عبر ذوو مصابي زلزال سوريا الذين يتلقون العلاج في أبوظبي عن شكرهم وعظيم امتنانهم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي «أم الإمارات»، التي وجهت بعلاجهم وتكفلت سموها بنفقات العلاج وكافة الالتزامات المترتبة، مع توفير أقصى درجات الرعاية الصحية والعناية بالمصابين خلال تواجدهم في الدولة. حيث وصل المصابون وذووهم إلى أرض الدولة صباح أمس (الجمعة) تنفيذاً لتوجيهات «أم الإمارات»، وبجهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي التي عملت على إجراءات استقدام المصابين وأسرهم، والتنسيق مع المستشفيات في الدولة لاستقبالهم وعلاجهم ووضع حد لمعاناتهم الصحية، وتوفير كل متطلبات مراحل استشفائهم. في هذا الصدد، قال محمد الكنو، زوج المصابة يسرى عبدالله، «أتقدم بالشكر الجزيل لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتوجيهاتها العظيمة في علاج مصابي الزلزال من سوريا، حيث قدمنا للإمارات لتتلقى زوجتي العلاج بعد إصابتها تحت الأنقاض». وأوضح أن زوجته مصابة بكسر بفقرات الرقبة والظهر أدت إلى وقف الحركة بيدها وأرجلها، وبمجرد وصولها للإمارات ونقلها للمستشفى باشر الفريق الطبي المتخصص تقديم الإجراءات المناسبة لعلاجها. وأشار إلى أنه أثناء الزلزال لما يكن متواجداً في المنزل، وبلغه خبر وقوع منزله بالكامل وعند وصوله لقي أسرته تحت الأنقاض، وبسبب ذلك توفي أبناؤه الأربعة وبقيت زوجته تحت الأنقاض لمدة خمس ساعات حتى تم إخراجها وهي بحالة حرجة وصعبة بسبب الإصابة الشديدة التي تعرضت لها. وذكرت مرام عياش، أخت المصاب خلدون عياش، الحالة الصحية الحرجة لأخيها (30 عاماً) والذي أصيب بنزيف في الدماغ جراء الزلزال ومن ثم بالغيبوبة، متمنية له ولجميع المصابين الشفاء العاجل. وقالت: «أتينا للإمارات بفضل من الله وبتوجيهات من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أطال الله بعمرها، والتي وجهت بعلاج المصابين وحظينا بحفاوة استقبال وتقديم الخدمات للمصابين وذويهم على أكمل وجه». وأضاف: «الشكر موصول للجهود الكبيرة التي قدمتها دولة الإمارات، ووقفتهم مع الشعب السوري في هذه الظروف، خصوصاً مع المصابين والذين تم توفير طائرة مزوده بكافة التجهيزات الطبية لضمان سلامة المصابين، ومن ثم نقلهم إلى مستشفى ضخم تتوفر فيه جميع الخبرات والكفاءات الطبية التي كانت على استعداد تام للمباشرة في علاج المصابين». وتابعت: «أتوجه بالشكر لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» على جميع جهودها واهتمامها بالمصابين بزلزال سوريا وتوجيهاتها بتقديم الرعاية لهم، حيث إنها بوقفتها مع الشعب السوري هي أم الجميع ممن يعانون في هذا العالم، خصوصاً وأن جهودها مسجلة عبر التاريخ في بقاع الأرض كافة». من جانبه، لفت منهل طراف زوج المصابة روان عيسى، إلى أنه بتاريخ 6 فبراير يوم وقوع الزلزال تهدم البناء الذي تسكن فيه أسرته والمكون من ستة طوابق، وتوفيت ابنته الوحيدة وأخت زوجته، وبقيت زوجته تحت الأنقاض لمدة 10 ساعات ومن ثم تم إخراجها. وذكر حالة زوجته الصحية التي أصيبت بدهس في الأرجل نتيجة ركام المبنى وتورم في عضلات الأرجل مما أدى إلى قصور كلوي حاد ونخر أنبوبي في الكلى، بالإضافة إلى نزيف حول الرئتين وكسر في شعبتي الحوض، منوهاً أنه بمجرد وصولها للمستشفى في الإمارات تمت مباشرة علاجها من خلال عمل شق جراحي للأرجل وتقديم العلاج اللازم للرئتين والبدء بغسيل الكلى بسبب إصابتها بالقصور الكلوي الحاد على أمل أن تتحسن حالتها الصحية. وقال: «أتقدم بجزيل الشكر لحكومة وشعب الإمارات و«أم الإمارات» بشكل خاص على مبادرتها بعلاج المصابين وهو أمر ليس بغريب عليها وعلى شعب الإمارات، مضيفاً: «تلقينا عناية فائقة بمجرد وصولنا والاهتمام كان كبيراً تعجز الكلمات عن الوصف، كما أن الكادر الطبي يقدم عملاً وجهداً كبيراً لتقديم خدمات طبية على أعلى المستويات». من جهته، قال الدكتور عبدالقادر المصعبي، نائب المدير الطبي واستشاري الجهاز الهضمي والكبد في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بالشراكة مع «مايو كلينك»: تنفيذاً لتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك، استقبلت مدينة الشيخ شخبوط الطبية، عدداً من مصابي الزلزال في سوريا، حيث كانت الطواقم الطبية بجميع التخصصات على أتم الاستعداد لاستقبال الحالات». وأضاف: «بمجرد وصول المصابين تم تقييم حالتهم الصحية وتحويلهم إلى الأقسام المختصة التي باشرت العمل بتقديم العلاج المناسب لكل حالة». ولفت إلى تعدد واختلاف الحالات التي تم استقبالها، حيث تم تحويل بعضها إلى قسم العناية المركزة والحالات الأخرى إلى عنابر قسم الجراحة، حيث استدعت بعض الحالات تدخل جراحي الأعصاب، بينما الحالات الأخرى احتاجت لتدخل أطباء العظام والأوعية الدموية. وأكد الدكتور عبدالقادر المصعبي حرص الطواقم الطبية والتمريضية والفنية لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية للحالات على أتم وجه لضمان سلامة وصحة المرضى وتعافيهم بشكل عاجل، متمنياً الشفاء والسلامة لجميع المصابين، ومرحباً بهم وبذويهم في دولة الإمارات.