يسعى قادة دول من العالم أجمع غداً (الخميس) في لندن إلى جمع تسعة مليارات دولار من أجل مساعدة 18 مليون سوري متضررين من الحرب، بهدف ضبط أزمة لجوء تثقل كاهل الدول المضيفة من الشرق الأوسط إلى أوروبا، فيما حذّر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من تخلي المجتمع الدولي عن بلاده في توفير مساعدات تكفل استضافة اللاجئين السوريين، معتبراً الأمور وصلت إلى مرحلة حرجة واقتربت من الخط الأحمر، داعياً واشنطن وموسكو إلى تجاوز الحرب البادرة لإنهاء الأزمة السورية، والوصول إلى حل سياسي شامل. ويهدف مؤتمر المانحين الرابع من نوعه الذي تنظمه الأمم المتحدة وبريطانيا والكويت والنرويج وألمانيا إلى تلبية نداء لجمع أموال بقيمة 7.73 مليار دولار، أطلقته الأمم المتحدة، يضاف إليها 1.23 مليار دولار لمساعدة دول المنطقة. ويستقبل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بهذه المناسبة أكثر من 70 مسؤولاً دولياً من بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، وممثلي منظمات غير حكومية والقطاع الخاص. وأكد كاميرون أنه لمعالجة المأساة السورية يجب ألا تكتفي الدول المانحة بتوفير الأموال، وإنما عليها القيام بتحركات ملموسة تعطي الأمل للّاجئين. وقال علينا الاتفاق على أفعال ملموسة تبعث على الأمل، مثل خلق وظائف للأشخاص المضطرين لمساعدة عائلاتهم، أو تأمين التعليم لأولادهم. من جهة أخرى، قال العاهل الأردني في لقاء بثته شبكة بي بي سي البريطانية أمس إن شعبي يعاني ويحاول إيجاد فرص عمل ،والحكومة تعاني من الضغط الهائل على البنية التحتية، ويحاول الأردنيون والأردنيات الاستمرار في حياتهم هذا الأسبوع المهم، لنعلم إن كان الدعم قادماً ليس فقط من أجل اللاجئين، ولكن نحو تحسين وضع ومستقبل الشعب الأردني أيضاً، في إشارة إلى مؤتمر المانحين. وأضاف الأمور أصبحت حرجة، ووصلت إلى خط أحمر، والجميع يعلم أهمية الأردن في استقرار المنطقة والعالم، والمجتمع الدولي يتوقع منا دائماً أشياء تفوق إمكانات بلدنا، ونحن جزء من تحالف ضد الإرهاب ليس فقط في سوريا والعراق، بل العالم أجمع، وفي كل مرة يُطلب من الأردن المشاركة في معركة ضد قوى الشر لا نتوانى أبداً، وما نطالب به المجتمع الدولي ولأول مرة هو مساعدة الأردن الذي طالما وقف إلى جانبكم فلا ترفضوا مساعدته.
مشاركة :