ذكرى تأسيس وتوحيد لا ذكرى استقلال وتحرير

  • 2/20/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكفي المملكة العربية السعودية عزةً وفخرًا ومجدًا أنها تحتفي كل عام بيوم التأسيس المجيد ذكرى ليوم تأسيس وليس ذكرى ليوم تحرير من استعمار أجنبي أو استقلالها من كيان مغتصب لأرضها ككثير من دول العالم، بلد نشأت عزيزة شامخة وستبقى عظيمة صامدة في وجه كل عدو وحاقد حتى قيام الساعة بحول الله تعالى، والاحتفاء بيوم التأسيس يهدف إلى التعريف بتاريخ سياسي دقيق يحدد بداية تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام ١١٣٩هـ/ ١٧٢٧م في الدرعية بعدد من المواقف والسياسات الدالة على بدء قيام الدولة وتأسيسها، لذا فيوم التأسيس ليس بديلًا عن اليوم الوطني يوم توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز، وإنما هو مناسبة جديدة لاستذكار العمق التاريخي للمملكة، إذ تمتد سلسلة الحكم إلى ما يقارب ٦٠٠ عام وذلك حينما أسس مانع المريدي مدينة الدرعية في العام ١٤٤٦ للميلاد وهو الجد الثالث عشر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله. وتم اختيار اليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام للاحتفال بيوم التأسيس، بهدف ترسيخ العمق التاريخي للمملكة والاحتفاء بالإرث الثقافي والتأكيد على أن تأسيس الدولة بدأ من تأسيس محمد بن سعود بن مقرن الدولة السعودية الأولى ولترسيخ الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، نحتفي في هذا اليوم ونفخر بذكرى يوم التأسيس ذكرى ملحمة سطرها التاريخ، خلقت كيانًا عظيمًا بكل المقاييس، السعودية العظمى بلاد الحرمين الشريفين وقبلة المسلمين الذي تهوي إليه أفئدة المؤمنين من شتى بقاع العالم، وبلغت خيراته القاصي والداني المسلم والكافر العربي والأعجمي دون تمييز لعرق أو للون. ليس احتفال بيوم عيد بل احتفاء بذكرى تاريخ مجيد، يوم نؤكد فيه على وحدتنا ونفخر بما تحقق من تطور ونهضة ورخاء وقفزات حضارية حتى غدت المملكة في مصاف دول العالم المتقدمة وقائدة لدول العالم الإسلامي والعربي، افخر وفاخر يا سعودي بوطنك السعودية ورب أبناءك على عشق تراب الوطن، فاليوم أبناؤنا في أمس الحاجة لتعزيز وتعميق حب الوطن في قلوبهم للحفاظ على مكتسباته ومقدراته والعمل على تطويره، وحتى نحمي فكرهم من الاختطاف القسري من الأحزاب المسيسة المتأسلمة التي تخاطبهم باسم الدين وهي كاذبة وبعيدة كل البعد عنه وما الإسلام عندهم إلا مطيّة لبلوغ أهدافهم وتحقيق أجنداتهم الحزبية من خروج على ولاة أمور المسلمين وتخريب الدول المسلمة والعربية، وجعل الشباب وقودًا وحطب نارٍ لصراعات وحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ولا جدوى منها ولا هدف صالح يرجى سوى تمكنهم من الحكم. واليوم نفاخر ببلدنا حيث تأتي المملكة في المركز الأعلى في معدل النمو بين اقتصادات مجموعة العشرين وفي المرتبة الثانية عالميًا في تصنيف الدول التي تعمل وفق رؤية طويلة الأمد، كما حلت أيضًا وفق مؤشرات عالمية في المرتبة الثانية من تصنيف الدول التي يعتقد سكانها أنهم يعيشون فيها في أفضل بلد في العالم وذلك بعد أمريكا مباشرة. يقف المواطن السعودي الحر خلف قيادته قلبًا وقالبًا في المنشط والمكره وفي السراء والضراء، نعم ننتقد ونقترح ونبحث عن فرص التحسين ونسلط الضوء على كل قصور في شؤوننا المحلية، ولكننا نقف وقفة رجل واحد مع بلدنا في كل ما يخص الشؤون الخارجية، هذا ما تعلمناه وتربينا عليه وندين الله به، وهذا ما يجب أن نكون عليه، فالعالم يضج من حولنا وسهام الأعداء تصوب نحونا. وأجمل وأعذب وأصدق ما قيل في حب الوطن هو قول المصطفى ﷺ في مكة المكرمة: “ما أطيبك من بلد وأحبك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيرك”، مغرم ببلادي وترابها حتى النخاع ولا أبغض أي بلد أخرى، فالوطن أجزل قصيدة في ديوان الكون وأعظم حب بعد حب الله ورسوله وقبل حب الوالدين والأهل والعشيرة، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: لو أن لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان، قيل له: فسر لنا هذا، قال: إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد، اللهم وفق ولاة أمرنا لِمَ تحب وترضى وخذ بيدهم لنصرة دينك، وسخرهم لخدمة وازدهار بلادنا وأهلها. حفظ الله المملكة أرضًا وملكًا وشعبًا لنصرة الإسلام وعزته وخدمة المسلمين، واللهم أدم على ⁧‫السعودية⁠ ⁠⁩أمنها وأمانها ورغد عيشها واستقرارها، واجعل اللهم حكامها وشعبها شوكة في نحر كل من عاداهم وأضغن لهم شرًا ومكروهًا واجعل تدبيره تدميرًا عليه، واحفظ يالله جنودنا البواسل الأبطال واجزهم عنا خير الجزاء على كل ما يقدمونه من تضحيات من أجل الدين والوطن. يقول الشاعر مصطفى صادق الرافعي في حب الوطن: بلادي هواها في لساني وفي دمي يمجدها قلبي ويدعو لها فمي ولا خير فيمن لا يحب بلاده ولا في حليف الحب إن لم يتيم ومن تؤويه دار فيجحد فضلها يكن حيوانًا فوقه كل أعجمِ المستشار والكاتب عضو الجمعية السعودية للإدارة محمد بن سعيد آل درمة

مشاركة :