الطفلة السورية شام نجت من الزلزال لتُهدد «متلازمة الهرس» ساقيها

  • 2/22/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أن بقيت نحو 40 ساعة تحت الأنقاض في شمال غربي سوريا، تواجه الطفلة شام خطر بتر ساقيها، بعد إصابتها على غرار ناجين كثر من الزلزال بمتلازمة «هرس الأطراف». الفيديو الذي يوثِّق إنقاذها ونشرته منظمة «الخوذ البيضاء» انتشر على نحو واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وظهرت فيه شام الشيخ محمّد، البالغة 9 سنوات ممددة تحت الأنقاض، تتحدث مع عناصر الإنقاذ، تطلب عبوة ماء وتقترح عليهم كيف يمكن سحبها أو تدندن معهم أغنية تحمل اسمها. ثم تئن من بقائها تحت الأنقاض. تخضع شام، التي ظلت 40 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار منزلها وسقوط السقف على ساقيها، للمراقبة منذ أيام في العناية الفائقة بمستشفى الشفاء في مدينة إدلب. وتواجه الطفلة، وفق الأطباء الذين يتولون رعايتها خطر بتر رجليها على مستوى الساقين، كما أنها معرضة لمشكلات في القلب والكلى. الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة، مودياً بحياة أكثر من 47 ألف شخص في البلدين، دمر منزل الطفلة في مدينة أرمناز في ريف إدلب الشمالي الغربي، وتسبّب بمقتل أمها وشقيقتها، بينما نجت مع اثنين من أشقائها ووالدها. على سرير المستشفى، تتمدّد شام وقربها دمية، وتردّد: «ساعدني يا دكتور»، في كل مرة تشعر فيها بألم شديد. يوضح الأطباء العاملون في شمال غربي سوريا، أن وضع شام مماثل لحالات أشخاص استقبلوهم إثر الزلزال. ويقول أخصائي الجراحة العظمية طارق مصطفى لوكالة الصحافة الفرنسية: «الطفلة شام واحدة من حالات عدة وردت إلى مستشفيات المنطقة، وتعاني من متلازمة الهرس بعدما بقيت أكثر من 40 ساعة تحت الأنقاض». ويقول الطبيب الذي يعمل في مستشفى ببلدة معرة مصرين تديره «الجمعية الطبية السورية - الأميركية» (سامز)، إن «وضعها كان حرجاً لأنها معرضة للبتر على مستوى الساقين». لكنه أشار إلى أن «بعض المؤشرات الإيجابية» دفعت بالمشرفين عليها إلى تأجيل عملية البتر. نشرت «الخوذ البيضاء»، وهي الدفاع المدني في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تغريدة الأسبوع الماضي، طلبت فيها «الدعاء لشام ومصابين كثر بالزلزال، يعانون من حالة طبية اسمها متلازمة الهرس»، التي تحتاج إلى «رعاية طبية متقدمة». تنتج متلازمة الهرس «عن أي ضغط تتعرض له الأطراف لفترة طويلة تفوق 12 ساعة... ما يؤدي إلى انقطاع الدورة الدموية على مستوى الأنسجة»، وفق مصطفى، الذي أفاد عن معاينة الأطباء في المنطقة «لحالات كثيرة مشابهة خصوصاً من الأطفال». يصل المصاب إجمالاً وهو بحالة جيدة إلى المستشفى، حيث يبلغ الأطباء بألم يشعر به على مستوى الأطراف. لكنه يكون في الوقت ذاته، عرضة للإصابة بمشكلات في القلب والكلى تُهدد حياته. ويقول مصطفى: «هذا ما يُسمى المصطلح العامي: ابتسامة الموت». ولا يواجه المصاب خطر التعرّض للبتر فحسب، ذلك أن إعادة تنشيط الدورة الدموية دونها عواقب، «فارتفاع البوتاسيوم في الدم قد يؤدي إلى أذية قلبية بشكل مباشر، وارتفاع الهيموغلوبين قد ينتج عنه قصور كلوي». وسجّلت وزارة الصحة التابعة لـ«حكومة الإنقاذ» المحلية، التي تدير مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في إدلب ومحيطها، مائة حالة مصابة بمتلازمة الهرس، تعرّض كثير منها لقصور كلوي استدعى الخضوع لعمليات غسيل الكلى. حين نجحوا في إخراجها بعد 6 ساعات من العمل، من تحت أنقاض مبنى نزحت عائلتها إليه قبل 3 سنوات، هرباً من آخر هجوم لقوات النظام بدعم روسي في المنطقة، احتفل عناصر الإنقاذ بشام. في مقطع الفيديو المتداول، يقترح المتطوع في «الخوذ البيضاء» محمّد نصر الدين، أن يغني لها أغنية أو تغنيها هي، تؤكد له أنها تعرف الأغنية وتبدأ بدندنتها بصوت منخفض. يقول نصر الدين لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعادت لنا القوة حين رأيناها تتحدث تحت الأنقاض، وكانت فرحتنا لا توصف حين خرجت. نتمنى أن تبقى سالمة». وفي محاولة للتخفيف عنها ريثما يتمكنون من سحبها، يعدها المتطوع زياد حمدي برحلة إلى مدينة الملاهي بعد إخراجها. فتجيبه: «أريد أن ألبس ثياباً جميلة، أريد أن أصبح أميرة». ويقول حمدي: «سبحان الله لديها سرعة بديهة، لم أتوقع أن تجيبني بهذا الشكل، حتى إنها كانت تطلب مني أن أتوقف عن العمل وتقول لي: لدي فكرة. ثم تقترح أن تشرب أو تنام قليلاً». بعد 6 ساعات من العمل المتواصل والحوار الطويل، حرر متطوعو «الخوذ البيضاء» شام من بين الركام. ويقول حمدي: «كان الوضع محزناً للغاية، سقط السقف على رجليها، كنت أعمل لتحرير رجليها ودمعتي في عيني، أتذكر ابنتي البالغة 5 سنوات». تحتاج شام التي تقبع في العناية المؤقتة، إلى المراقبة المتواصلة. ويقول حمدي: «الوعد وعد، سآخذها إلى مدينة الملاهي».

مشاركة :