أكد خبراء تقنية وقانونيون قدرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة وفاعلية واستجابة الأداء الحكومي وتحسين جودة الحياة وإدارة الموارد، مشيرين في المقابل إلى ضرورة التأكد من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مع وجود ضمانات مناسبة لحماية الخصوصية والشفافية والمساءلة. ولفت خبراء التقتهم «البيان» على هامش القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي الأسبوع الماضي إلى أن نجاح برمجيات الذكاء الاصطناعي يتوقف على مدى حوكمته ومدى كفاءة دمجه في الأنظمة والعمليات والإجراءات الحكومية القائمة، مشيرين إلى أن الاستخدام الملائم للذكاء الاصطناعي يتيح للحكومات تحقيق أقصى استفادة من الموارد والنمو والابتكار، وأن القمة وفرت مساحة لمناقشة الموضوعات المهمة مثل تأثير التقنيات الناشئة على الأداء الحكومي، ودور الحكومات في تعزيز التنمية المستدامة. ووصف خبراء برمجيات الذكاء الاصطناعي، التي كثر استخدامها في الإمارات والعالم أخيراً، بأنها «سلاح ذو حدين»، حيث تدعونا إلى التفكير جدياً، لأنها يمكن أن تساعد في تحسين مهارات الأفراد والعمليات التجارية في الشركات من جهة، وأن تغوي مجرمي الإنترنت في إنشاء برمجيات ضارة من جهة أخرى، مؤكدين أن تلك البرمجيات تدعونا إلى التعامل مع بياناتنا بمسؤولية ونضوج، حيث إنها تغير قواعد التعامل مع البيانات. وتوقع الخبراء أن تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تغيير جوهري بالعديد من القطاعات على رأسها قطاع التعليم والعاملين في الاقتصاد المعرفي والخدمات القانونية والإعلام. وأشاروا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تمثل تهديداً بالضرورة، على مستقبل الوظائف، داعين إلى ضرورة وضع أطر وضوابط لتنظيم عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي منعاً لسوء الاستخدام وحفظاً للحقوق. وقالوا لـ«البيان»: إنه لا يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت إمكانات أدوات الذكاء الاصطناعي - مثل «تشات جي بي تي» - ستجعلها الأدوات المفضلة الجديدة للمشاركين في الشبكة المظلمة، لافتين إلى أن مجرمي الإنترنت أبدوا بالفعل اهتماماً كبيراً بهذه البرمجيات لإنشاء تعليمات برمجية ضارة. وشبه الخبراء أدوات الذكاء الاصطناعي بـ«فريق عمل» يمكن تفويض المهام إليه للقيام بمهام متعددة مشروعة مع مراجعة والتحقق من صحة تلك المهام، مشيرين إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير من قواعد الأداء الكلي في أغلب القطاعات ويفتح أبواباً جديدة تساعدنا على التطور والنضوج كأشخاص وطلاب ومعلمين، وقبل كل شيء كأفراد قادرين على حماية معلوماتنا وبياناتنا والتعامل معها بمسؤولية. وتوقع تقرير حديث لشركة «أكيومن» للبحوث أن يبلغ حجم سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو ما تقوم عليه تقنية «تشات جي بي تي»، 110 مليارات دولار بحلول 2030. وأكدت «مايكروسوفت» الأسبوع الماضي أنها ستضخ استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار في «تشات جي بي تي»، في خطوة تهدف إلى تغيير قواعد تنافس عملاق البرمجيات الأمريكي مع «غوغل» و«آبل» وغيرهما. التعامل الآمن وقال الدكتور محمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات: إن تطبيق «تشات جي بي تي» غيّر الكثير من المفاهيم بالذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أهمية التطبيق السليم لتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وأفاد