وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الأحد أنها تجري محادثات مع إيران بعدما نقلت وكالة "بلومبرغ" للأنباء عن مصدرين دبلوماسيين اكتشاف مفتشين مستويات تخصيب أدنى بقليل من نسبة 90% اللازمة لإنتاج قنبلة ذرية. وأكد دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن "هذه النسبة... صحيحة" وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعطي الآن إيران "فرصة للتوضيح لأنه من الممكن على ما يبدو أن تبلغ مستويات تخصيب (اليورانيوم) ذرواتها". وأوردت "بلومبرغ" أن "على المفتشين تحديد ما إذا كانت إيران قد أنتجت هذه المادة عن قصد، أو إذا كان التركيز ناتجا من تراكم غير مقصود" بسبب صعوبات تقنية في أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم. وأوضح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي في تغريدة مساء الأحد أنه سيبقي "مجلس المحافظين على اطلاع". "أنباء مقلقة" قالت وزير الخارجية الفرنسية كاترين كولونا لصحافيين في بروكسل، "لا داعي للقول إنه إذا تأكّدت هذه المعلومات الصحافية، فإنها ستشكّل عنصرًا جديدًا ومقلقًا للغاية"، معربةً عن أملها أن تعطي الوكالة الدولة للطاقة الذرية "معلومات أكثر دقةً". وفرنسا هي إلى جانب ألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا، أحد أطراف الاتفاق المبرم عام 2015 مع إيران والذي أتاح رفع عقوبات عنها لقاء خفض أنشطتها وضمان سلمية برنامجها، علمًا بأن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. وأكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه طلب خلال مكالمة هاتفية مساء الأحد مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن تفي إيران "بالتزاماتها" حيال الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد "الأنباء المقلقة" بشأن تخصيب اليورانيوم. من جهته، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية في طهران ناصر كنعاني وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا"، "نأمل أن تعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار مهامها المتخصصة ونتوقع أن تتصرف هذه الوكالة بشكل مهني في أنشطة وقضايا ايران النووية والسلمية. كما نؤكد أن الاستخدام السياسي للوكالة يشوه الموقف الدولي لهذه المنظمة". وقال الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي في مقابلة خاصة مع وكالة "إرنا" للأنباء مساء الأحد ردًا على تقارير بلومبرغ "القضايا المنشورة افتراء وتشويه للحقائق، ووجود ذرة او ذرات يورانيوم أعلى من 60% في عملية التخصيب لا يعني التخصيب فوق 60%". وكان غروسي أعرب في كانون الثاني/يناير عن قلقه بشأن "المسار" الذي سلكه برنامج إيران النووي. وحذّر من أن الإيرانيين "جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع العديد من الأسلحة النووية"، رغم الحاجة إلى مزيد من الخطوات. زيارة الوكالة الذرية تأتي هذه التقارير وسط تعثر المحادثات لإحياء الاتفاق مطلع أيلول/سبتمبر 2022، مع تأكيد الأطراف الغربيين أن الرد الإيراني على مسودة تفاهم كان "غير بنّاء". وبدأت إيران وأطراف الاتفاق، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحيائه في نيسان/أبريل 2021. ومنذ انسحابها من الاتفاق عام 2018، أعادت واشنطن فرض عقوبات على إيران التي ردت بالتراجع تدريجًا عن معظم التزاماتها. وباتت إيران تنتج رسميًا اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في موقعين (نطنز وفوردو)، وهو مستوى أعلى بكثير من عتبة 3,67% التي حددها الاتفاق. وخلال الاتصال مع بوريل، قال عبداللهيان "إننا نخطط لزيارة (المدير العام) للوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران ولدينا مبادرات مشتركة على جدول الأعمال" وفق ما أوردت "إرنا". وفي ما يتعلق بالتواصل بين إيران والوكالة بشأن قضايا الضمانات أضاف عبداللهيان بحسب "إرنا"، "إذا تصرفت الوكالة من وجهة نظر فنية وغير سياسية، فمن الممكن الوصول إلى إطار لحل المشكلة".
مشاركة :