تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونيابة عنه، حضر الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض، أمس، انطلاقة منتدى الرياض الدولي الإنساني في دورته الثالثة، الذي ينظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالشراكة مع الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية في مدينة الرياض. ووقع الدكتور عبدالله الربيعة المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اعتماد تخصيص مبالغ مالية لمشاريع جديدة ومتنوعة لمصلحة متضرري الزلزال في سورية وتركيا، بقيمة تتجاوز 183 مليون ريال، حيث يتضمن المشروع الأول إنشاء ثلاثة آلاف وحدة سكنية لإيواء المتضررين من الزلزال، بقيمة 75 مليون ريال، وتضمن المشروع الثاني كفالة الأيتام للمتضررين من الزلزال (مبادرة بسمتهم)، بقيمة 40 مليون ريال، وتضمن المشروع الثالث تنفيذ برنامج تطوعي لمصلحة المتضررين من الزلزال (حياة التطوعي السعودي)، بقيمة 18 مليون ريال، فيما تضمن المشروع الرابع توفير خدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة، بقيمة تتجاوز 17 مليونا و800 ألف ريال. وتضمن المشروع الخامس تنفيذ تدخلات المياه والصرف الصحي المنقذة للحياة بقيمة تتجاوز ستة ملايين و500 ألف ريال، فيما تضمن المشروع السادس توفير إمدادات التغذية الأساسية، بقيمة تتجاوز ستة ملايين و500 ألف ريال، وتضمن المشروع السابع الاستجابة الطبية العاجلة لإغاثة المتضررين من الزلزال في سورية، بقيمة تتجاوز 19 مليونا و800 ألف ريال. وقال الربيعة: "نجتمع اليوم والعالم يشهد كثيرا من الكوارث والأزمات والصراعات والأحداث التي فاقمت الأوضاع الإنسانية وضاعفت تحدياتها، ولعل آخرها ما حل بالشعبين السوري والتركي من كارثة أودت بحياة عشرات الآلاف وجلعت الملايين بلا مأوى"، داعيا إلى مزيد من تضافر الجهود وتوسيع رقعة المانحين دولا وهيئات وأفرادا، ورفع مستوى التنسيق والأثر للمساعدات الإنسانية، ليكون العمل أكثر فاعلية واستجابة، مشيرا إلى أن المنتدى يحظى باهتمام كبير ومشاركة فاعلة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، حيث يشارك قيادات العمل الإنساني في 50 دولة ونحو 60 منظمة. وعن محاور المنتدى أبان الربيعة أن المجتمعين سيناقشون الفجوة الإنسانية وتوحيد الجهود وآليات تطوير العمل الإنساني، وتفعيل إيجاد حلول مستدامة وفاعلة، والاستفادة من التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات، وتوسيع المساعدات والتحقق من أثرها على الأرض، وتفعيل الرقابة والشفافية والحيادية، إضافة إلى تركيزه على دور المرأة والشباب في الاستجابة الإنسانية، ورفع مستوى الحماية للفئات الأكثر ضعفا، والعناية بقضايا الأمن الغذائي والنزوح والهجرة وتعزيز الشراكات ودعم الدراسات والبحوث الميدانية الرامية إلى زيادة أثر العمل الإنساني. ثم ألقى مارتن جريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ كلمة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس شكر في بدايتها السعودية، مشيرا إلى أن العالم يعيش أكبر أزمة غذاء في التاريخ الحديث والمجاعة تدق على عديد من الأبواب، مفيدا بأن التوترات عالية من حرب أوكرانيا التي على وشك دخولها عامها الثاني إلى كارثة زلزال تركيا وسورية الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وتسبب في دمار لا يوصف. وأضاف جريفيث أن أكثر من 350 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية حول العالم، وأكثر من 222 مليون شخص لا يعرفون متى سيأكلون وجبتهم التالية، أو ما إذا كانوا سيجدون ما يأكلونه أصلا، و45 مليون شخص باتوا بالفعل على شفا المجاعة، معظمهم من النساء والأطفال، ونحن بحاجة إلى نحو 54 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص الأكثر تضررا. وقال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية: "استمدادا من قيم ديننا الإسلامي الحنيف، طالما دأب ملوك السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز وأبنائه الأبرار من بعده وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، على حشد إمكاناتها من أجل خدمة القضايا الإنسانية ومد يد العون لرفع المعاناة عن المتضرر وإغاثة الملهوف أينما وجدت الحاجة، دون تمييز عرقي أو ديني، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها المملكة 95 مليار دولار، استفادت منها 160 دولة حول العالم عبر سبعة عقود". وأضاف أنه في خضم الأزمات والتحديات الجيوسياسية والاقتصادية، تستمر المملكة بالتقدم في عطائها الإنساني والتنموي، ما جعلها في مقدمة الدول المانحة للمساعدات الإنمائية والإنسانية إلى الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل بمبلغ يتجاوز سبعة مليارات دولار.
مشاركة :