الإمارات وروسيا تدعوان إلى تنحية الخلافات وإنهاء مأساة سوريا

  • 2/3/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي - مجدي زهرالدين: دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته، مؤكداً أنه كانت هناك فرصة مواتية لمعالجة الوضع السوري في بداية الأحداث إلا أن الأمر أصبح الآن أكثر تعقيداً وصعوبة حيث ازداد عدد الضحايا السوريين. أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في ديوان عام الوزارة أمس مع سيرغي لافروف وزير الخارجية بجمهورية روسيا الاتحادية، عن أمله في أن تكون مباحثات جنيف 3 بادرة أمل جديدة لإخراج الشعب السوري من هذه المحنة، داعياً الأطراف الدولية والشركاء إلى أن يكونوا صادقين أمام أنفسهم وأن يعملوا بشكل جماعي لإيجاد حل للأزمة وأن يضعوا جميعاً الهدف الأسمى أمام أعينهم وهو حماية الشعب السوري. ونوه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سيرغي لافروف. وأشار إلى أنه أجرى مع وزير الخارجية الروسي مباحثات بناءة وهامة حول عدد من القضايا التي تهم البلدين والشعبين من ضمنها الصراع الدائر في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا.. موضحاً أن اللقاء كان فرصة ثمينة لبحث آفاق التعاون الثنائي بين الإمارات وروسيا في مشاريع ومجالات متعددة. وقال سموه: إن الشراكة مع روسيا تتعدى التعاون الثنائي بين البلدين حيث إن روسيا شريك بارز لدولة الإمارات على الساحة الدولية وعلى مستوى منطقتنا ونحن نرحب على الدوام بالمشاركة والتعاون الروسي الإيجابي في هذه المنطقة. وأضاف سموه إن دولة الإمارات وروسيا تشعران بقلق بالغ حيال التهديد الذي يشكله الإرهاب والتطرف على بلدينا ومنطقتنا حيث نقوم معا باتخاذ الإجراءات الفاعلة لمعالجة الأسباب الجذرية للتهديد الذي يشكله التطرف. ولفت سموه إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الروسي كذلك الجهود المستمرة لإيجاد حل سلمي في سوريا وقال: يؤمن كلانا وبشدة بأن الحل السلمي هو الوحيد لإنهاء الصراع الدائر هناك وفي هذا الصدد نرحب بالمشاركة الإيجابية لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وأشاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بالموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية، وأضاف: نشعر هنا في الإمارات ببالغ السرور لمستوى العلاقات الثنائية الممتاز بين البلدين فروسيا بالنسبة لنا شريك اقتصادي بالغ الأهمية حيث إن حجم التبادل التجاري بين بلدينا بلغ ما يقرب ضعف ما كان عليه قبل سنتين مضتا. وقال سموه: إن دولة الإمارات ثاني أكبر سوق اقتصادي في الشرق الأوسط وتعد مركزاً لوجستياً هاماً لنقل المسافرين والبضائع وتقام على أرضها الكثير من المعارض والمؤتمرات الدولية كما أن هناك بيئة جاذبة وفرصاً استثمارية كبيرة توفرها الدولة للعديد من الشركات العالمية ومن ضمنها الشركات الروسية. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات تتعاون مع روسيا في مشاريع استثمارية عديدة، مشيراً إلى أنه وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أطلقت كل من شركة موانئ دبي العالمية وصندوق الاستثمار الروسي المباشر مشروعاً مشتركاً وهو شركة موانئ دبي العالمية روسيا والهدف من وراء إطلاقه هو استثمار مبلغ ملياري دولار أمريكي في البحرية والموانئ الروسية إضافة إلى استثمارات أخرى من شركة مبادلة الإماراتية. وقال سموه: تمثل السياحة بين البلدين مجالاً حيوياً آخر للتعاون حيث زار الإمارات العام الماضي ما يزيد على 500 ألف مواطن روسي. وأوضح سموه أنه بحث مع وزير الخارجية