مقومات استثنائية يمتلكها فن التصوير الفوتوغرافي الإماراتي المعاصر، وفقاً لما يؤكده، جاسم العوضي المؤسس والرئيس السابق لجمعية الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، تؤهله ليكون رافداً حيوياً لمسارات الاقتصاد الإبداعي الوطني، ولمنظومة الثقافة والفنون البصرية التي تحظى باهتمام المهتمين والنقاد لشمولية الموضوعات التي يتناولها وجماليات الرؤى والأفكار ذات المضامين التشكيلية، إذ أنها تعكس قصص مجتمع الإمارات المتعدد الثقافات والجنسيات. تعبير بصري ويوضح جاسم العوضي، الحائز على جائزة الإمارات التقديرية للفنون الجميلة (التصوير الفوتوغرافي) وجائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب، في حديثه مع «البيان»، أن مجتمع التصوير الفوتوغرافي في الإمارات هو محل اهتمام ودعم الكثير من المؤسسات الثقافية والفنية التي تضع تجارب الفنانين الشباب في محل التقييم والنقد الأكاديمي . فيما يتعلق بموضوعات ورؤى فنية وفلسفية للأعمال المطروحة والتي لا يزال الكثير منها في مرحلة الاختبار المكشوف على العديد من المسارات ولكنها بلا شكل تمتلك بصمات احترافية وتقنية واعده وشغوفة بقيم التواصل الحضاري للتعبير البصري. ويضيف العوضي، مؤسّس ورئيس «نادي التصوير الفوتوغرافي الإماراتي»، ومؤسس مركز عكاس للفنون البصرية في حي الفهيدي بدبي: هناك ملمح مهم لتفرد الفنان الإماراتي، وخاصة من جيل الشباب، جوهره دمج رؤيته التعبيرية والجمالية، بإمكانيات التصوير الفوتوغرافي والرؤية التشكيلية المعبرة. وكذا الجمع بين خامات مختلفة وتقنيات التشكيل التقليدية على اختلاف مصادرها وتنوعها، والتي تظهر من خلال الأعمال المشاركة في المهرجانات والفعاليات المختلفة بما في ذلك:«جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الفوتوغرافي»، و«فعالية التصوير الفوتوغرافي (غلف فوتو بالس) ومهرجان إكسبوجر للتصوير الفوتوغرافي». ذائقة جمالية وحول أهمية دعم مشهد التصوير الفوتوغرافي في الإمارات والمصورين من كافة المستويات، سواء كانوا هواة أم محترفين، يقول العوضي الحائز على شهادة الماجستير في التصوير الفوتوغرافي وشهادة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة دايتون في أوهايو بالولايات المتحدة 1985: إن المصور الفوتوغرافي الإماراتي نجح في توثيق قصص مجتمعه وجمالياته. وأضاف أن فن التصوير الفوتوغرافي في الإمارات وتجاربه الواعدة تتفرد بالوعي بالذات وحاجات المجتمع ومشاكله وأزماته، وتخلق مجتمعاً متذوقاً للجمال والفن عبر تسهيلات باتت أكثر مشاهدة واهتماماً نظراً لحضور جماليات الصورة البصرية وموضوعاتها المحلية. وكذلك الخارجية لوضوح الاستعارة المتبادلة للأفكار والتقنيات والأساليب بين الصورة الفوتوغرافية والفن التشكيلي المعاصر، مما يسهم في وصول الخطاب الجمالي بين يدي أفراد المجتمع وتوسيع دائرة الوعي بالثقافة والجمال. قوالب متجددة ويرى العوضي، الذي شغل منذ العام 2010 منصب رئيس لجنة تحكيم«مسابقة مسجد الشيخ زايد الكبير للتصوير الفوتوغرافي»و«جائزة الفجيرة للتصوير الفوتوغرافي»، أن فن التصوير الفوتوغرافي في الإمارات، ساهم منذ بدايته في حفظ واستحضار التجارب الفنية بكافة مساراتها وموضوعاتها، ومنها على سبيل المثال: الطبيعة والبورتريه وموضوعات الفن المفاهيمي والحركي سواء القديمة أو ما يستجد منها، عبر توثيقها وتسجيلها، واليوم تظهر الأعمال الفوتوغرافية بقوالب فنية جديدة من خلال تقنياتها المستجدة. يؤمن أول مصور أكاديمي إماراتي العوضي، بأن الصورة اقتناص لحظة من الزمن أحبها صاحب الصورة أو شدته، كما أنها توثيق وذاكرة ومختزلة ومختزنة، فحين تسترجع الصورة تسترجع لحظتها بكل ما تحمله من تفاصيل ومشاعر،وهو أسلوب متكامل للحياة يمتزج فيه الفن بالعلم والفلسفة. ويتابع: علاقتي مع التصوير تعود لفترات مبكرة من حياتي. حيت تخرجت من مرحلة الدراسة الثانوية في الثمانينات، حصلت على فرصة ابتعاث من شرطة دبي إلى الولايات المتحدة لدراسة أكاديمية تتعلق بمتطلبات العمل في المختبر الجنائي الذي كانت تعد(شرطة دبي) لإنشائه، وهناك درست التصوير الجنائي إلى جانب ممارستي لفن التصوير الإبداعي. ويضيف العوضي: وفي سياقٍ إبداعي معاصر يعبر المصورون الشباب من الجنسين، عن الوجود المادي للصورة من خلال تجارب مستمرة في التغيير، يتجاوز نطاقها حدود الممارسة الفنية في حد ذاتها، ويمتد إلى عالم الويب وشبكات الحوسبة السحابية للصور، يفيد في تحويل وترجمة الصورة إلى أشياء ملموسة، وتسخير الإمكانات التجريبية لفائدة مجال التصوير. آفاق المستقبل وفيما يتعلق بأهمية الصورة وموضوعها يعتقد العوضي الذي عُرضت أعماله في أكثر من 27 معرضاً داخل وخارج الإمارات أن دورها في الماضي يختلف عن اليوم، وقال: أعي ذلك من خلال تجاربي الممتدة إلى أكثر من 40 عاماً، حيث تطورت تقنيات الصورة الفنية عبر التاريخ، مما أدى إلى تحول في مسارات التعبير الفني وأدواته، وقد شهد القرن العشرون تسارعاً وتعدداً في الإنجازات، إذ توصل إلى تقنيات مختلفة. ممثلاً بالتصوير الفوتوغرافي، والأنظمة الرقمية، والنحت الضوئي، وغيرها في ميادين الصورة التشكيلية المعاصرة، وعلى الرغم من أصالة الأنواع الجديدة في الفن ووسائله المتعددة في التعبير، إلا أنها عمقت من جدليتها ونسبية نجاحها، ومستقبل التعبير الفني ورؤاه وآفاقه. طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :