يعود الطلاب في الصين إلى المدارس هذا الفصل الدراسي الربيعي بعد أن استمروا في حضور دروسهم عبر الإنترنت بشكل متكرر كوسيلة رئيسية للدراسة بسبب تفشى وباء كوفيد-19 خلال السنوات الثلاث الماضية. ونظرا لأن الفصل الدراسي الجديد هو الفصل الدراسي الأول بعد أن خفضت الصين تصنيف إدارتها لوباء كوفيد-19 من الفئة أ إلى الفئة ب في 8 يناير الماضي وطبقت تدابير استجابة محسنة وفقا لذلك، فلم تعد المدارس تتطلب نتائج اختبار الحمض النووي السلبي من الطلاب الذين يدخلون الحرم المدرسي، وفقا للمعايير المعدلة. مع ذلك، هذا لا يعني أن المدارس الصينية لم تعد تهتم بالمخاطر المحتملة المتعلقة بوباء كوفيد-19، وإنما تبرز تدابير إدارة وباء كوفيد-19 الجديدة أهمية السلامة في المؤسسات التعليمية، فضلا عن صحة ورفاهية المعلمين والطلاب، وفقا لوزارة التعليم. وفي هذا السياق؛ قال تشين شنغ، نائب رئيس المدرسة المتوسطة رقم 13 ببكين: "لقد وضعنا مجموعة من تدابير استجابة وباء كوفيد-19 وفقا لإشعار المدينة بشأن الوقاية من وباء كوفيد-19 ومكافحته في المدارس المتوسطة والمدارس الابتدائية ورياض الأطفال". أضاف تشين أن المدرسة نفذت عددا من تدابير الاستجابة لوباء كوفيد-19 منذ بداية الفصل الدراسي، مثل الإبلاغ الصحي على أساس منتظم والاحتفاظ بسجلات الطلاب الذين يأخذون إجازة مرضية. بالإضافة إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان قدرة الطلاب على التكيف مع الحياة المدرسية بسهولة، تتخذ المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد خطوات لمساعدتهم جسديا وعقليا على الاستعداد للأنشطة المدرسية غير المتصلة بالإنترنت. لتحسين الظروف الجسدية للطلاب بعد فترة طويلة من البقاء في المنزل أو التعافي من عدوى كوفيد-19، قررت العديد من المدارس تخصيص وقت للطلاب لاستعادة قدرتهم على ممارسة الرياضة بشكل تدريجي. في بعض المدارس، يتم تنظيم الطلاب للمشاركة في أنشطة بدنية خفيفة في فصول التربية البدنية للحفاظ على لياقتهم البدنية. وفي هذا السياق؛ قال ما لو، مدير المركز الرياضي الطلابي في مدرسة قوانغتشيوهمن المتوسطة في حي دونغتشنغ في بكين: "نحن لا ننظم التمارين العالية الكثافة مثل الجري لمسافات طويلة، لكننا نساعد الطلاب على استعادة صحتهم من خلال ألعاب الكرة". بدافع مماثل، أصدرت مديرية التعليم المحلية في مدينة قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، أيضا تعميما يتطلب من المدارس التحقق من الحالة البدنية للطلاب قبل مشاركتهم في حصص التربية البدنية. فيما يتعلق بالصحة العقلية، تعمل العديد من المدارس على إيجاد طرق لتخفيف الضغط النفسي على الطلاب بشأن العودة إلى الحرم المدرسي. بدورها؛ قررت ليانغ هونغ يان، وهي معلمة من مدرسة ابتدائية في حي ميون ببكين، قيادة طلابها لصنع الطائرات الورقية وتخمين الألغاز في الحصة الدراسية الأولى من الفصل الدراسي الجديد. قالت ليانغ: "هذه الألعاب تساعد على استرخاء عقولهم وتبهجهم"، مشيرة إلى أنه بعد الألعاب، أصبح الطلاب في حالة معنوية تؤهلهم لحب الحياة في الحرم المدرسي. وفي هذا السياق؛ قال لي باوزي، مدير مدرسة هنغشوي المتوسطة رقم 4 في مقاطعة خبي في شمالي الصين، إنه بعد فترة طويلة من الدراسة المنزلية وسط الوباء، قد ينزعج الطلاب من ضغوط نفسية مختلفة بسبب نقص التواصل الشخصي الحيوي الضروري في فترة المراهقة التي تتسم بالاندفاع. لتلبية الاحتياجات النفسية للطلاب، اختارت العديد من المدارس "الصحة النفسية" كموضوع للدرس الأول للفصل الدراسي الجديد. الجدير بالذكر أن مثل هذه الجهود تحظى بالترحيب بين الطلاب. كما قال يي زي هاو، طالب في الصف السابع من مدينة تشنغدو حاضرة مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، بعد حضوره حصة عن الصحة النفسية تضم ألعابا تعاونية: "يتم تدريس الدرس بطريقة مختلفة تماما. وإنه أمر ممتع للغاية ويمنحني القوة لبدء الفصل الدراسي الجديد". في الوقت الحالي، يتم وضع المزيد من الخطط لتحسين مزاج الطلاب. في المدرسة المتوسطة رقم 13 ببكين، يخطط تشين لإقامة حفل بلوغ سن الرشد لطلاب المراحل العليا في المدرسة الثانوية، والذي كان مخططا في الأصل لفصل الخريف الماضي ولكن تم تأجيله بسبب الوباء. قال تشين: "سندعو أولياء أمور الطلاب لحضور الحفل، لجعله لا يُنسى".