تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، اليوم الخميس بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون - أساس، نظير إسهامات سموه في المجالات العلمية والثقافية والأدبية ودعم مسيرة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي. وثمن صاحب السمو حاكم الشارقة منحة الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون - أساس، موجهاً شكره وتقديره لهم، ومشيداً بجهودهم ومبادرتهم الحثيثة لإنجاح برامج وخطط الجامعة الأم في مجالات القانون والتشريعات، وعكسها على مستوى فرع الجامعة بدولة الإمارات. وألقى سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، كلمة خلال الحفل هنأ فيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بنيله هذه الدرجة الرفيعة وهي الزمالة الفخرية العالمية، وتناول سموه شخصية مثلها صاحب السمو حاكم الشارقة في صغره ورافقته طيلة حياته وكان لها الدور الكبير في رسم ملامح المكانة العلمية والإنسانية لسموه. وقال سمو نائب حاكم الشارقة " اسمحوا لي أن أحدثكم عن شخصية كان لها دور كبير في رسم ملامح المكانة العلمية المرموقة التي يحظى بها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة ومؤسس هذه الجامعة التي تستضيفكم اليوم، فاسمح لي يا صاحب السمو أن أتحدث عن "جـابـر"، والجابرُ في لغتنا هو من يصلح الكسور". وأضاف سموه "في عام 1955 وقبل مرحلة الرفاه المعيشي في المنطقة، احتاجت المدرسة القاسمية بالشارقة إلى زيادة بعض الفصول، فاقترح أحد الطلبة بأن تقام مسرحية ويخصصُ ريعُ التذاكر لبناء هذه الفصول، فاختار مدير المدرسة مسرحيةً شعريةً بعنوان "جابر عثرات الكرام" أي ذلك الشخص الذي يصلح حال كرام قومه عند عثراتهم". وقال سموه " ذلك الطالب الذي أدى دور جابر أتقن الشخصية حتى تقمصها في حياته، فأصبح المعلمَ لكل من أحتاج للتعليم، وأصبح أباً لكل يتيم، وابناً لكل محروم، وناصراً لكل مظلوم، ثم أدرك أن بالتعليم يُجبر كلُ خلل فبدأ بنفسه وتكبد عناء السفر ليكمل تعليمه حتى انتهى به المطاف بشهادتي دكتوراه، واثنين وعشرين دكتوراه فخرية، والعشرات من المناصب الأكاديمية، وألّف أكثر من سبعين إصداراً، وتُرجم بعضها إلى عشرين لغة، وزرع في وسط الصحراء أكبر مدينة جامعية في المنطقة أثمرت فيها جامعاتٌ وأكاديمياتٌ ومعاهد، كما امتدت يدُه خارج الدولة لدعم الثقافة والعلم والمعرفة، فأصبحت الشارقة العاصمة الثقافية للعالم العربي وعاصمة الثقافة الإسلامية والعاصمة العالمية للكتاب لذلك استحق جابر عثرات الكرام أن يُكرم في مثل هذا اليوم، مبارك لكم يا صاحب السمو فأنت الجابر لعثرات الكرام". وكانت مجريات حفل منح صاحب السمو حاكم الشارقة الزمالة الفخرية العالمية قد بدأت بكلمة لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش رئيس مجلس أمناء جامعة باريس بانثيون - أساس في الدولة قدم فيها التهنئة لصاحب السمو حاكم الشارقة على نيله الزمالة الفخرية العالمية. وقال " يشرفني كثيراً أن أتقدم بتهنئة قلبية خالصة إلى صاحب السمو لحصوله على هذا التكريم المرموق، الذي يتمثل في الزمالة الفخرية العالمية من "جامعة باريس بانثيون - أساس" الفرنسية، وهي الزمالة التي تزداد اليوم بريقاً وتألقاً بحصول سموه عليها، ويحق لهذه الزمالة وللقائمين عليها أن يفتخروا بذلك، وأن يعتبروا أن تكريم سموه اليوم إنما هو في واقع الأمر تكريم للزمالة نفسها". وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان " نحن أبناء وبنات الإمارات إنما نشعر بالفخر والمباهاة باستحقاق سموه لهذا التكريم، ونعتز كثيراً ودائماً بما نعرفه عن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي باعتباره والداً عزيزاً، وباحثاً قديراً، وأستاذاً مرموقاً في مجال التاريخ، بل وكذلك قائداً مخلصاً لوطنه ولشعبه ولأمته، نعرفه بإنجازاته المتوالية، بما عاهد الله عليه، إخلاصاً وولاءً وحباً حقيقياً لإمارة الشارقة، وللإمارات كلها، وللأمة العربية جمعاء، بل وللإنسانية في كل مكان نعرفه قائداً عظيماً، يحرص على تأكيد مبادئ الوفاق والوئام بين الجميع نعرف في سموه القائد العادل، والإنسان