الشاهين الاخباري للمرة الأولى في مصر وشمال أفريقيا، تمكّن فريق بحثي مشترك من جامعتي القاهرة والوادي الجديد من اكتشاف وتسجيل آثار نوع جديد لسلحفاة نهرية جانبية العنق في منطقة قرن جناح بواحة الخارجة في جنوب الصحراء الغربية بمصر. نشرت الدراسة بمجلة “ديفرستي” (Diversity) الدولية يوم 16 فبراير/شباط الجاري، بتعاون بين باحثين من جامعة القاهرة وجامعة الوادي الجديد وجامعة يابانية وأخرى إسبانية. أول سلحفاة ذات عنق جانبي يعد اكتشاف نوع جديد من السلاحف جانبية العنق في مصر مثيرا لعلماء الحفريات، والنوع الجديد هو أول سلحفاة ذات عنق جانبي يتم اكتشافها في مصر، والأولى من أواخر العصر الطباشيري (الكامبانيان). حفرية السلحفاة اكتشفت في منطقة قرن جناح في الصحراء الغربية بمصر (مواقع التواصل) يقول الأستاذ الدكتور محمد قرني عبد الجواد، أستاذ الحفريات الفقارية المساعد بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة القاهرة، في حديث للجزيرة نت إنه “تم الحفاظ على الحفرية جيدا مما سمح بتحديد العديد من الخصائص الفريدة التي تميزها عن الأنواع الأخرى المعروفة”، وأضاف أن الباحثين يعتقدون أن هذه الحفرية وثيقة الصلة بالأنواع الأخرى الموجودة في أميركا الجنوبية. وعن تسمية الأحفورة، قال “هذا النوع الجديد من السلاحف التي عاصرت الديناصورات، والتي يرجع عمرها لأكثر من 70 مليون سنة، سميناها “خارجاشيليز كايروينسز” (khargachelys cairoensis) تيمنا بمدينتي الخارجة وجامعة القاهرة”. وبحسب بيان صحفي لجامعة الوادي الجديد، قال رئيس الجامعة “إن هذه المجموعة موجودة في التاريخ الجيولوجي على فترات متفرقة ولم تسجل من قبل في هذا العصر، ويعد هذا الاكتشاف استكمالا للسجلات الأحفورية للسلاحف القديمة في أفريقيا”. ويوفر هذا الاكتشاف مزيدا من الأدلة على العلاقة بين آثار السلاحف المكتشفة في مناطق مختلفة، ويسلط الضوء على أهمية دراسة حفرياتها لفهم تاريخ تطورها. وقالت الباحثة سارة محسن، طالبة الماجستير بكلية العلوم بجامعة الوادي الجديد، إن السلحفاة جانبية العنق المكتشفة حاليا تتميز بطول عنقها وبقدرتها على تحريكه على الجانبين بدلا من إخفائه داخل الصدفة، هذا بالإضافة إلى قدرتها على المعيشة في عدة بيئات مثل البرك والمستنقعات والأنهار وعلى شواطئ البحار، مما زاد من قدرتها على الانتشار الجغرافي في عدة أماكن بقارات العالم المختلفة. حفرية السلحفاة اكتشفت في منطقة قرن جناح في الصحراء الغربية بمصر (مواقع التواصل) “قرن جناح” منطقة واعدة جدا وقال مدير مركز الحفريات الفقارية الأستاذ الدكتور جبيلي عبد المقصود أبو الخير إن منطقة قرن جناح بجنوب الخارجة تتميز باحتوائها على عدد كبير من أصداف السلاحف النهرية، والتي تجمعت بالقرب من بعضها في تلك المنطقة نظرا لتوافر الظروف المعيشية ووفرة الغذاء بتلك البرك والمستنقعات القديمة. وأضاف أن “المنطقة تميزت باحتوائها على بقايا للتماسيح والديناصورات آكلة العشب، والتي عاشت حول تلك المستنقعات وانجرفت أجزاء منها عبر المصبات النهرية”. وقال أبو الخير إن “منطقة قرن جناح تعد من المواقع المكتشفة حديثا من قبل مركز الحفريات الفقارية بجامعة الوادي الجديد، وتمثل أحد أهم المواقع التي تحتوي على أعداد كبيرة من السلاحف النهرية والبحرية، وكذلك على العديد من بقايا الديناصورات والتماسيح المتحفرة، والتي يرجع عمرها للعصر الطباشيري، الذي شهد التقدم الكبير للبحر التيثي (البحر المتوسط الحالي)”. وفور الإعلان عن الكشف العلمي، شكر رئيس جامعة الوادي الجديد الفريق العلمي على دوره، واعتبر أن هذا الكشف من شأنه الارتقاء بالتصنيف العلمي للجامعتين. كما وافق محافظ الوادي الجديد على تخصيص منطقة قرن جناح لصالح جامعة الوادي الجديد بوصفها أحد أهم مواقع التاريخ الطبيعي بالمحافظة، للحفاظ عليها واستكمال البحث العلمي بها. من جانبه، قال الدكتور عبد الجواد إن “هذا الاكتشاف الجديد للسلحفاة جانبية العنق يعبر عن الأهمية العظمى للصحراء الغربية بمصر لاحتوائها على العديد من حفريات الأحياء الأرضية والبحرية، التي ظهرت بجنوب مصر دون غيرها من باقي دول أفريقيا نظرا للظروف المناخية الملائمة لوجود تلك الأحياء، والتي اختفت في باقي أجزاء أفريقيا خلال هذا العصر”. وأضاف “اكتشف هذا النوع الجديد من السلاحف في تكوين القصير في منطقة قرن جناح بواحة الخارجة في الصحراء الجنوبية الغربية بمصر، وهذه المنطقة واعدة جدا، وجدنا فيها عددا كبيرا جدا من هياكل السلاحف التي أظهرت تنوعا كبيرا للغاية”. اكتشاف يسد فجوة تاريخية يتميز الاكتشاف الجديد بأنه يغلق الفجوة التاريخية بين الأعمار المختلفة لظهور السلاحف النهرية جانبية العنق، والتي اختفت تماما من قارة أفريقيا خلال العمر الجيولوجي الكامباني (70 مليون عام). ويوفر هذا الاكتشاف رؤى جديدة مهمة حول تطور السلاحف جانبية العنق، كما يسلط الضوء على قلة ما نعرفه عن هذه المجموعة من الحيوانات، ومقدار المزيد من الأبحاث التي يجب القيام بها من أجل فهم تطورها وبيئتها بشكل أفضل. ويخطط فريق البحث لمواصلة عمله، وقال الدكتور عبد الجواد للجزيرة نت إن “هذا البحث يسد الفجوة الموجودة في التاريخ الأحفوري”، وأوضح أن هذا النوع المكتشف حديثا كان الأكثر اكتمالا من أنواع السلاحف. وأضاف “ندرس حاليا لماذا حدث هذا التجمع للسلاحف في هذه المنطقة؟ ويجري حاليا إجراء عدة دراسات في المنطقة، وأتوقع أن يكون هناك اكتشاف لعدة أنواع جديدة من السلاحف في المستقبل القريب بإذن الله”. الجزيرة
مشاركة :