الروسي موعد عقد الاجتماع السادس للجنة الإماراتية الروسية المشتركة لهذا العام والذي سيعمق التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والعسكرية والثقافية والسياحية والرياضية والمصرفية. وأعرب عن تطلعه الدائم للعمل جنباً إلى جنب لمعالجة هذه القضايا وغيرها من القضايا الهامة لكلا البلدين.. وعبر عن تقدير دولة الإمارات للعلاقات الوثيقة البناءة مع روسيا وأكد استمرار نموها وازدهارها مستقبلاً. وأكد الرغبة المشتركة لحكومتي البلدين الصديقين في تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها، وتعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، مشيراً إلى أن الاستثمارات الإماراتية في روسيا الاتحادية تتزايد بصورة كبيرة عبر شركة مبادلة وموانئ دبي العالمية. من جانبه أكد سيرغي لافروف أن روسيا ستواصل مع دولة الإمارات بحث الأوضاع في ليبيا واليمن وأفغانستان لمنع تمدد الارهاب، مؤكداً أن محادثاته أمس في أبوظبي كانت مفيدة للغاية حيث توجها بعقد لقاء مثمر و بناء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال إن السوريين وحدهم هم الذين يمكنهم أن يحددوا مصيرهم من خلال إطار عمل مفاوضات جنيف وقال: أثق بجهود دي ميستورا وآمل أن ينطلق الحوار بنية حسنة بين الفريقين . وأضاف لافروف إن العملية السياسية في سوريا دقيقة والمفاوضات يجب أن تشمل جميع أطياف المجتمع السوري لكن بعض الشركاء يشددون على انتقال السلطة وهو أمر يعرقل الحل فالمطلوب هو توافق بين النظام والمعارضة. وأكد لافروف حرص الجانب الروسي على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والتي توليها القيادة الروسية والقيادة الإماراتية عناية كبيرة من خلال عقد اللقاءات على مستوى القمة، حيث شهد العام الماضي لقاءين بين كل من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية. وأشار لافرورف إلى أن مباحثاته مع المسؤولين الإماراتيين تناولت مختلف جوانب التعاون السياسي والاقتصادي والأمني وتعزيز العلاقات التجارية وتنفيذ المشروعات المشتركة التي تعود بالفائدة على البلدين، مضيفاً أن المباحثات تناولت التعاون في مجال الطاقة خاصة حول بناء محطة نووية في موقع براكة من قبل شركة روسية. وأوضح وزير الخارجية الروسي أن مباحثاته مع المسؤولين الإماراتيين ركزت بشكل كبير على الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، حيث أخذ الموضوع الأمني حيزاً كبيراً من هذه المباحثات، وقد تم التأكيد على مواصلة تعزيز الجهود لمحاربة الإرهاب سواء عن طريق التحالفات الثنائية أو التحالفات الدولية التي تشكلت جراء الأوضاع والتحديات الراهنة، لافتاً إلى أهمية التنسيق العملي بين هذه التحالفات. وقال لافرورف أنه ناقش مع الجانب الإماراتي بشكل مفصل الشأن السوري وضرورة إيجاد حل لهذا الصراع انطلاقاً من قرار الأمم المتحدة رقم 2254 وتطبيق جميع بنوده المتعلقة بمحاربة الإرهاب وتسوية الأوضاع الإنسانية وإطلاق العملية السياسية بهدف تطبيق الإصلاحات، مع التشديد على أن السوريين هم الوحيدون الذين يحق لهم تقرير مصيرهم بأنفسهم من دون أي تدخل خارجي. ونوه وزير الخارجية الروسي بأهمية الدور الذي تلعبه الإمارات في دعم جهود التوصل إلى حل لتسوية الأوضاع في سوريا وغيرها من الدول التي تشهد أعمال عنف مثل العراق و اليمن وليبيا وأفغانستان، مشيراً إلى أن كلا من روسيا والإمارات يؤيدان بقوة إطلاق عملية الحوار الوطني في جميع الدول التي تشهد أوضاعاً صعبة بفعل الصراعات الداخلية أو الاعتداءات من قبل المنظمات الإرهابية. ولفت إلى الأهمية التي توليها روسيا