عاد الوداد الرياضي منهزما من مواجهته أمام شبيبة القبائل بالعاصمة الجزائرية برسم الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا. وتسببت هذه الهزيمة في ارتفاع الأصوات المطالبة برحيل المدرب التونسي، مهدي النفطي، خاصة وأنه عجز أيضا عن قيادة الفريق لتحقيق نتائج إيجابية خلال كأس العالم للأندية. للحديث عن وضع الفريق الأحمر، أجرى موقع القناة الثانية الحوار التالي مع الإطار الوطني أمين عمور. فيما يلي نصه كاملا: كيف ترى بشكل عام مستوى الوداد الرياضي مع النفطي؟ بالنسبة لي، أبرز نقطة فشل فيها النفطي إلى حد الآن هي التنشيط الهجومي حيث وجد الوداد الرياضي صعوبات كبيرة أمام كل الأندية التي تدافع بشكل جيد. المدرب التونسي لم يتمكن إلى غاية الآن من استغلال الإمكانيات التي تتوفر عليها تركيبته البشرية وهذا جعل الفريق لا يرفع من "حظوظ فوزه" في كل المباريات التي خاضها. وأنت تتحدث عن التنشيط الهجومي، هل يمكن لك أن توضح لنا أين تجلت هذه المشاكل خلال المواجهة الأخيرة أمام شبيبة القبائل؟ لقد ظهر ذلك بشكل واضح على مستوى وسط الميدان، لم يكن هناك تنشيط وتبادل للأدوار بين اللاعبين وهذا ساهم أيضا في تباعد الخطوط. في نفس السياق لم يكن هناك تمركز ولعب تموضعي جيد، القيام بذلك كان سيفقد شبيبة القبائل توازنه الدفاعي. إلى جانب ذلك، كنت أتمنى استغلال قدرات سيف الدين بوهرة بشكل أفضل. هو لاعب يجيد الاحتفاظ بالكرة ولديه إمكانيات محترمة على مستوى التسديد. توظيفه على مستوى أنصاف المساحات كان سيمكنه من استغلال نقاط قوته بشكل أفضل وسيزيد من قدرته على مباغثة الخصوم. هل هذا يعني أن النفطي لم يقدم أية إضافة إيجابية للوداد الرياضي؟ شخصيا لا أرى أن النفطي يتحمل المسؤولية كاملة، لكنه يتحمل جزء كبيرا من مشكلة العقم الهجومي. في نفس السياق لا بد من الثناء على توظيفه للحسوني على مستوى الجناح الأيسر. أظن أنه توظيف ذكي يبقى الهدف منه تقليص الأخطاء الدفاعية التي كان يرتكبها الحسوني في مركزه السابق بسبب قلة تركيزه، كما أنه يتيح إمكانية استغلال قدراته الهجومية بشكل أكبر، وهو ما ظهر بشكل واضح خلال لقاء الهلال السعودي. تحدثت عن وسط الميدان قبل قليل وعن الحسوني الآن. هذا سيجرني لأسألك عن جبران الذي تلقى انتقادات كثيرة في الآونة الأخيرة، ما رأيك في اللاعب؟ أظن أنه حان الأوان بالنسبة للوداد الرياضي للبحث عن خليفة لجبران. هو لاعب مميز وجيد على مستوى التغطية الدفاعية، لكنه يظهر محدودية فيما يخص بناء الهجمة وهذا يعيق الفريق كثيرا. وأنت ترى أصواتا عديدة تطالب برحيل النفطي، هل ترى أن ذلك هو القرار المناسب؟ بكل صراحة، سيكون من الصعب على النفطي إصلاح الوضع، كل المؤشرات لا توحي بقدرته على ذلك. العقم الهجومي يؤكد أن الفريق سيعاني في الفترة القادمة وسيكون مرشحا لتضييع نقاط ستكون مهمة على مستوى البطولة ودوري أبطال إفريقيا. شخصيا أعتبر أن رحيل النفطي سيخدم مصلحة الوداد الرياضي، لكنني أتمنى أن لا يتم التسرع في اختيار المدرب وأن يتم التفكير في منح الفرصة لوجوه جديدة فنحن نعيش في عصر تم فيه إعطاء الفرصة لمدربين من أمثال ناغلسمان وشميدت. أتمنى في نفس السياق سواء داخل الوداد أو على مستوى بقية الأندية أن يتم الاستثمار في الإدارة الرياضية، لأنها تفاصيل تميل كفة فرق على حساب أخرى.