عضو هيئة كبار العلماء و المستشار في الديوان الملكي الشيخ الشثري يلقي درس

  • 2/20/2023
  • 23:02
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

منصور نظام الدين :مكة المكرمة :- ألقى معالي الشيخ الاستاذ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء والمستشار في الديوان الملكي، المجلس السادس “الجدل الأصولي”، وذلك ضمن برنامج صناعة الأصولي في موسمه الثاني لعام ١٤٤٤هـ، التي تنظمه وتشرف عليه الإدارة العامة للشؤون التوجيهية والإرشادية التابعة لوكالة الشؤون التوجيهية والإرشادية ممثلة في إدارة شؤون التدريس والمدرسين. وابتدأ معاليه وفقه الله بعد حمد الله والصلاة والسلام على رسول الله بمقدمة في أهمية العلم الشرعي، وذَكَر أن لطلب العلم طرائق وهي الاستفتاء والسؤال، وحضور دروس العِلم والتفقه فيه، والاجتهاد في النوازل والتدرب على ذلك، والتأمل والتفكر، والمناقشة والمجادلة. ‏ووضَّح أن الجدال ليس مذموما كله، بل المجادلة مُرغّب فيها إذا وافقت الآداب الشرعية التالي ذكرها، حُسن النية والمقصد، بأن يقصد العبدُ رضا ربه، وأن يكون الإنسان مؤهلا للنقاش، بأن يكون مُطَّلعا على المسألة بأدلتها وعنده آلة الفهم والاستنباط ويفهَم ما يُقال، وألَّا يدخُلَ المرء باب المناظرة إلا إذا كان عنده يقين بما هو عليه قاصدا الوصول إلى الحق، كما أن عليه الالتزام بقواعد الجَدَلِ والمناظرة، واختيار الألفاظ التي تُقال فيجعَل حديثه عِلميًا لا شخصيا، ويقول التي هي أحسن. وإذا تقرر هذا؛ فإن الجدل له قسمَين: جدل منطقي وجدل فقهي، والاستدلال له ثلاثة أوجه (أولها صحة الدليل، بحيث يكون إسناده مقبولا، ثانيها حجية الدليل، فقد يصح إسناده ولكن لا يُحتَج به، كأن يكونَ منقولا عن أهل الجاهلية، ثالثها متعلق بطريقة الاستدلال ووجهه)، فالاستدلال بالمنامات أو بفعل التابعين أو بنتائج الأفعال منهج خاطئ في الاستدلال، هذا ما يتعلق بالدليل والاستدلال به. وكذلك فَهم الدليل له قواعد، وهي قواعد أصول الفقه، والأسئلة التي تُوَجَّه في الجدل أربعة أنواع، سؤال عن المذهب (ما تقول في كذا)، والسؤال عن الدليل (ما دليلك في هذه المسألة)، وسؤال عن وجه الدلالة، وسؤال على وجه الاعتراض، وهذا الأخير هو الذي يتعلق به لُب وفن الجدل. وهناك نماذج من أسئلة الاعتراض التي تُوَجَّه للمستدِل، سؤال الاستفسار، بأن يسأله عن لفظ اشتمل عليه كلامُه ليبينَ له المراد منه، فإما أنه أورد ألفاظا غريبة، أو أنه أورد كلاما له عدة معانٍ، سؤال فساد الاعتبار، بأن يقولَ له: هذا الدليل الذي أوردتَه عليَّ مُعارَض بدليل أقوى منه، سؤال فساد الوضع بأن يقولَ: مقتَضَى دليلك ينافي مذهبك الذي سِرتَ عليه، فدليلك يقتضي التخفيف ومذهبك التشديد!، سؤال المَنْع، بأن يمنَعَ المعترِض كلام المُستَدِل، سؤال المعارضة، بأن يأتي بما يعارِض استدلال المُستَدِل، المشاركة في الاستدلال، فيقول: كما أن هذا الدليل يدل لمذهبك فهو أيضا يدل لمذهبي، النقض،بأن يقول له: ما استدللت به وُجِدَ في محل آخر ولم يُنتِج النتيجة التي استنتجتَها مما يدل على عدم صحة استنتاجك، سؤال عدم التأثير، فيقولُ مثلا: دليلك هذا غير مؤثِّر في مسألتنا، القول بالموجَب، فيقول له: دليلك صحيح لكنه يدل على فساد مذهبك لا على صحته. وبما أن أصول الفقه مستمد من نصوص الشريعة، ومِن اللغة العربية فإن استدلال الأصوليين سيكون بأحد هذين الأمرين وبالقياس الصحيح عليهما، وتنتهي جولة المناظرة بأحد مُلغياتها وهي (عدم معرفة الإنسان للمذهب الذي يقول به أو عدم معرفته لحدوده ولوازمه، ألَّا يتمكن مِن الاستدلال لمذهبه، ألَّا يتمكن مِن جواب المُعارِض له، نقل البحث من مسألة إلى مسألة أخرى، أن يلزم من كلام المتكلم لوازم لا يرتضيها)، وبهذا يتبين أنه ليس لكل أحد الكلام في الشرع، وعلى الناس ألَّا يأخذوا دينهم مِن غير المؤهلين. الجدير بالذكر يمكن متابعة الدرس عبر منصات الرئاسة الرسمية، كما تقوم الإدارة العامة لتقنية المعلومات بمساندة النشر من خلال منصة منارة الحرمين: https://manaratalharamain.gov.sa/sp/394592256

مشاركة :