اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه لا يمكن إنهاء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا إلا من خلال المفاوضات فقط. وأعرب ماكرون في حوار مع شبكة «فرانس إنتر» وصحيفتي «لو فيجارو» و«لو جورنال دو ديمانش»، عن رغبته في أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن موقفها، مضيفاً: «لكني مقتنع أنه لن يتم في نهاية المطاف إنهاء هذه الحرب عسكرياً». وتابع: «لا يمكن لأي من الجانبين الانتصار تماماً، لأن تأثيرات التعبئة ليست كبيرة مثلما كان متوقعاً، إضافة إلى أن هناك حدوداً لقدرتها». وقال ماكرون، إن «أوكرانيا في حاجة الآن لهجوم عسكري لإعادة روسيا إلى طاولة المفاوضات». وشدد على أنه لا يعتقد أنه يتعين مهاجمة روسيا على أراضيها. وحذر من يريدون «قبل كل شيء سحق روسيا» من أن ذلك «لن يكون أبداً موقف فرنسا». وأعرب ماكرون عن تشككه بشأن احتمالية وجود ضغط محلي كبير في روسيا لإنهاء الحرب. وأضاف ماكرون أن أي بديل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الوضع الحالي يبدو أسوأ بالنسبة له. وأعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» نشرت أمس، أن الدبابات القتالية الخفيفة «آ إم إكس-10» ستُسلّم «نهاية الأسبوع المقبل» لأوكرانيا. ويتزامن تسليم هذه الدبابات مع الذكرى السنوية الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير 2022. وبداية يناير، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرار إرسال هذه الدبابات، في إطار تحديث المعدات التي يسلمها حلف شمال الأطلسي «الناتو» لأوكرانيا، بعد تردد استمر أشهراً خوفاً من دفع موسكو إلى التصعيد. ولم يحدد الرئيس الفرنسي حينذاك عدد الدبابات التي يمكن إرسالها. وأكد وزير الجيوش للصحيفة الفرنسية اليومية أنه لن يذكر عدد الدبابات «حتى لا أعطي معلومات استراتيجية لروسيا». من جهة أخرى، أشار إلى أن تدريب الأوكرانيين على هذه المعدات الجديدة «على وشك الانتهاء» لذلك سيتم تسليمها «نهاية الأسبوع المقبل». وتابع: «بشكل عام تتسارع وتيرة التدريب على أراضينا، من خلال التدريب التخصصي على المعدات التي نقدمها، وفي بولندا، مع مزيد من التدريب العام للكتائب بأكملها بمعدل 600 جندي في الشهر اعتباراً من مارس». وعن إمكان تسليم أوكرانيا طائرات حربية مقاتلة، يصر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الحصول عليها، قال لوكورنو، إن «لا شيء محظور»، لكنه أشار إلى تعقيد «المسائل اللوجستية والعملية». ولم يستبعد المسؤول الفرنسي تدريب طيارين، كما تفعل بريطانيا. ودافع لوكورنو عن موقف فرنسا المتمثل في الإبقاء على «قنوات النقاش مع الروس كلما كان ذلك مفيداً»، مكرراً بذلك موقف الرئيس ايمانويل ماكرون. وشدد على أن «هذا هو دور قوة مثل فرنسا». ميدانياً، قالت القوات الأوكرانية التي تجري تدريبات أسبوعية قرب بلدة سيفرسك الصغيرة في شرق البلاد، إنها تستعد للدفاع عن أحد الأهداف المحتملة لهجوم روسي جديد. وتقع سيفرسك، التي كان يقطنها قبل بدء الأزمة زهاء عشرة آلاف نسمة، على بعد 35 كيلومتراً شمالي باخموت وعلى طريق مباشرة إلى بلدة أخرى من بين البلدات الرئيسة في منطقة دونيتسك، هي بلدة سلوفيانسك. وباخموت مسرح لقتال شرس في الأسابيع الأخيرة. وقال نائب قائد كتيبة سيفرسك، واسمه المستعار هان: «إذا سيطروا على باخموت، سنكون شبه مطوقين لأن نهر سيفيرسكي دونيتس يحدنا من اليسار، وسيتقدم الروس من جهة اليمين، ومن الممكن أن يعزلونا تماماً إن وصلوا إلى الطريق السريع لباخموت». وناشدت القوات الأوكرانية حلفاء كييف الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتقدمة لمساعدتهم في الدفاع عن باخموت التي تهاجمها القوات الروسية. وقال أحد الجنود المدافعين عن سيفرسك إن مدفعية الروس تفوقت على أغلب مدفعيتهم التي تعود إلى الحقبة السوفييتية. ومن شأن السيطرة على باخموت أن يمنح القوات الروسية نقطة انطلاق للتقدم إلى مدينتين أكبر في الغرب، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
مشاركة :