أكد القنصل العام الأمريكي في جدة، فارس أسعد، أن المملكة تحولت إلى وجهة سياحية عالمية، وباتت مكانا جاذبا للعيش والحياة في ظل التطورات الكبيرة التي صنعتها رؤية المملكة 2030.وقال في حوار مطول مع «مكة»، «إن بصمة السعودية الأكبر في شعبها العظيم المعروف بكرمه»، لافتا إلى متانة العلاقات التي تربط السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تعمقت وتفرعت إلى مجالات ثقافية واقتصادية وتكنولوجية عديدة.وأشار إلى وجود 20 ألف طالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبرون جسرا للتواصل بين البلدين، بما يحملون من أفكار حضارية تسهم في صياغة مستقبل أفضل.سر فارسكشف فارس أسعد لـ«مكة» سر تسميته العربية، مشيرا إلى أن والدته هي من أطلقت عليه هذا الاسم عند ولادته في ولاية أوهايو، نسبة إلى ابن صديقتها الذي كان اسمه «فارس» حيث كانت تلتقي بهم خلال زيارتها في إجازة الصيف في رام الله.ويرى أن قصة اسمه والعديد من الأسماء الأخرى في الولايات المتحدة الأمريكية ترمز إلى التنوع الثقافي الأمريكي، فوجود العديد من الأسماء المختلفة يعود إلى تنوع الشعب هناك ووجود العديد من المهاجرين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وذلك يمثل جزءا مهما من التاريخ الأمريكي العريق.وحول انطباعاته كمواطن أمريكي يعيش على أرض المملكة قال «لست غريبا على السعودية، فعلى الرغم من وجودي منذ حوالي عام ونصف العام، إلا أنني قضيت بعضا من طفولتي في شمال المملكة، وتحديدا مدينة تبوك».بصمة سعوديةويؤكد القنصل الأمريكي أن بصمة المملكة العربية السعودية هي شعبها العظيم الذي يتميز بالكرم، معربا عن رغبته في انتهاز الفرصة للتعبير عن شكره وتقديره للترحيب بهم، مشيرا أن تواجده لحضور العديد من الفعاليات الرائعة في المملكة مثل بينالي الفنون الإسلامية، ممشى جدة الفني، مهرجان العطور، مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أسهم في تعزيز صداقاته، حيث قامت القنصلية بتنظيم دورات تدريبية رائدة في مبادرة الإعلام في الشرق الأوسط لكتاب السيناريو التلفزيوني العرب الطموحين والمنتجين، بالإضافة إلى سباق الجائزة الكبرى فورمولا 1 والتابع لشركة أمريكية، والعديد غيرها من الأماكن والفعاليات الأخرى.وأعرب عن مدى فخره برؤية هذه الأحداث ومنظميها الذين دخل بعضهم في شراكة مع نظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم تجارب لا تنسى ونتائج استثنائية.تحولات كبيرةوحول التحولات التي شهدتها المملكة في الفترة الماضية يقول القنصل العام الأمريكي فارس أسعد «تدعم الولايات المتحدة أهداف رؤية 2030 منذ إطلاقها، إنه لأمر مدهش أن نشهد التحول الذي حدث في المملكة على مدى السنوات الماضية، ولا سيما الخطوات الأولى المهمة الخاصة بدعم المرأة السعودية، كما أسهمت الرؤية في إطلاق عملية تحول المملكة إلى وجهة للأعمال والسياحة، وسمحت للبلاد بالبدء في تنويع اقتصادها، كل يوم أرى تغييرا جديدا».ويضيف «أسهمت رؤية 2030 في ازدهار الاقتصاد وخلق فرص جديدة للفنانين السعوديين، فلطالما تميزت مدينة جدة بوجود مجتمع فني نابض بالحياة، ويسعدنا المساهمة في دعم المواهب الناشئة في مجال السينما والإعلام والتلفزيون في جميع أنحاء المنطقة الغربية، من خلال إشراك العديد من هذه المواهب المميزة وإلحاقها في برامج للتدريب مع خبراء في الولايات المتحدة».