أ ف ب قال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن بكين لم تتشاور مع كييف أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام في أوكرانيا والتي من المفترض إعلانها هذا الأسبوع، بعدما قالت موسكو إن بكين أطلعتها على رؤيتها لتسوية النزاع سياسياً. وأضاف المسؤول الأوكراني لعدد من وسائل الإعلام، طالباً عدم نشر اسمه، أنّ "الصين لم تستشرنا". ووعدت بكين بنشر اقتراحها بشأن "تسوية سياسية" للنزاع هذا الأسبوع، تزامناً مع الذكرى الأولى لبدء الهجوم الروسي في أوكرانيا في 24 فبراير 2022. ورغم تصريحات المسؤول الأوكراني، كشف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الذي التقى كبير مسؤولي الشؤون الخارجية الصيني وانج يي في ألمانيا، الثلاثاء، أن الأخير "أبلغه بعناصر أساسية لخطة السلام الصينية". وأضاف: "ننتظر استلام هذا النص لدراسته بالتفصيل، لأننا لا نستطيع استخلاص النتائج بعد استعراض شفهي فقط". ولاحقاً، أعلن كوليبا في الأمم المتّحدة أن خطّة السلام التي اقترحتها كييف والمؤلفة من 10 نقاط تبقى "الأولوية الأولى" بالنسبة لبلاده. وأضاف: "نحن مستعدّون للتباحث مع من لديهم أفكار، أفكار أخرى يمكن أن تساعدنا في تحقيق هذا الهدف". لا تنازل عن أراض من جهته، حذّر المسؤول الأوكراني الكبير، الأربعاء، من أن أي خطة سلام يجب ألا تتجاوز "الخطوط الحمراء" التي وضعتها كييف، بما في ذلك عدم التنازل عن مناطق لروسيا التي تحتل أراض في شرق البلاد وجنوبها، لا سيما شبه جزيرة القرم. وقال المسؤول: "بالنسبة لأوكرانيا، الخطوط الحمراء هي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك احترام وحدة الأراضي الأوكرانية". وشدد على أنه "لن تكون هناك مساومة على أي أرض أوكرانية، لقد سبق أن قال الرئيس (فولوديمير زيلينسكي) ذلك بوضوح". الصين تطلع موسكو من الجانب الروسي، قالت وزارة الخارجية، مساء الأربعاء، إن الصين أطلعت موسكو من خلال وانج يي على رؤيتها بشأن "تسوية سياسية" للنزاع. وقالت الوزارة، في بيان، إن "الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسياً". وأجرى وانج يي، الأربعاء، محادثات في موسكو مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، لكن خلال تلك النقاشات "لم يدر حديث حول أي خطة (سلام) محددة"، كما أشارت الخارجية الروسية. والصين حليف وثيق لروسيا، ورغم أنها لم تدعم أو تنتقد علناً غزو أوكرانيا، إلا أنها أعربت مراراً عن دعمها لموسكو في مواجهة العقوبات الغربية، وفي نفس الوقت دعت بكين أيضاً مراراً إلى احترام وحدة أراضي أوكرانيا، بينما أعلنت موسكو ضمّ 5 مناطق أوكرانية. وعقب لقاء يي مع بوتين ولافروف، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تقدّر موقف الصين "المتوازن" من القضية الأوكرانية، مرحبة بمبادرة الصين إلى"القيام بدور فعّال في حل الأزمة في أوكرانيا"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز". وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إحاطة صحافية: "نرحب باستعداد الصين للاضطلاع بدور إيجابي في حل الأزمة في أوكرانيا". تعاون بكين وموسكو وجاء لقاء بوتين ويي، وسط مخاوف أميركية من تعميق التعاون بين موسكو وبكين، إذ قالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في كلمتها بمؤتمر ميونيخ للأمن، السبت، إن الولايات المتحدة قلقة من تعميق الصين علاقاتها مع روسيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، محذرة الصين من تقديم أي مساعدات "فتاكة" إلى روسيا. وحذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد، عقب لقاء وانج يي في ميونيخ، من أن بكين "تنظر في إرسال أسلحة" إلى روسيا دعماً لهجومها في أوكرانيا. وصرح بلينكن لشبكة "سي بي إس" الأميركية: "تحدثنا عن الحرب التي تشنها روسيا، وعن قلق نشعر به لكون الصين تنظر في تقديم دعم فتاك إلى روسيا". والأربعاء، أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية أنّ بلادها تراقب أنشطة شركات صينية يحتمل أن تقدّم مساعدة لروسيا في حربها في أوكرانيا.
مشاركة :