مثل جمشید شارمهد (67 عامًا) أمام محكمة في طهران في شباط/فبراير 2022 حيث اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصًا في نيسان/أبريل 2008. وجاء على موقع "ميزان أونلاين" أن "جمشید شارمهد، زعيم مجموعة تندر الإرهابية، حُكم عليه بالإعدام بتهمة الإفساد في الأرض من خلال التخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها". ووجه إليه القضاء تهمة إقامة اتصالات مع "عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية" الأميركية وبأنه "حاول الاتصال بعملاء الموساد الإسرائيلي". وكانت عائلته تخشى من أن يلقى المصير الذي لقيه المعارض الإيراني روح الله زم الذي كان لاجئًا في فرنسا وشُنق في كانون الأول/ديسمبر 2020 في إيران بعد مغادرته باريس في تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام إلى العراق حيث اعتقلته السلطات الإيرانية وفق تأكيد أنصاره. ولفت "ميزان أونلاين" إلى أن حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد صدر عن محكمة درجة أولى ويمكن بالتالي استئنافه أمام المحكمة العليا. وكانت إيران قد أعلنت في آب/أغسطس 2020 توقيف شارمهد الذي كان مقيمًا حينها في الولايات المتحدة، من خلال "عملية معقّدة"، دون أن تحدّد مكان أو كيفية تنفيذها. أمّا أسرته، فتقول إن أجهزة الأمن الإيرانية اختطفته أثناء عبوره في دبي في العام 2020 وتم نقله قسرًا إلى إيران. معتقلون غربيون كان شارمهد، المولود في طهران، قد هاجر إلى ألمانيا في ثمانينيات القرن المنصرم ثم انتقل إلى الولايات المتحدة حيث كان يعيش منذ العام 2003 وعُرف بتصريحاته المعادية للجمهورية الإسلامية عبر قنوات فضائية ناطقة بالفارسية. وتتوعد جماعة "تندر" ("الرعد" باللغة الفارسية) بالإطاحة بالجمهورية الإسلامية. وأثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية بعدما أعدمت في كانون الثاني/يناير المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة. وشارمهد هو ثاني حامل جنسية أجنبية، إلى جانب الجنسية الإيرانية، يواجه خطر الإعدام في إيران. في 6 كانون الأول/ديسمبر، حكم القضاء الإيراني بالإعدام على المعارض الإيراني السويدي حبيب فرج الله شعب، المعروف أيضًا باسم حبيب أسيود، بتهمة الإفساد في الأرض. وكان هذا الأخير رئيس "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز"، وهي مجموعة تعتبرها السلطات الإيرانية حركة إرهابية، قد اختفى في تشرين الأول/أكتوبر 2020 بعدما زار اسطنبول. وظهر مجددًا بعد شهر معتقلًا في إيران. واتُهم شعب أيضًا بـ"التخطيط لأعمال إرهابية وقيادتها" أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصًا في اعتداءين عامَي 2006 و2018. ما لا يقل عن 16 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، من بينهم ستة فرنسيين، محتجزون في إيران. ومعظمهم مزدوجو الجنسية لكن إيران لا تعترف بوضع الجنسية المزدوجة لمواطنيها. ومن بين الفرنسيين المعتقلين في إيران النقابية سيسيل كولر وشريكها جاك باري، بالإضافة إلى بنجامان بريير والفرنسي الإيرلندي برنار فيلان. وتحتجز السلطات الإيرانية أيضًا البلجيكي أوليفييه فانديكاستيه والإيراني النمساوي كامران غادري والإيراني الأميركي سياماك نمازي. مطلع شباط/فبراير، أعلنت إيران الإفراج عن "عدد كبير" من المعتقلين بمن فيهم الباحثة الفرنسية الإيرانية فريبا عادلخاه التي أُفرج عنها في 10 شباط/فبراير. أوقفت عادلخاه في إيران في حزيران/يونيو 2019 وحكم عليها بالسجن خمس سنوات بتهمة المساس بالأمن القومي.
مشاركة :