النبيل، نعرفه بأدواره العظيمة، في مجالات العمل الخيري والإنساني، وبما يمثله من نموذج وقدوة في التكافل والعطاء، بل وبحرصه الكبير كذلك على حب الناس، وتحقيق الخير لهم في كافة الظروف والمناسبات". وأضاف معاليه "نشير دائماً وبكل إعجاب إلى رؤية سموه في تطوير وتنمية إمارة الشارقة، وإلى جهوده الدائبة والمتواصلة كي تكون هذه الإمارة وبالفعل، مركزاً رائداً للتعليم والثقافة والفنون، ولقد تم بفضل قيادته المستنيرة تطوير هائل للتراث الثري لإمارة الشارقة، مع التركيز في الوقت نفسه على تبني المفيد والنافع من الثقافة الحديثة، وأصبحت هذه الإمارة بفضل الله مجالا ً خصباً لتشجيع العلوم والآداب والفنون، والحفاظ على التراث العربي والإسلامي، وتنظيم المعارض والمهرجانات الثقافية والفكرية، بل أصبحت كذلك مركزاً لعدد من الجامعات الناجحة، ومقراً للكثير من الجمعيات والمجالس ونوادي الفكر، التي تقوم على تطوير الثقافة، ودعم وتعزيز الاهتمامات الفكرية والفنية على جميع المستويات". من جانبه رحب غيوم ليت الرئيس الأعلى الفخري لجامعة باريس، رئيس جامعة باريس بانثيون - أساس في الدولة، بصاحب السمو حاكم الشارقة والحضور شاكراً إياهم تشريفهم هذا الجمع من أجل تكريم الشخصية التي طالما دعمت وساهمت في تطور العلم والثقافة حول العالم، مشيراً إلى أنه تم منح سموه الزمالة العالمية الفخرية من جامعة باريس بانثيون - أساس نظير اهتمام سموه بالتعليم الأكاديمي والمعرفي والبحث العلمي، بالإضافة إلى تأليفه عدداً من الكتب التي تم ترجمتها لعدة لغات، كما أشاد غيوم ليت بالمنشآت التعليمية التي شيدها سموه ومنها جامعة الشارقة التي تستضيف الحفل، والتي تعكس مدى حرصه على توفير البيئة التعليمية المناسبة لطلبة العلم. وفي كلمة له هنأ نيكولاس نيمتشيناو سفير جمهورية فرنسا لدى الدولة، صاحب السمو حاكم الشارقة بمناسبة تكريمه وتسلمه الزمالة الفخرية العالمية من جامعة باريس بانثيون - أساس، مشيراً إلى أن سموه يحظى بتقدير واحترام كبير من القيادة والشعب الفرنسي لقاء ما قدمه سموه فيما يتعلق بالثقافة والأدب والقيم وفي مجال المعرفة والكتب ودراستها ونشرها وترجمتها، موضحاً أنها فرصة عظيمة للتعبير عن الامتنان من جمهورية فرنسا إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، مؤكداً أن سموه أحد الشخصيات العالمية المعروفة ذات التقدير الدولي الكبير. وأشاد السفير الفرنسي لدى الدولة بالعلاقات الثنائية التي تربط الجمهورية الفرنسية وإمارة الشارقة في مجالات عدة، ساهمت خلالها بترك الأثر الإيجابي على المجتمع الفرنسي بشكل عام والمحب للثقافة والأدب والعلوم والكتب بشكل خاص. ويأتي منح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الزمالة الفخرية العالمية نظير مسيرة سموه الثرية والحافلة بالإنجازات والجوائز والشهادات والمبادرات الرائدة، حيث يحمل سموه درجتي الدكتوراه من جامعتي إكستر ودرهام البريطانيتين، كما حصل سموه على 24 شهادة دكتوراه فخرية من مختلف الجامعات على مستوى العالم وفي مختلف المجالات العلمية والإنسانية والأدبية بالإضافة إلى شهادة "أستاذ مميز" من جامعة الشارقة، ونال سموه الكثير من الجوائز على المستوى المحلي والخليجي والعربي والعالمي، وأسس سموه المدينة الجامعية في الشارقة التي تعد الأكبر في المنطقة بالإضافة إلى العديد من المعاهد والجامعات والمراكز التي ترأسها سموه وساهم في وصولها إلى المراتب العليا حيث أسس سموه جامعات الشارقة، والأميركية في الشارقة، والقاسمية، وخورفكان، وغيرها. وتعد جامعة باريس بانثيون- أساس إحدى الجامعات العريقة على مستوى الجمهورية الفرنسية، وتأسست في القرن الثالث عشر، وتقدم الجامعة 5 مجالات رئيسية في القانون والعلوم السياسة والاقتصاد والإدارة والمعلومات والاتصال، كما تضم 5 مدارس للدراسات العليا و24 مركزاً للأبحاث. حضر الحفل بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من معالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، ومعالي عبدالله بن سلطان بن عواد النعيمي وزير العدل، وعدد من كبار المسؤولين ومن أعضاء مجلس أمناء جامعة الشارقة والجامعة الأميركية بالشارقة.