أوصت دراسة أجرتها مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالشراكة مع معهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، حول تأثيرات انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19» في مجتمع دولة الإمارات، بضرورة بتفعيل الإرشاد الأسري والإلكتروني، والتوعية بوجود خطوط المساعدة، والتوعية بثقافة الحوار لتقليل نسب الإساءة الواقعة على الأطفال. وربطت الدراسة التي أُجريت عبر استبيان إلكتروني وشملت 765 ولي أمر من المواطنين والمقيمين و1713 طفلاً، بين انتشار فيروس كورونا «كوفيد 19» ودوره في تعزيز عوامل الإساءة للأطفال، وعلاقته بأنماط المعاملة الوالدية للأطفال بدولة الإمارات في 2021. وهدفت الدراسة التي اعتمدت المنهج الوصفي إلى معرفة تأثيرات «الجائحة» على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، وعلاقته بأنماط المعاملة الوالدية لهم على وأنواع وأشكال الإساءة، ودرجة توافق الوالدين في أساليب التربية، ومدى معرفة الأسرة بوجود خطوط ساخنه للمساعدة وتقديم الدعم اللازم خلال الفترة الجائحة. وخلصت الدراسة إلى وجود توافق كبير لدى الوالدين في التربية خلال «الجائحة»، وساد النمط الديمقراطي في أنماط المعاملة الوالدية، كما توصلت الدراسة إلى تعرض الأطفال للتنمر الإلكتروني خلال التعليم عن بُعد، كأبرز أنواع الإساءة، يليه الإساءة الجسدية، ثم الإساءة النفسية وأخيراً جاء الإهمال، كما كشفت أن 76% من المشاركين لا يعلمون بوجود خط ساخن لتقديم الاستشارات والمساعدة خلال «الجائحة». وأكدت شيخة المنصوري مدير مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، أن الدراسة تسلط الضوء على أبعاد العلاقة الأسرية، باعتبارها من محددات ملامح شخصية الطفل مستقبلاً، والمساهِمة بشكل كبير في التأثير على صحته النفسية، وفقاً لأنماط المعاملة التي يتلقاها الطفل من الوالدين أو من أحدهما، مشيرة إلى أن نتائج الدراسة التي أظهرت توافقاً بين الوالدين باستخدام الأساليب التربوية السوية والإيجابية، تقود إلى إنشاء أجيال واعية ومدركة قادرة على المساهمة الفعالة في الأسرة والمجتمع، في حين أن اللجوء إلى الإساءة والتعنيف، يترك أثراً بالغاً في سلوكيات الأطفال وشخصياتهم، مما يؤدي إلى العديد من الاضطرابات النفسية والجسدية. وبينت المنصوري أن أهمية الدراسة تكمن كذلك في رفع وعي أولياء الأمور تجاه الأساليب التربوية الصحيحة والسوية التي تسهم في تحقيق صحة نفسية لدى الطفل، وذلك من خلال إشباع حاجاته النفسية، وإشعاره بالحب والأهمية والثقة بالنفس، وحمايته من التنمر الإلكتروني عبر متابعة حساباته وتنبيهه بعدم الثقة بغرباء عبر مواقع التواصل، بالإضافة إلى توعية أولياء الأمور بمدى خطورة الفضاء الرقمي. ودعت إلى مد جسور الثقة بين الوالد والأبناء، لمساعدتهم على تكوين أفكار ومعتقدات سوية تتفق مع المعايير والقيم المجتمعية، فضلاً عن بناء شخصية قوية للطفل تجنبه الوقوع ضحية للتنمر خارج المنزل.
مشاركة :