الحب ليس له عمر، وخير دليل على ذلك قصة حب كشفت عنها جريدة Le Parisien "الباريزيان " (الباريسي) اليومية الفرنسية بين "بيار" Pierre وهو في الثالثة والتسعين من العمر و"كورين " Corinne, وعمرها 65 عاما." تقول الجريدة في مقال لها على صفحة كاملة مطرزة بالصور أن المرأة، وهي شقراء كلها حيوية ، وهو رجل أنيق و قد نسجت الأيام بينهما قصة جميلة وغير منتظرة نظرة فابتسامة في دار للمسنين هادئة وجميلة في مدينة "فونتنابلو"(70 كلم جنوب شرق باريس) ــ وهي دار تأوي مجموعة صغيرة من المقيمين(10 نساء و2 رجال)ــ التقى "بيار" و"كورين"، و بمرور الأيام والأشهر نمت بينهما مشاعر الإستلطاف و المودة و المحبة. أمّ لثلاثة أبناء كورين ـ وفق نفس المصدر ـ هي أمّ ل3 أبناء وعاشت متزوجة طيلة عشرين عاما، وبقيت بعد ذلك تعيش بمفردها،ولم تبين الجريدة الفرنسية إن كانت المرأة قد تطلقت أو ترملت ، أما بيار(93 عاما) ، فهو أرمل وقد ترك شقته التي كان يقيم بها بمدينة "فونتنبلو" و اختار منذ مارس (آذار)2020 ان يكمل بقية عمره في دار المسنين التي تُؤمِّن له كل الخدمات بمقابل شهري. وهو يقيم في الدور الأرضي للدار في ما يشبه شقة صغيرة تتوفر فيها كل لوازم الإقامة المريحة. عادات و تقاليد و من عادات الفرنسيين إيداع آبائهم وأمهاتهم عندما يتقدم بهم العمر إحدى دور المسنين ويكتفون بزياراتهم والسؤال عنهم بالهاتف ولا يرون في ذلك عيبا أوعقوقا . إعجاب متبادل تقول كورين أنها كثيرا ما تقضي أوقاتا مطولة في الفسحة والتجوال رفقة بيار مضيفة:" نتحدث كثيرا ونتبادل الآراء، وقد أعجبت بلطفه ولباقته وأسلوبه في التفكير "، و لا تجد حرجا في البوح قائلة: :" كل شيء أعجبني في بيار، فعيونة الزرقاء الجميلة تشع ذكاء ،وهو رجل أنيق و وسيم وطيب،ويبدو أقل 20 عاما من عمره ،وكان رياضيا ومارس لعبة التنس" ،أما بيار فيعلق ضاحكا للصّحفية التي استجوبته أنه و كورين "على نفس الموجة و يتحدثان نفس اللغة"في إشارة منه على الإنسجام التام بينهما. مديرة دار المسنين صاحبة دار المسنين(وهي دار خاصّة) ومديرتها "لورانس رينييه" قالت:"لما أخبرني بيار بالعلاقة العاطفية بينه وبين كورين وانه ينوي خطبتها كدت أسقط من الكرسي الذي كنت جالسة عليه !". مستدركة أنه خلافا للإعتقاد السائد، فالحب عند كبار السن هو أكثر سعادة وأكثر ارتباط عاطفيا من الشباب أحيانا، فتركيزهم يكون على الحاضر دون مخاوف من المستقبل ،وسعادتهم عموما مرتبطة في العلاقات العاطفية بالنضج والهدوء و السكينة. حب و سعادة تمت الخطبة وأقيمت مأدبة فاخرة حضرها أولاد و بنات العروسان، و تم الزواج وانتقلت كورين من العيش في جناحها في دار المسنين الى جناح بيار، وهما الآن ينعمان بحياة كلها حب وسعادة .
مشاركة :