بأن جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على سبيل المثال تدرس توظيف التقنية في العديد من تطبيقاتها. وأضاف: «لهذه التقنية كغيرها من التقنيات الحديثة الناشئة مساوئ ومحاسن ولا أعتقد أن هذه التقنية يجب أن تثير القلق بالضرورة ولكن هذه التقنية التي تسمى تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي شبيهة بمساعدات «سيري» و«غوغل» وغيرهما، ونحن ندعم أي تقنية حديثة إذا تم استخدامها بشكل صحيح ومشروع وضمن ضوابط تنظيمية. وعلينا نشر ثقافة التعامل الآمن مع الهجمات، خصوصاً وأن الهجمات أصبحت أكثر تعقيداً وتستخدم بنفسها الذكاء الاصطناعي في الهجمات، وعلينا أن نتعامل بشكل استباقي مع الهجمات وأن نكون متقدمين بخطوات بالمقارنة مع المهاجمين». التطبيق الحذر وقال المستشار مجاهد السباعي الشريك في «كلداري محامون ومستشارون قانونيون»: «إن القمة مثلت للحكومات منصة عالمية لمناقشة الفوائد والتحديات والمخاطر التي تطرحها تطبيقات الذكاء الصناعي، وتوضيح السياسات والالتزامات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي وضمان أن تتوافر إجراءات أمان سليمة لحماية الخصوصية والبيانات الشخصية، في قطاع الخدمات الحكومية والقطاع الخاص بشكل عام». وأضاف: «وفرت القمة فرصة لأصحاب القرار لمناقشة سبل توفير الموارد اللازمة والدعم الفني والتمويلي لتطوير وتحسين التكنولوجيا الذكية، وضمان أن تتوافر جميع المعلومات والبيانات الضرورية للذكاء الاصطناعي على أساس قانوني وأخلاقي سليم. إن التشريعات الحالية في الدولة تغطي الكثير من الجوانب القانونية الأساسية والمهمة، ونعتقد أن التطبيق الحذر والمقنن والمحدود للتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي سوف تكون له فوائد كبيرة للمحامين والأجهزة القضائية، حيث إنها أثبتت فائدتها في البحث والتخزين وتحليل بعض البيانات وصياغة بعض المستندات. ولكن، التوسع في تطبيق هذه التطبيقات أو الاعتماد عليها بشكل واسع، سواء أكان من قبل المحامين أم من الأجهزة القضائية، قد يؤدي لخروقات وخسائر ومسؤوليات لا حصر لها، سواء أكانت من حيث المعلومات والبيانات الشخصية والعامة المعرضة للسرقة أو الضياع أو التلف، أم بسبب عدم دقة هذه التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي أو الخطأ الوارد ارتكابه من قبلها عند تحليل البيانات وصياغة المستندات باستخدام الذكاء الاصطناعي لما له من مخاطر جسيمة قد تؤثر على سمعة الدولة والقضاء فيها وعلى المحامين وغيرهم». الخدمات الحكومية وحول التأثير المحتمل لهذه التقنية على قطاع الخدمات القانونية، قال السباعي: «إن الكثير من المحامين، سواء داخل الدولة أم خارجها، وعلى الرغم من مقدرتهم على استخدام هذه التطبيقات بشكل موسع إلا أنهم لا يستطيعون التعويل عليها بشكل كبير في أعمالهم لعدم دقتها التامة والتي يتقاضون أجوراً وأتعاباً من عملائهم، تكون في الغالب عالية جداً، لتنفيذ أعمالهم أو خدماتهم القانونية بدقة عالية أو تمثيل عملائهم بأفضل صورة ممكنة، وذلك بسبب المسؤوليات التي قد يتعرضون لها نتيجة لأي خطأ قد ينتج عن الاستخدام الموسع لهذه التطبيقات سواء من حيث دقة التحليل أم النتائج أم التوصيات أم القرارات التي قد يتم اتخاذها بواسطة هذه التطبيقات». وأفاد بأن توسع الأجهزة القضائية، في التعويل على هذه الأنظمة القائمة على الذكاء الصناعي في الخدمات التي تقدمها قد تعرضها إلى مخاطر كبيرة ومسؤوليات. لذلك، قد يكون من