توفي رائد الذكاء الصناعي مارفن مينسكي عن 88 عاما، بحسب ما أعلنه معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الأربعاء، ناعيا مينسكي الذي ساهم في جعل الأجهزة تفكر في كل مبحث من مباحث العلوم، وتسهم في تنمية الحركة العلمية، ما أدى إلى ابتكار أجهزة كمبيوتر تفهم الأوامر الشفهية وتتغلب على أبطال لعبة الشطرنج، وأوضح المعهد أن مينسكي توفي، الأحد، إثر إصابته بنزيف في المخ. علماً أن الانسان عبر تاريخه الطويل يسعى ليكتمل وجوده ووعيه في وسط اجتماعي يعتمد فيه على مستوى ذكاء الفرد ودرجة اتزانه الانفعالي فمهما بلغ مستوى طموحه وهبط تقديره لنفسه فإنه يقوم بأعمال مكملة لرغباته وخياله، ويكون تصرفه ناتجا عن تقدير وقرار خاطئ؛ حيث يحاول لفت انظار الناس له بمشاهدات بذخ فاحش وعنتريات زائفة كما نقلت وسائل التواصل الاجتماعي. وكثيرا ما تكون فكرة الفرد عن نفسه غامضة يظهر للناس المظهر اللائق الذي يشفع له بالنجاح والاحترام ويستهدف غايات الشهرة والظهور والزهو الشديد والتظاهر بالشجاعة والاسراف في تقدير الذات، فعندما يدرك أن نقصاً أصاب وعيه ووجد شعورا مكبوتا ًوعاجزا لا يفطن له إلا بعد محاسبته، لهذا قد يتعذر عليه الوصول الصحيح لوظيفته الطبيعية، ويقدم صورا سافرة مباشرة تشكل خطراً على مصلحة المجتمع ومبادئه. فالشعور بالنقص من أقوى الدوافع التي تبحث عن التعويض - دوافع ساذجة واكثر تعقيداً -، فالعقل ملكة تهيئ الانسان لتمييز بين ماهو يقيني، وماهو خاطئ، وما هو مشكوك فيه، أضف إلى ذلك دواعي الارهاب وقتل الآمنين وعلينا أن ندرك أن الذكاء الانساني في أزمة. فكان من أعظم إنجازات مينسكي التأكيد على أن الذكاء البشري أو الصناعي لا ينشأ عن عملية واحدة بل هو يرى أنه ينشأ نتيجة تفاعل عمليات عدة في "مجتمع العقل"، وهي نظرية لمينسكي شرحها في كتاب له حمل نفس العنوان عام 1985، وقادت رؤية مينسكي إلى تطوير الأجهزة الذكية التي تستند إلى نماذج من الذكاء البشري، ما يزودها بقدرات خاصة. ومن هنا نتساءل أين الذكاء البشري الذي يدفع عجلة التقدم والنهوض الأخلاقي عوضاً عن التصحر في الذوق والأدب والسلوك المؤذي للنفس والمقترن في الأعماق بالنقص وبالذنب؟ فثورة التكنولوجيا الحديثة أفرزت لنا مع تطور نظم المعلومات علماً جديداً سمّي الذكاء الاصطناعي الذي مع مرور الوقت سيتفوق على الذكاء الإنساني كما بشر بذلك Ray Kurzweil". ومن النتائج اللافتة أن سلطة القانون تصحح الأخطاء والمشاعر المتضاربة، وتلعب دوراً مهماً في الترشيد وحسن التدبير والمحافظة على النعم، وما يجدر ذكره أن محاسبة البعض على ممارسة الاستعلاء والبذخ توقف المهازل وتضع حداً لها، فالتعلم من التجارب والأخطاء والتناقضات يحسّن أسلوب الحياة. new.live911@hotmail.com
مشاركة :