لا تزال الصين نقطة ساخنة للاستثمار الأجنبي، حيث يتوافق هذا الاتجاه مع آراء وتوجهات مشغلي الأعمال التجارية والبيانات الرسمية الصادرة في البلاد. وقالت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين الماضي إن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر قيد الاستخدام الفعلي في البر الرئيسي الصيني، توسع بنسبة 14.5 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 127.69 مليار يوان في شهر يناير. ومن حيث القيمة بالدولار الأمريكي، ارتفع تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 10 في المائة على أساس سنوي ليبلغ 19.02 مليار دولار أمريكي. وشهدت صناعات التكنولوجيا الفائقة زيادة سريعة في الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 62.8 في المائة في يناير الماضي. وعلى وجه التحديد، ارتفع الاستثمار الأجنبي في قطاع تصنيع التكنولوجيا الفائقة بنسبة 74.5 في المائة، بينما ارتفع الاستثمار في قطاع خدمات التكنولوجيا الفائقة بنسبة 59.6 في المائة. وفي مدينة شنيانغ، حاضرة مقاطعة لياونينغ بشمال شرقي الصين، خرجت السيارة رقم 5 مليون التي أنتجها المشروع المشترك بين مجموعة “بي إم دبليو” الألمانية وشركة “بريليانس” الصينية المحدودة لصناعة السيارات– شركة “بي إم دبليو بريليانس”– من خط الإنتاج يوم الاثنين. وتمثل السيارة رقم 5 مليون الطراز الجديد بالكامل من السيارة الكهربائية “BMW i3 eDrive40L”، ما يظهر جاهزية “بي إم دبليو” للعصر الكهربائي في صناعة السيارات بالصين، حسبما قال فرانز ديكر، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة “بي إم دبليو بريليانس”، في مقابلة. وفي عام 2022، باعت “بي إم دبليو” حوالي 42 ألف سيارة كهربائية بالكامل في الصين، بزيادة 91.6 في المائة عن العام الأسبق، وفقا للشركة. وفي مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، حقق المشروع الاستثماري الضخم لشركة إكسون موبيل في هويتشو، تقدما جديدا في شهر فبراير، حيث تم إكمال رفع المعدات الثقيلة والبدء بأعمال البناء لمركز تكنولوجي. وشهد مشروع إكسون موبيل هويتشو للايثيلين، الذي يبلغ استثماره الإجمالي نحو 10 مليارات دولار أمريكي، تقدماً سلساً في البناء خلال المرحلة الأولى والأعمال التحضيرية للمرحلة الثانية من المشروع. وقال فيرناندو فالينا، رئيس شركة إكسون موبيل (الصين) المحدودة للاستثمار، إن المركز التكنولوجي يعتبر أول مركز متكامل من نوعه خارج المقر الرئيسي للشركة في أمريكا الشمالية، حيث تم تجهيزه بمصنع تجريبي، علاوة على وظائف تطوير المنتجات، وتطوير العمليات، من أجل تلبية الاحتياجات المتنامية للسوق واحتياجاتها من التكنولوجيا في منطقة آسيا-المحيط الهادئ. وأضاف فالينا: “نعتقد أن قوانغدونغ تتمتع ببيئة صديقة جدا للأعمال التجارية. إن لدى الحكومة خبرة وفيرة. سنواصل الاستثمار هنا بنموذجنا. وذلك لا يعني بناء مصنع واحد فقط، بل بناء مجمع أولاً، ثم الاستمرار في إضافة نماذج مشابهة، والاستمرار في الاستثمار لسنوات عديدة”. وفي سياق متصل؛ تظهر بيانات معنية أن إجمالي الأموال المستخدمة في كامل المشروع بلغ 1.42 مليار دولار أمريكي، بينما وصل حجم الاستثمار التراكمي في الأصول الثابتة إلى 17.55 مليار يوان (حوالي 2.55 مليار دولار أمريكي) حتى نهاية عام 2022. وتابع فالينا: “تمثل الصين أكبر سوق في العالم للكيماويات، علاوة على كونها ثاني أكبر اقتصاد في العالم. لذلك فهي سوق مهمة للغاية بالنسبة لنا. نعتقد أنه لتحقيق النجاح على الصعيد العالمي، من الضروري أن تكون ناجحا في الصين”. وبدوره، قال تشانغ يي هاو، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة جنرال الكتريك للرعاية الصحية في الصين إن المرونة والحيوية القويتين للاقتصاد الصيني والفرص المتاحة أمام الصين للانفتاح على مستوى أعلى عززت ثقة الشركة في تعميق جذور التنمية في الصين. ويجدر بالذكر، أن الاستثمار الأجنبي المباشر المتدفق إلى المناطق الوسطى من البلاد سجل توسعا على أساس سنوي بنسبة 25.9 في المائة، متبوعا بتوسع نسبته 21.6 في المائة في المناطق الغربية. ومن جهتها، قالت شو جيويه تينغ، المتحدثة باسم وزارة التجارة خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، إن الصين ستلتزم دائمًا بالانفتاح على التعاون وتوفير الفرص للعالم من خلال تنميتها. وفي هذا السياق، قال نائب وزير التجارة شنغ تشيو بينغ، إن الشركات الأجنبية ستتمتع بمزيد من الفرص في أسواق الصين الهائلة، والانفتاح المؤسسي، وتعميق التعاون الدولي.
مشاركة :