المفيد توظيف هذه التطبيقات لتقديم بعض الخدمات القانونية البسيطة والمحدودة للأشخاص الذين ليس لديهم المقدرة المالية للاستعانة بالمحامين مع علمهم وقبولهم للأخطاء الوارد وقوعها من قبل هذه التطبيقات، وكذلك بواسطة الأجهزة القضائية بشكل مقنن من خلال معالجه بعض الطلبات أو المعاملات البسيطة وذات الأثر المحدود، ولكن سوف يكون من الصعب والخطر الاعتماد على هذه التطبيقات في إصدار الأحكام القضائية لأنه على الرغم من مقدرتها على تحليل البيانات بسهولة وإصدار الأحكام، إلا أن هامش الخطأ الوارد والأضرار التي قد تترتب على ذلك التوسع في الاعتماد عليها قد تكون كبيرة. التأثير على الوظائف ويظهر تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن ما يقرب من ثلث مجموعات المهارات الأكثر طلباً في عام 2025 هي مهارات تقنية لم تعتبر بعد ضرورية للوظيفة اليوم. وقال الخبير القانوني، حبيب الملا: إن «تشات جي بي تي» لا يمثل تهديداً بالضرورة، مستبعداً أن يؤثر على مستقبل الوظائف. ولفت الملا في المقابل إلى ضرورة وضع أطر وضوابط لتنظيم عمل تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك منعاً لسوء الاستخدام وحفظاً للحقوق. وأضاف: «مع كل تقنية جديدة يكون هنالك أصوات متفائلة بما يمكن لتلك التقنية أن تقدمه أو أصوات متشائمة، تقول إن تلك التقنية تمثل تهديداً أو قد تؤثر على الوظائف في بعض القطاعات مثل الخدمات القانونية أو الإعلام، الخ. ولكني أرى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي لن تقضي على المهن أو الوظائف، بل هذه التطورات التكنولوجية ستساعد المحامي على سبيل المثال في إنجاز قدر أكبر من العمل في وقت أقل، وربما قد تؤدي كذلك على خفض التكلفة على المدى البعيد وسينعكس ذلك بالتالي إيجاباً على العميل وقطاع الخدمات القانونية بشكل عام». الكفاءات التشغيلية وقال ستيف فوستر، رئيس هندسة الحلول في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «نتسكوب»: «إن تقنيات الذكاء الاصطناعي تساهم في تحسين الكفاءات التشغيلية في القطاع العام. حيث إنها تساعد في تسريع حركة الموارد من خلال أتمتة المهام اليدوية العادية، مثل تحليل البيانات وتوليد التقارير، مما يتيح للموظفين مزيداً من الوقت والموارد للتركيز على الوظائف الاستراتيجية وعالية المستوى». وأضاف: إن تسارع وتيرة التحول الرقمي في المنطقة يتطلب وضع ضوابط لحماية البيانات، لافتاً إلى أن انتشار الذكاء الاصطناعي يعقد من المشهد وسيجعل الحاجة إلى تقنية حماية البيانات الرشيقة والتخفيف من مخاطر انتهاكات البيانات وغيرها من الحوادث الأمنية أكثر أهمية. وأردف قائلاً: «يمكننا أن نرى بوضوح خططاً طموحة للنمو الاقتصادي على مدى السنوات العشر إلى العشرين المقبلة، خصوصاً في الإمارات والبحرين وقطر وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، حيث تستثمر جميع هذه البلدان بكثافة في التقنيات الجديدة والتنمية الحضرية والمدن الذكية والابتكار العلمي، ونتيجة لذلك فإنها تولد بشكل كبير بيانات شخصية وملكية فكرية أكثر من أي وقت مضى. هذا النمو في البيانات يجعل اللوائح والتشريعات لحماية البيانات أولوية عالية». تعزيز الخدمات وأكد بول بارك المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لدى شركة مايلستون سيستمز، أن الذكاء الاصطناعي تمكن من تعزيز أداء قطاعي الحكومة والإدارة العامة بطرق عدة. فمثلاً تلعب برامج إدارة الفيديو (VMS) المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحليلات