محمد المنير: القصص المصورة ليست مخصصة للأطفال فقط

  • 2/21/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمد المنير كاتب مبدع ومميز في مجال القصص المصورة؛ كتاباته باللغتين العربية والإنكليزية، وصدرت له العديد من الروايات، وهو يؤكد أن بدايته مع الكتابة كانت بالمصادفة البحتة، شديد الولع بألعاب الفيديو، يميل إلى «الرعب» في قصصه، يختار أفكار موضوعاته بعناية شديدة من خلال الأحداث المحيطة به وكذلك الأعمال الدرامية «المسلسلات» وجميع الأعمال الفنية الأخرى. «الجريدة» حاورته في اللقاء التالي، ليكشف لنا عن كيفية اختياره أفكار قصصه، وكيف يكتبها، وآخر أعماله ومشاريعه، وبماذا ينصح الرسامين العاملين في مجال القصص المصورة، وفيما يلي مضمون الحوار: •صف لنا العملية الإبداعية لكتابة القصة، وما يساعدك لإيجاد الإلهام والأفكار؟ - بعض الأفكار أحياناً أستقيها من خلال ألعاب الفيديو التي ألعبها، حيث أقتبس جزءا من فكرة اللعبة، وأيضا ممكن أحصل على الأفكار من خلال الأحداث العالمية أو المحلية، وكذلك من الأعمال الدرامية كالمسلسلات، وغيرها، أو عن طريق التفكير في حدث معيّن، ومن ثم استخلاص فكرة معينة للرواية، وهذا ما حدث معي عندما كتبت عن «التنمر»، بعد أن استقيت الفكرة من حادث انتحار فتاة في الكويت قبل عدة أعوام، وكان السبب تنمر أصدقائها والمحيطين بها، وأيضا كتبت رواية عن مرضى السرطان عقب أن دُعيت إلى مقهى يلتقي فيه المصابون بهذا المرض، وشاهدت الفنانين يقومون برسم لوحاتهم فجاءتني فكرة كتابة قصة عن مرضى السرطان، وبالفعل حققت نجاحا، لكن قصة «ماك كينج» تختلف فكرتها، حيث كان هناك فيلم أعجبت به كثيرا، خاصة طريقة الأكشن فيه، كان واقعيا، لذلك استلهمته وقمت بتغيير القصة، فأنا بطبيعتي أحبّ أفلام الرعب. • ما النصائح التي تعطيها للمبتدئين في مشوار الكتابة والرسم؟ - أعتقد أنه يجب أن يكون هناك انسجام بين الروائي؛ والكاتب الذي لا يتفاهم مع الرسام «ينسى الموضوع»، لذلك قبل أن يقع اختياره على شخص الرسام، لا بدّ أن يكون هناك تفاهم بينهما حول مضمون القصة وأحداثها، بل وأن يصل إلى حب الرواية نفسها، لذلك تعودت قبل الاتفاق مع الرسام أن أتفقد شُغله وأخذ بعض أعماله، وأضعها في أحد المواقع للتحقق من أنها أعماله أم لا، لأنّه في بعض الأحيان تكون الأعمال لشخص آخر، وأنصح الرسام بألا يشغل بأكثر من مشروع في وقت واحد، حتى لا يحدث تأخير في تسليمه الأعمال المطلوبة منه، وبالنسبة إليّ، عند اختياري الرسام لا بدّ أن أختار شخصا متفاهما معه يكون محبا للقصة ومدركا بتفاصيل أحداثها، حتى يستطيع أن يبدع برسوماته بعد قراءة الرواية. الاختيار بين الأبيض والأسود والألوان الأخرى يتحدد وفقاً لطبيعة العمل • لماذا اخترت مجال قصص الرعب في كتابك Happy Asylum Day؟ - لم أكن أود الكتابة في مجال الرعب، ولكن نظرا لأن أغلبية الكتّاب لا يدخلون هذا المجال، فقد أرت أن أبرز نفسي فيه، ومن ثمّ أحوّل إلى مجالات أخرى كالأكشن وغيره، خاصة أنني كتبت الرعب في البداية كنوفل، وحدثت صعوبة في نشره، لأن هناك كثيرا من الكتّاب المعروفين في مجال الرعب لا أستطيع أن أتحدّاهم، لذا تحولت إلى «comics». • كيف كانت تجربتك في كتابة قصص لألعاب الفيديو؟ - بطبيعتي أهوى ألعاب الفيديو كثيرا وأحب أن ألعبها، وبالفعل قمت بإعداد لعبة قصيرة تقوم فكرتها على أن هناك شخصا يمتلك كاميرا، ويقوم باكتشاف أدوات الجريمة ويستطيع حل الألغاز المصاحبة لها، وحققت اللعبة نجاحا كبيرا، حيث كانت على موقع تون، وإذا وجدت أحد مهتما بألعاب الفيديو، فأنا مستعد للدخول معه. • كيف تختار مواضيع القصص المصورة التي تنشرها على «ويب تون»، ومن هو جمهورك؟ - أحيانا أختار مواضيعي بعد التفكير بعمق في ماهية القصة التي بصدد كتابتها، أو إذا كان هناك حدث معيّن حصل ممكن الخروج منه بفكرة، لذلك أختار المواضيع على حسب مزاجي، فلا أختار أي شيء، وقد طلب منّي البعض أن أقوم بنشر «ماب كينج» الجزء الثاني، ولكن حاليا لا أفكر في هذا الأمر. • هل هناك فرق بين الجمهور الذي يقرأ باللغة الإنكليزية والجمهور العربي؟ - نعم هناك فرق كبير، فمثلا البعض من القراء العرب لا يتقبّلون القصص المصورة، لأن المفهوم السائد في مجتمعاتنا العربية أن القصص المصورة مخصصة للأطفال، وهذا مفهوم خاطئ، فضلا عن أن بعض الجمهور العربي يرفض قصص الرعب، بحجّة أنها تخيف صغارهم وما شابه ذلك، وهذا عكس وضع الجمهور الإنكليزي الذي تجده متساهلا، وهذا ما دفعني إلى الكتابة باللغة الإنكليزية، إضافة إلى أن الكتابة العربية أصعب من الإنكليزية، الأهم أن المجتمع الأجنبي يتقبّل جميع القصص الروايات بمختلف أنواعها، على عكس مجتمعنا، حيث زيادة حجم الاعتراض من مختلف الزوايا والرؤى للقصة. • لديك عمل بالأبيض والأسود، هل يمكنك أن تقول لنا ما هو السر وراء رسم الكوميكس بهذه الألوان؟ ولماذا اخترت أن تنشر العمل the war has been started بالأسود والأبيض وباستخدام أسلوب المانجا؟ - الاختيار بين الأبيض والأسود والألوان الأخرى يأتي بناء على طبيعة مشروع العمل الذي أكون بصدد اختياره والتفكير فيه، فمثلا عندما أكتب بالأستيل الياباني تكون القصة خيالية إلى حد كبير، بالتالي سأختار الأبيض والأسود الذي يطلق عليه المانجا، لأنه سهل، أما إذا كتبت عن طريقة الباتمان وغيره، فأحاول استخدام الألوان، علما أن استخدام الألوان أمر صعب وليس سهلا، وأحيانا يأتيني بعض الرسامين يشترطون أن ينفذوا الرسومات بالأبيض والأسود، على أن أبحث عن شخص آخر يقوم بتلوينها، خاصة أن بعض الرسامين لا يجيدون تلوين رسوماتهم.

مشاركة :