دعم الإبداعاتوفي سؤال لـ«مكة» عن المشاريع المستقبلية التي تجمع السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية، يقول أسعد «المملكة شريك رئيس في العديد من الأولويات، بما في ذلك قضايا الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتجارة والتعليم والتبادل الثقافي، ولدى الولايات المتحدة برامج لبناء وتعزيز العلاقات بين الشركات الأمريكية والسعودية، كما نقدم برامج التبادل الثقافي والتعليمي لتعزيز العلاقات بين شعبينا».وتابع «تسهم الولايات المتحدة أيضا في دعم النظام البيئي الإبداعي المزدهر في المملكة من خلال برامج مصممة خصيصا لدعم المواهب الناشئة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والموسيقى والفن وغير ذلك. حيث تساعد برامجنا على تسخير الإبداع وتطوير المهارات اللازمة لتنمية الموارد البشرية في المملكة، نحن نبني شراكة استراتيجية قوية ومستدامة بين بلدينا، تعزز المصالح بيننا، وتجعل الولايات المتحدة الشريك المفضل للسعوديين».20 ألف طالبوحول جديد العلاقات السعودية الأمريكية، يقول القنصل العام «عملنا بشكل مطرد وعميق على تنمية العلاقة، ليس فقط بين الحكومتين، ولكن أيضا بين الشعبين، عمق العلاقة يسمح لنا بالتعاون في القضايا الإقليمية والعالمية، لنأخذ التعليم كمثال، ما يقرب من 20 ألف طالب سعودي يدرسون حاليا في الولايات المتحدة، في بعض من أفضل الجامعات في العالم، لا يحصل هؤلاء الطلاب فقط على تعليم عالمي المستوى وتطبيق ما يتعلمون بعد ذلك في وطنهم، ولكنهم أيضا خلال إكمال دراستهم يشكلون صداقات مدى الحياة مع الأمريكيين ويسهمون في تعزيز الابتكار والتنمية الاقتصادية وخلق فرص العمل في العديد من المجالات والقطاعات».ويشير إلى أن مكتب الدراسة في أمريكا يقدم خدمات إرشادية أكاديمية مجانية للمهتمين بمتابعة تعليمهم العالي في الولايات المتحدة وتزويدهم بمعلومات عن المنح الدراسية، وكيفية التقديم على التأشيرات بالإضافة إلى توفير معلومات حول المعاهد والجامعات المتاحة للطلاب والعديد من الخدمات المجانية الأخرى.استكشاف الفرصويتحدث فارس أسعد عن الشراكة الاقتصادية السعودية الأمريكية فيقول «تشارك الشركات الأمريكية بنشاطات عديدة والتي تسهم في دعم الاقتصاد السعودي، بما في ذلك الطاقة والبتروكيماويات والبنية التحتية والخدمات المالية والرعاية الصحية والأدوية، والترفيه، والسياحة، والتعليم».ويرى أن توسع الاقتصاد السعودي يشكل فرصة للشركات الأمريكية في جميع القطاعات، بما في ذلك الشركات الجديدة في القطاعات الصاعدة مثل السياحة والترفيه، ويضيف «نرحب بالشركات الأمريكية للنظر في هذه الفرص والمشاريع، والتواصل مع مكتب الخدمات التجارية في القنصلية العامة لرسم استراتيجية دخول السوق والعثور على الشركاء المحليين المناسبين واستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة، ونعتقد أيضا أن الولايات المتحدة ستظل وجهة استثمارية أولى للشركات والاستثمارات السعودية بشكل عام، تعتبر العلاقة التجارية بين بلدينا مربحة للجانبين».فارس أسعد.. من يكون؟ أمريكي من جذور لبنانية. حاصل على بكالوريوس الآداب في الاقتصاد. دكتوراه في القانون من جامعة توليدو في أوهايو. يتكلم العربية والروسية. متزوج من كايا إيكوما ولديهما طفل واحد. انضم إلى الخارجية الأمريكية عام 2004 كموظف في السلك الدبلوماسي. عمل رئيسا للقسم السياسي في السفارة الأمريكية بطاجيكستان بين عامي 2018-2020. مسؤول مراقبة أول في قسم العمليات التابع لوزارة الخارجية بواشنطن. مساعد وكيل الوزارة للدبلوماسية العامة وشؤون الشرق الأوسط ومكافحة التطرف. مساعد مسؤول القسم الإعلامي بعمان في الأردن. مسؤول الدبلوماسية العامة لفريق إعادة إعمار المحافظات في الموصل بالعراق. عمل في نيبال واليمن وتركيا وسوريا.
مشاركة :