الفيديو المبنية على البيانات دوراً مهماً في كل من الصحة العامة والمدن الذكية والسلامة العامة. وقال: «يمكن للمجتمعات والسلطات الحكومية في جميع أنحاء الإمارات استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز مشاركة المواطنين وخدماتهم. كما يمكن للمواطنين الاستفادة من تقنية الفيديو القائمة على البيانات، لتزويدهم بالمعلومات والخدمات اللازمة من خلال روبوتات الدردشة وغيرها من الواجهات التفاعلية. مما يحسن بشكل كبير من تجربة العملاء ويعزز الرضا عن خدمات الإدارة الحكومية والعامة». ولفت إلى أن برامج إدارة الفيديو التي تعمل بالذكاء الاصطناعي المعتمدة على تحليلات الفيديو القائمة على البيانات أصبحت عاملاً مهماً في جعل المجتمع مكاناً أفضل للعيش والعمل. حيث إنها تمكن الحكومة ومنظمات الإدارة العامة من خدمة عملائها بشكل أفضل وتحقيق أهدافهم من خلال تقديم المعلومات في الوقت الفعلي، وتحسين الكفاءات التشغيلية، وتعزيز مشاركة المواطنين وخدماتهم. وبصفتها مزوداً لخدمة برامج إدارة الفيديو، مشيراً أن مايلستون سيستمز بإمكانية تقنية الفيديو التي تعتمد على البيانات بإحداث ثورة في الطريقة التي تعمل بها الحكومة والإدارة العامة وتلتزم بتقديم حلول متطورة لدعم هذا التحول. سياسة خصوصية وحول مدى أمان «تشات جي بي تي» للمستخدمين العاديين، أوضح أرتورو توريس، خبير استراتيجيات وأمن المعلومات في شركة «فرتيجارد لابس» للأمن السيبراني، أن «تشات جي بي تي» مثل العديد من الخدمات الأخرى التي نستخدمها اليوم تجمع «تشات جي بي تي» بيانات المستخدم لمواصلة التطور، ومع ذلك فإن «تشات جي بي تي» لديها سياسة خصوصية واضحة للغاية، والتي تشير إلى أن المعلومات التي تم جمعها ستستخدم لتوفير وإدارة وصيانة وتحسين وتحليل الخدمات، وإجراء بحوث قد تظل داخلياً، أو يمكن مشاركتها مع جهات خارجية أو نشرها أو إتاحتها بشكل عام، وللتواصل مع المستخدمين، وتطوير برامج وخدمات جديدة، ومنع الاحتيال أو النشاط الإجرامي أو إساءة استخدام الخدمة، ولضمان أمن وهيكلة وشبكات أنظمة تكنولوجيا المعلومات في المنصة، إضافة إلى الامتثال للالتزامات القانونية والإجراءات القانونية ولحماية حقوق أو خصوصية أو سلامة المنصة أو ممتلكات أو حقوق الشركات التابعة لها. وحول ما إذا كانت تقنية «تشات جي بي تي» تشكل أي نوع من التهديدات، قال توريس: يتمتع الذكاء الاصطناعي التوليدي بالقدرة على تكرار طريقة تفكير الشخص، وبالتالي إنشاء المحتوى. مع وضع ذلك في الاعتبار، دعنا نتخيل أن المهاجم يريد إرسال بريد إلكتروني للتصيد الاحتيالي إلى موظف يتظاهر بأنه مدير للمؤسسة، هذا شيء يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به بسهولة، وأنا لا أشير فقط إلى إنشاء قوالب التصيد الاحتيالي، ولكن أيضاً محاكاة كتابة شخص آخر. إضافة إلى ذلك، هناك حالات موثقة تم فيها استخدام هذه الأداة للعثور على الثغرات الأمنية لكتابة تعليمات برمجية ضارة، ما يمنح المهاجمين طريقة سهلة لتسليم البرامج الضارة أو استغلال الثغرات الأمنية. وأصبح الذكاء الاصطناعي أخيراً أكثر انتشاراً في المجالات الإبداعية بمرور الوقت، بفضل تقنية «التغلغل المستقر» Stable Diffusion وهو نموذج للتعلم الآلي يقوم بتحويل النص إلى كلام يمكن استخدامه لإنشاء عمل فني رقمي. على سبيل المثال، كتابة شيء مثل «قرد يركب دراجة وهو يرتدي قبعة» ستولد تلك الصورة. سلاح ذو حدين وقال سيرجي شيكيفيتش، مدير مجموعة معلومات التهديدات