منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، يغلق أذربيجانيون يقولون إنهم نشطاء بيئيون ممر لاتشين احتجاجا على مناجم غير قانونية. بسبب إغلاق الممر الحيوي، تفتقر المنطقة الجبلية التي يناهز عدد سكانها 120 ألف نسمة إلى الغذاء والدواء والوقود. يحظى الوضع باهتمام المجتمع الدولي، فقد بدأ الاتحاد الأوروبي الاثنين نشر بعثة مراقبة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين السبت البلدين إلى إرساء السلام. وقالت رئيسة محكمة العدل الدولية القاضية جون دونوهيو في الحكم الصادر عن أعلى محاكم الأمم المتحدة في لاهاي إن "على أذربيجان، وبانتظار القرار النهائي في هذه القضية... اتخاذ كافة الإجراءات المتاحة لديها لضمان عدم إعاقة حركة الأشخاص والمركبات والبضائع على طول ممر لاتشين في كلا الاتجاهين". وتابعت أن "الاضطراب في ممر لاتشين أعاق نقل الأشخاص من الجنسية والإتنية الأرمنية". وأضافت القاضية أن هناك "حاجة ملحة" لإنهاء الإغلاق الذي قد يتسبب في "ضرر لا يمكن إصلاحه". لا يزال خطر التصعيد مرتفعًا في هذا الجيب الأذربيجاني الذي تقطنه غالبية أرمينية رغم التقدم الأخير في محادثات السلام بين باكو ويريفان وتكثيف الجهود الغربية لإيجاد تسوية سلمية في المنطقة التي تعتبرها روسيا جزءًا من مناطق نفوذها التقليدية. كراهية إتنية طلبت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان الواقعتان في القوقاز واللتان خاضتا حربًا قصيرة عام 2020، من محكمة العدل الدولية التدخل لفض النزاع. محكمة العدل الدولية تتخذ مقرا في لاهاي وتفصل في النزاعات بين الدول، وأحكامها غير قابلة للاستئناف، لكن ليس لديها وسيلة سوى الدبلوماسية لتطبيقها. أراد كلا البلدين أن تتخذ المحكمة إجراء عاجلا قبل التعامل مع مضمون القضايا التي تمثل أساس النزاع والقائمة على انتهاكات مزعومة لاتفاقية دولية لمكافحة التمييز. تتهم أرمينيا أذربيجان باتباع سياسة "تطهير عرقي" من خلال ضرب حصار على منطقة ناغورني قره باغ. وتتهم أذربيجان أرمينيا أمام المحكمة بزرع ألغام أرضية وكمائن مفخخة في المنطقة من أجل "قتل وتشويه الأذربيجانيين". لكن القضاة رفضوا الأربعاء طلب باكو بأن يأمروا أرمينيا بوقف زرع الألغام الأرضية في المنطقة المتنازع عليها. وتؤكد باكو أن أرمينيا زرعت 2700 لغم منذ إبرام اتفاق سلام لإنهاء الحرب في المنطقة عام 2020. واعتبرت المحكمة أن باكو لم تظهر أن الألغام الأرضية التي تزعم أن يريفان زرعتها تستهدف الأذربيجانيين على وجه التحديد. وقالت رئيسة المحكمة إن اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري لا تفرض "أي التزام على أرمينيا باتخاذ إجراءات لتمكين أذربيجان من القيام بإزالة الألغام أو التوقف والامتناع عن زرع الألغام الأرضية". يأتي حكم الأربعاء بعد جلسات استماع عقدت في أواخر كانون الثاني/يناير، لكن الحكم الشامل والنهائي سيستغرق سنوات. خاضت أرمينيا وأذربيجان نزاعا مسلحا من أجل السيطرة على ناغورني قره باغ إبان تفكك الاتحاد السوفياتي في مطلع التسعينيات. انتهت جولة النزاع الأولى التي أودت بحياة 30 ألف شخص بانتصار الأرمن. لكن أذربيجان فازت في الجولة الثانية التي أودت بحياة 6500 شخص في خريف عام 2020 وسمحت لباكو باستعادة مساحات واسعة من الأراضي في الجيب المتنازع عليه. وكانت محكمة العدل الدولية قد دعت البلدين في كانون الأول/ديسمبر 2021 لوقف الكراهية الإتنية وتجنب تصعيد النزاع بينهما.