لرفع مستوى التعاون والتنسيق مع كافة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، موضحاً أن بلاده ستستقبل نهاية الشهر الجاري اللقاء الوزاري العربي الروسي، كما تستضيف فعاليات الحوار الروسي ومجلس التعاون الخليجي في دورته الرابعة نهاية الربيع المقبل. وجدد لافروف رفض بلاده محاولات تهميش القضية الفلسطينية، مجدداً المطالبة بضرورة إيجاد حل شامل وعادل لها، مضيفاً أن توفير الأمن في المنطقة، على رأس اهتمامات السياسة الروسية، وأن التعاون بين روسيا والإمارات ودول الخليج العربي عموماً يسهم في استقرار الأوضاع وإيجاد حلول لمشاكل كثيرة في المنطقة، شاكراً في الوقت نفسه تفهم الإمارات للموقف الروسي.وحول مشاركة أعضاء في وفد المعارضة السورية ممن تعتبرهم روسيا ممثلين لمنظمات إرهابية أوضح لافروف ، أن هناك شخصيتين في وفد المعارضة الذي تم تشكيله في الرياض وهما ينتميان إلى حركة أحرار الشام وجيش الإسلام، وأن هناك اتفاقاً جرى عقده على أن تكون مشاركتهما بشكل شخصي شرط أن يعترفا بالقرار 2254 الذي يؤكد على وحدة الأراضي السورية ومبدأ أن السوريين هم من يحدد مصيرهم ومحاربة التنظيمات الإرهابية.وقال إن موقف روسيا يؤكد أن مشاركة هؤلاء الأشخاص في مباحثات جنيف لا تعني إطلاقاً اعترافاً بجيش الإسلام أو أحرار الشام كشريكين في المفاوضات، مشيراً إلى أن هناك كثيرا من الأطراف تشاطر الروس مواقفهم باعتبار أن هاتين الحركتين إرهابيتان كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرف الموقف الروسي جيداً.ورداً على تصريحات وزير الخارجية البريطاني فليب هاموند بأن العمليات الجوية الروسية في سوريا لا تساعد على حل الأزمة بل تزيدها تعقيداً ، قال لافروف نحن متعودون على مثل هذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق والدلائل المنطقية، مشدداً على أن سلاح الجو الروسي يعمل بتنسيق كامل مع الجيش السوري في مهمة مكافحة التنظيمات الإرهابية.وأضاف أن روسيا ومنذ اللحظة الأولى لعملياتها العسكرية في سوريا دعت الجميع دون استثناء لتنسيق الأعمال القتالية في محاربة الجماعات الإرهابية على الأرضي السورية، حيث أن الوضع هناك بالغ التعقيد والتداخل، وأيضاً لتجنب مثل هذه الأسئلة حول من يضرب الأهداف الصحيحة والأهداف غير الصحيحة، لكننا جوبهنا بالرفض، وأقصى ما توصلنا إليه هو اتفاق على تفادي الحوادث في العمليات العسكرية، وهنا لابد من الإشارة أننا نعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل مسؤولية تصرفات كل الأعضاء في تحالفها ضد الإرهاب بسوريا وطبعاً تركيا من هذه الأعضاء خاصة تصرفاتها الأخيرة بانتهاك سيادة الأراضي السورية.وأبدى لافروف رفض بلاده التركيز خلال محادثات جنيف على جانب دون الآخر، حيث يجب أن تكون المباحثات والقرارات شاملة وأن تضم ممثلين عن جميع أطياف الشعب السوري، منتقداً محاولة البعض التركيز على مسألة انتقال السلطة فقط.وأكد لافروف على أن بلاده تؤيد جميع الجهود الرامية إلى إنجاح مباحثات جنيف وخاصة جهود المبعوث الدولي دي مستورا الذي عليه أن يبدي تعاوناً متساويا مع جميع الأطراف في هذه المباحثات، مؤكداً أنهم بانتظار الاستماع لتقييم شامل من المبعوث الدولي في ختام الجولة الحالية لمفاوضات جنيف 3.وفي خصوص تراجع أسعار النفط عالمياً قال لافروف إن بلاده تسعى إلى تفاهم عام بين جميع الدول المعنية بتصدير النفط والطاقة سواء من داخل أوبك أو من خارجها، لأن أي حوار بين هذه الدول يصب في مصلحة الجميع، مضيفاً أن بلاده منفتحة على الدعوة التي وجهتها فنزويلا للقاء يجمع الدول المصدرة للنفط.

مشاركة :