في «تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز»: «إن الذكاء الاصطناعي و«تشات جي بي تي» هما تقنيتان رائعتان، ومع ذلك يجب أن نتذكر أيضاً أن كل تقنية هي سلاح ذو حدين»، مشيراً إلى أن أبحاث الشركة أظهرت قدرة «تشات جي بي تي» على كتابة البرمجيات بشكل كامل، كما يمكن إساءة استخدامها لكتابة برمجيات ضارة لأنواع مختلفة من الفيروسات ورسائل الاحتيال الإلكتروني التي تنتحل صفة الشركات. وأضاف: «من الممكن استخدام «تشات جي بي تي» بشكل جيد، على سبيل المثال، لجعل عمل الباحثين السيبرانيين أكثر كفاءة، لكن يجب أن نضع في اعتبارنا أنه عندما تقوم بتحميل أي شيء خاص إلى «تشات جي بي تي»، فإنها تساعد في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المفتوحة، وبطريقة غير مباشرة يمكنها أيضاً مساعدة منافسيك في المستقبل إذا كانوا يستخدمون «تشات جي بي تي» أيضاً لطلبات مماثلة». وأوضح أنه بالرغم من عدم وجود طريقة لمنع إساءة استخدام «تشات جي بي تي» 100 %، إلا أنني أعتقد أنه يمكن لشركة «أوبن إيه آي» المالكة لـ«تشات جي بي تي» الحد من إساءة الاستخدام بطريقتين: أولاً تدريب وتحسين محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بهم لتحديد الطلبات التي يمكن استخدامها بطريقة ضارة، وثانياً التأكد من هوية مستخدمي «تشات جي بي تي» والمصادقة عليهم وتفويضهم باستخدامها بشكل مشابه لما يتم تنفيذه في المؤسسات المالية وأنظمة الدفع عبر الإنترنت حالياً. وذكرت تقارير إخبارية أن «مايكروسوفت» قد تستخدم ميزة «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي»، التي تلقى رواجاً كبيراً في هذه الآونة، في تقديم نتائج بحث بلغة طبيعية في محركها للبحث «بينغ» Bing، بدلاً من قائمة الروابط. ويمكن أن تتضمن خطط الشركة المستقبلية، وفقاً لمصادر، دمج النوع نفسه من الأدوات في مجموعة برمجيات «مايكروسوفت 365». وتتضمن تلك الأدوات تحسين نتائج البحث في بريد «أوت لوك» الإلكتروني، ودمج الردود التلقائية في الرسائل وتوصيات لتحسين أساليب الكتابة، وبرامج أخرى على غرار روبوتات الدردشة. التأثير على العمل وأكد أرون ليزلي جون، رئيس الباحثين في «سنشري فاينانشال» أن تطبيق «تشات جي بي تي» يشكل ثورة في عالم التكنولوجيا عموماً، متوقعاً أن يكون له تأثير كبير على مستقبل الوظائف. وستشهد الأشهر المقبلة نقلة نوعية في عالم الأعمال، حيث ستبدأ الشركات في تنظيم بياناتها باستخدام واجهة برمجة التطبيقات «تشات جي بي تي»، لذا فمن المرجح أن يكون له تأثير كبير في العديد من الصعد. وقال: «على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي كتابة الرموز، مما سيعزز الإنتاجية بشكل كبير، وبالتالي يقلل من الحاجة إلى فرق البرمجيات الكبيرة. لذا من الممكن أن ينخفض عدد الوظائف ذات الأجور المرتفعة في البرامج. المهن الأخرى التي يمكن أن تتأثر هي مصممي الجرافيك، والخدمات المصرفية الاستثمارية، والنمذجة المالية. حتى المهن التي لا تتطلب أجوراً مرتفعة مثل ممثلي خدمة العملاء والدعم الفني والمساعدين القانونيين والمسؤولين عن إدخال البيانات». وأضاف: «في المجتمعات التي تشكل الفئات العمرية الكبيرة معظمها، يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي داعماً أكثر من كونه تهديداً، حيث سيساعد في زيادة إنتاجية العمل. كما يمكن أن يقلل أيضاً من تكلفة الخدمات ويجعلها في متناول شرائح سكانية كبيرة. بالطبع، يجب تنظيم الذكاء الاصطناعي، لأن جودة الإنتاج