة المركبات الكهربائية الفاخرة وإرساء معايير جديدة عبر مجموعتها من المركبات الكهربائية الجديدة المشوّقة التي ترتكز على أكثر من 12 عقداً من التطوُّرات التقنية العالية والحِرَفية التصميمية الراقية. بالنظر إلى الناحية التصميمية، نرى أن ‘كاديلاك’ تتصوّر العملية كنفق متكامل، إذ يبدأ المصمّمون العمل من نطاق عريض وواسع مع مئات الرسومات والمواضيع المختلفة. ومن هناك، يباشرون بانتقاء المواضيع لحين الوصول إلى التصميم النهائي. وهم لا يعملون باستمرار على تنقية التصميم المختار فحسب، بل يقومون بإدراج العديد من المعايير الأخرى أيضاً بهذا المجال، ومنها الهندسة العامّة للسيارة وممكِّنات التصنيع وخصائص السلامة. ومع الاقتراب أكثر من نهاية النفق، تضيق الخيارات وتصبح العناصر أقل بالطبع – فبينما يتعامل المصمِّمون في البداية مع أبعاد بالأقدام أو البوصات، يصل الأمر بهم في النهاية لمناقَشة العناصر التي تُقاس بالميليمترات. ويُشار إلى أنه خلال تصميم ‘ليريك’، كان الهدف ابتكار شيء جديد وأيقوني بالفعل ليس له مثيل على الطريق اليوم، لكن في الوقت ذاته يتم التعرُّف عليه مباشرة أنه من ‘كاديلاك’. فهناك صورة نمطية من الفخامة والتطوُّر متلازمة دوماً مع امتلاك سيارة ‘كاديلاك’، ولطالما ارتبطت هذه الصورة بعملاء العلامة التجارية على مر السنين. وإلى جانب مجموعة المنتَجات، ساهمت صورة العلامة التجارية هذه بصياغة علاقة أعمق مع عشّاقها استمرّت على مدى الزمن. وفي ظل التطوُّر الدائم الذي تعيشه ‘كاديلاك’، من الضروري أيضاً أن تعكس هويتها الصورية هذا التحوُّل وأن تلقى الصدى مع الجيل المستقبلي من مالكي ‘كاديلاك’. هذا العُرف الجديد يتجسّد بوضوح في تصميم ‘ليريك’، المركبة الكهربائية الأولى من العلامة التجارية والمقرَّر أن تصل إلى المملكة العربية السعودية وباقي المنطقة هذه السنة، وستتبعها خمس مركبات أخرى حتى العام 2025. تُمثِّل ‘ليريك’ التكامُل الأجمل بين التصميم والتقنية التي تجعل العملاء يشعرون وكأنهم ينطلقون نحو المستقبل. فالمظهر الخارجي والداخلي للمركبة يتألّق عبر خطوط طويلة وأنيقة غير منقطعة مع نفحة مستقبلية واضحة. وبالواقع، يُعدّ الشبك الكريستالي الأسود المتميّز لمركبة ‘ليريك’ من بين الأمثلة الأكثر بروزاً على تعبير ‘كاديلاك’ المقبل عن تصاميم العلامة التجارية. من ناحية التصميم الداخلي، كانت الطبيعة مصدر إلهام كبير. فلقد استلهم المصمِّمون الأنماط من أكواز الصنوبر ولحاء الأشجار لابتكار خامات ونقوش أخّاذة حول أدوات التحكُّم الداخلية. وعند تصميم ديكور الباب المنار خلفياً والمقصوص بالليزر، سعى المصمِّمون كي يعكسوا مظهر أشعة الشمس من بين الأشجار وأوراقها. ولقد جرى دمج كل المكوّنات بشكل فنّي بديع، مع إلغاء مظهر الخطوط الفاصلة بين التقنيات والديكورات والإنارة التي تتألّق عبر المصابيح العمودية الأولى فعلياً بقطاع السيارات. تنتقل ‘ليريك’ بحِرفية التصميم الجميل لدى ‘كاديلاك’ إلى عصر المركبات الكهربائية. وفي الواقع، من بين أبرز مزايا منصّة المركبات الكهربائية هي انتفاء الحاجة لنفق مجموعة نقل الحركة. هذا الأمر سمح لفريق تصميم ‘كاديلاك’ الاستفادة من مساحة تكون عادة مليئة بالقطع المرتبطة بالمحرّك وإعادة تصميمها من جديد، وهو بالتالي ما يعبّر عن تركيز تصميم ‘كاديلاك’ على كل ناحية من السيارة. وعند التعامُل مع التصميم الداخلي، يظهر بوضوح أن المقصورة المفتوحة والرحبة تمنح دوماً شعوراً بالراحة، كما أنها توقظ إحساساً بالانسيابية. علاوة على هذا، ركّز المصمِّمون أيضاً على الاستفادة للحد الأقصى من المساحة لتمكين المزيد من العملانية وتعزيز القدرة التخزينية. ضمن هذا السياق، قاموا بابتكار كونسول كابولي التصميم يساهم بإبقاء القطع العملية مثل حاملات الأكواب، شواحن الهواتف وأدوات التحكُّم ضمن المتناوَل. ولقد ابتكر المصمِّمون تحت الكونسول العُلوي كونسولاً سُفلياً كبيراً مفتوحاً للتخزين مع لمسات نهائية بديعة، شاملة كروم ‘غالفانو’ ومواداً بألوان مكمِّلة معاكسة تم قطعها وحياكتها بحِرَفية مع أنماط تطريزية جميلة. أما الجوهرة في التاج، من ناحية التقنية والتصميم على حد سواء، فهي شاشة LED المتطوّرة المائلة الفريدة حجم 33 بوصة – وهي أول شاشة بنمط حر ضمن قطاع السيارات. تعي ‘كاديلاك’ جيداً أن الحلول الذكية التي تُقدَّم للعملاء هي وليدة مصاعب كانت تُواجَه في السابق، وهذا قد جعل المعلومات المستمَدة من العملاء والخبرات التي يعيشونها أجزاء أساسية من عملية التصميم. فعلى سبيل المثال، ومن خلال التناقُش مع عملائها، تبيَّن للعلامة التجارية أن وجود منطقة مخفية لحفظ المقتنيات القيّمة مثل الهواتف، المجوهرات أو النظارات الشمسية هي من الأشياء التي يرغب بها العملاء. وهذا بالتالي ولّد فكرة تصميم درج قابل للفتح في وسط لوحة القيادة لوضع هكذا مقتنيات. والأمر ذاته ينطبق على منطقة التخزين الكبيرة المفتوحة في الكونسول السُّفلي. وهذا ليس كل شيء، إذ توفر ‘ليريك’ أيضاً منطقة مخصَّصة لوضع الجزادين أو الحقائب الكبيرة، وهي ميّزة مرغوبة جداً بين أوساط العملاء. يشكّل إطلاق ‘كاديلاك ليريك’ بداية رحلة جديدة رائعة ستساهم بشكل كبير بصياغة مستقبل التنقُّل الفاخر. والجدير ذكره أن التصميم المتطوّر والمستقبلي لهذه المركبة الرياضية متعدّدة الاستعمالات الكهربائية الفخمة سيحدّد اللغة المعتمَدة في هذا الفصل المشوّق الجديد.
مشاركة :