«يوم التأسيس» مناسبة عظيمة يخلدها التاريخ

  • 2/20/2023
  • 03:46
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبر التاريخ، ومنذ عرف العالم تأسيس وبناء الأمم، شهد العالم أحداثًا ليست بالكثيرة، ولكنها كبيرة وفاعلة أوقفتنا أمامها؛ لندرك الجهد والكفاح الذي بذله بُناة هذه الأمم، والكيانات العظمى التي قامت بكفاحهم وجهدهم وقدرتهم وإيمانهم بما يقومون به، وكان على رأس هرم هؤلاء البناة العظماء يقف التاريخ طويلًا أمام رجل عظيم، وإمام عادل، وقائد شجاع، هو الملك عبدالعزيز آل سعود، رجل التاريخ، المليء بالكفاح والجهاد والشجاعة، الإمام القائد الذي استطاع بالقوة التي منحها الله إياه، والحِكمة والشجاعة والفكر والوعي أن يوحِّد هجرًا وقبائل ومدنًا وقرى في إطار دولة وكيان فاعل اعترف به العالم، وأضحى ملمحًا بارزًا في التاريخ الحديث، وتعاقب على حكم هذه الدولة أبناؤه بشجاعة ووعي وفهم لكل أبعاد ما يدور حولهم في العالم، ولنا أن نعدّد ملامح ومواقع ومواقف كثيرة لهذه الدولة توقف عندها التاريخ.ويأتي الأمرُ الملكي الذي أصدره سيِّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على تحديد يوم (22) فبراير ليوم التأسيس؛ تأكيدًا للجذور الراسخة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية منذ التأسيس وحتى الآن؛ إذ يمثل هذا اليوم بدء عهد وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، وبداية تأسيسه في منتصف عام 1139هـ (1727م) للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم، وسُنَّة رسوله الكريم، وما رسَت عليه من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفُرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، وسار أبناؤه من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها.إن يوم التأسيس مناسبةً عزيزة على قلوبنا، حيث إننا نستطيع من خلاله تعزيز هويتنا الوطنية ونفاخر بهويتنا وتاريخنا المجيد، ونستذكر بهذه المناسبة التضحيات الكبيرة والعظيمة التي قدَّمها أبطال تأسيس هذا الوطن المبارك، كما يأتي في هذه الذكرى إحياءً لتاريخ يجب أن يستشعره الأبناء والأجيال القادمة؛ لتعرف وتدرك العُمق التاريخي لهذا الوطن العظيم، وأنها على مدى ثلاثة قرون، بقيت «بحمد الله» شامخةً أبيةً عصيَّةً على كل معتدٍ أو غازٍ، لم تنكّس لها رايةً، ولم يدنّسها محتل، وبقيت راية التوحيد خفّاقة كلما تسلّط عليها الأعداء عادت أقوى مما كانت، بدءًا بالدولة السعودية الأولى، مرورًا بالدولة السعودية الثانية، حتى هذه الدولة المباركة الدولة السعودية الثالثة، نسأل الله أن يحفظ ولاتها وأن يرحم مؤسّسيها، وكل مَن بذل الجهد والمال والوقت لإقامة هذا الوطن المبارك.وتأتي هذه المبادرة التي تحمل يوم التأسيس من خادم الحرمين الشريفين «يحفظه الله»، والتي تحمل شعار «يوم بدينا»، خير شاهد على تعزيز القِيَم والمعاني المرتبطة بهذه المناسبة الوطنية المميَّزة، وترسيخ الفخر والاعتزاز بكل الجهد التاريخي والثقافي والاجتماعي والفكري والنضالي لهذه الدولة المباركة ومجتمعها العظيم الذي يعيش رافع الرأس في هذا العالم الذي يموج بالأحداث والصراعات والكوارث البشرية.إن هذا اليوم المبارك سيبقى (كما أشرنا) خير شاهد لنتذكر فيه ما مرّ به أجدادنا العظام من مصاعب لتوحيد البلاد، ونشر الأمن والرخاء والازدهار، ورفع راية التوحيد، ولهم الفضل، بعد الله سبحانه، لما نعيشه الآن من استقرار ونمو وريادة وبناء للمواطن السعودي في شتى المجالات بدءًا من التعليم والصحة والثقافة والأمن والأمان والعيش الكريم.إننا، وبكل اعتزاز، نفاخر بقادتنا العظماء خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، نرفع بهم رؤوسنا.حفظ الله «المملكة العربية السعودية» وقادتها وشعبها النبيل الكريم، ونهنئ الجميع بهذه المناسبة العظيمة.

مشاركة :