ستعتمد على نماذج البيانات التي يتم تدريبها عليها. أيضاً، نظراً لأن لديهم كميات هائلة من النصوص أو الصور لإنشاء استجابة مناسبة، فقد يؤدي ذلك إلى مزاعم بانتهاكات حقوق النشر. في مهن التعليم وكتابة الإعلانات، هناك بالفعل مخاوف بشأن الانتحال، لذلك هناك حاجة للتنظيم». أتمتة المهام وقال نارين فيجان، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون النمو في شركة «لومينور» للبرمجيات: «إن الذكاء الاصطناعي يتمتع بالقدرة على تعزيز أداء الجهات الحكومية إلى حد بعيد. فمن خلال أتمتة المهام المتكررة مثل إدخال البيانات ومعالجة الوثائق، يتيح الذكاء الاصطناعي لموظفي المؤسسات والهيئات الحكومية التفرغ للتركيز على الأنشطة الأكثر أهمية التي تستدعي قدراً أكبر من العناية، بما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف والاستغلال الأفضل للموارد. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي توفير رؤى وتوصيات قيّمة بالاستناد إلى البيانات الضخمة المتاحة، وهذا من شأنه أن يعزز عملية اتخاذ القرارات في مجالات مثل الكشف عن عمليات الاحتيال والوقاية منها، إلى جانب مجالات أخرى حيث يكون لتحليل البيانات دور حاسم، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من البيانات لتحديد أنماط وارتباطات قد لا تكون مرئية للعين المجردة، بما يتيح للقادة الحكوميين اتخاذ قرارات أكثر استنارة». وأضاف: «كذلك يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم ذكاء الأعمال، الذي يمكن بدوره الحكومات من اتخاذ قرارات تتمحور حول السكان، وبالتالي تعزيز الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين. وبمقدور الذكاء الاصطناعي من خلال توفير ردود فعالة ذات طابع شخصي للاستفسارات، أن يحسن إمكانية الوصول إلى المعلومات ومساعدة المؤسسات الحكومية على تلبية احتياجات السكان بطريقة أفضل، ويمكن توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز منظومة الخدمات الحكومية في قطاعات كالرعاية الصحية والتعليم عن طريق توفير حلول أكثر تخصصية وفاعلية تواكب المتطلبات الفريدة للمجتمعات. ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة أخلاقية ومسؤولة لتجنب العواقب غير المتعمدة. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي مفاقمة وإدامة التحيزات التي كانت موجودة من قبل، ولذلك من الضروري على الحكومات أن تتنبه لهذه القضايا من أجل الحد من مخاطرها وضمان تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لمنفعة جميع السكان». تحليل البيانات وذكر راشد الفضالة، الرئيس التنفيذي والمدير العام في شركة «بريدج ميديكال جي بي أو»، التي تمتلك منصة تكنولوجية ذكية لدعم خدمات قطاع الرعاية الصحية، ومقرها دبي أن الذكاء الاصطناعي قادر على تحسين الوظائف الحكومية بشكل ملحوظ نظراً لكونه يضطلع بدور متزايد الأهمية في علم البيانات، حيث يوفر للشركات طرقاً جديدة ومبتكرة لتحليل بيانات المشتريات الموسعة الخاصة بها، وبناء سلسلة توريد ذات كفاءة عالية. وقال: «تساعد أدوات التحليل المدعومة بالذكاء الاصطناعي الحكومات في تعزيز سلسلة الإمداد للرعاية الصحية من خلال التنبؤ بحجم الطلب، واكتشاف الاختلالات في سلسلة التوريد، وتحسين إدارة المخزون. ويعد التحكم بالكلفة مجالاً مهماً آخر يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث أثراً إيجابياً ملحوظاً به. حيث يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل مؤشرات المشتريات التنافسية وبيانات الرعاية الصحية لتحديد المجالات التي يمكن فيها خفض التكاليف، من أجل تقليل النفقات التشغيلية الإجمالية، مثل تقليل استخدام الإجراءات الطبية المكلفة أو الأدوية واستخدام بدائل أقل تكلفة». تسريع التحول وأفاد الدكتور مصطفى الجزيري، المدير التنفيذي في منطقة الخليج العربي والشرق الأدنى وباكستان، في «هيتاشي إنرجي» بأنه بإمكان الذكاء الاصطناعي مساعدة الحكومات حول العالم من خلال تحسين كفاءة الطاقة عن طريق توفير بيانات وتحليلات آنية، وأتمتة العمليات وبالتالي المساعدة على تقليل الهدر وتحقيق الاستفادة القصوى من الطاقة. حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تسريع التحول في مجال الطاقة للوصول إلى أهداف الحياد الكربوني التي تلتزم بها الحكومات. فمن خلال الذكاء الاصطناعي يمكن تعزيز الاستدامة ووضعها في صلب عمليات الحكومات من أجل المساهمة في تحقيق مستقبل مستدام للطاقة للأجيال الحالية والمقبلة. ومن هذا المنطلق، بمقدور الذكاء الاصطناعي مساعدة الحكومات على خلق مستقبل أكثر استدامة لجميع مواطنيها، عبر التعاون مع العملاء والشركاء وأصحاب المصلحة المعنيين. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يساعد الحكومات في معالجة تحديات الطاقة العالمية والتخفيف من آثار التغير المناخي ،حيث يمكن للحكومات تسخير قوة الذكاء الاصطناعي في الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة للطاقة، وزيادة استخدام موارد الطاقة المتجددة وتعزيز جهود حماية البيئة. ومن المجالات الرئيسية التي يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث فرقاً فيها تعزيز نظم توليد وتوزيع الطاقة ،فمن خلال تحليل بيانات الطاقة اللحظية، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي إدارة شبكات الطاقة بشكل ديناميكي لضمان استغلال موارد الطاقة المتجددة، كطاقة الرياح والشمسية، إلى الحد الأقصى. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تخفيضات ملحوظة في انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة أمن الطاقة. الجيل الرابع أفاد جيوتي لالشانداني، نائب الرئيس والمدير العام لمجموعة مؤسسة البيانات الدولية «آي دي سي» أن الجيل التالي الرابع من «تشات جي بي تي» سيكون أقوى بشكل أكبر بكثير من النسخة المتوفرة اليوم من الأداة، وذلك لأنه سيكون قادراً بشكل ذاتي على معالجة كمية أضخم من البيانات بشكل أكثر دقة ذات صلة. وقال: «نتوقع أن تبدأ الحكومات بوضع ضوابط قانونية تنظم استخدام وتبادل ومعالجة البيانات والمعلومات في «تشات جي بي تي»، خصوصاً وأن بعض الجهات تقوم باستخدام تلك الأداة في عمليات غير قانونية». تطبيقات أصبح الذكاء الاصطناعي مصطلحاً شاملاً للتطبيقات التي تؤدي مهام مُعقدة كانت تتطلب في الماضي إدخالات بشرية مثل التواصل مع العملاء عبر الإنترنت. وغالباً ما يُستخدم هذا المصطلح بالتبادل مع مجالاته الفرعية، والتي تشمل التعلم الآلي والتعلم العميق. وللحصول على القيمة الكاملة من الذكاء الاصطناعي، تقوم العديد من الشركات باستثمارات كبيرة في فرق علوم البيانات. إن علوم البيانات، التي تُعد مجالاً متعدد التخصصات يستخدم الأساليب العلمية وأساليب أخرى لاستخلاص القيمة من البيانات، تجمع بين المهارات المستمدة من مجالات مثل الإحصاء وعلوم الكمبيوتر مع المعرفة العلمية لتحليل البيانات التي يتم جمعها من مصادر متعددة. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :