دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامَها الثاني، فيما تستمر المعارك الدامية وحرب الشوارع بين البلدين. ويحاول الجيش الروسي بسط السيطرة على المناطق الأوكرانية، بينما تتلقى كييف دعمًا لوجستيًا وعسكريًا غربيًا في مواجهة الدب الروسي، فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك الدعم العسكري الغربي المتنامي على سير المعارك في أوكرانيا؟ انسحاب روسيا هو الحل من واشنطن، قال لورانس كورب، مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، إن “الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية ستواصل دعم أوكرانيا حتى تنسحب روسيا من الأراضي الأوكرانية التي غزتها مطلع 2022”. كما أكد كورب خلال مشاركته في برنامج (مدار الغد) أن الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهي عندما تدرك موسكو أنها لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولن تستطيع ردع أوكرانيا وجعلها جزءا من روسيا، ومن ثم الانسحاب من تلك الأراضي التي احتلتها. وأشار إلى أن 140 دولة في الاتحاد الأوروبي أدانوا الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما يتطلب التفكير جيدا في هذا الأمر. روسيا تدافع عن نفسها ومن موسكو، قال الدكتور ألكسندر جورنوف، أستاذ العلوم السياسية بمعهد موسكو للعلاقات الدولية، إن ضم روسيا أراضٍ أوكرانية لم يكن يومًا هدفًا للعملية العسكرية الروسية، لافتا إلى أن الهدف الرئيسي كان نزع سلاح كييف، والهدف الثاني ضمان عدم انضمامها لحلف الناتو. وأضاف ألكسندر جورنوف أن روسيا مستعدة لإنهاء الحرب التي بدأتها، وقد أظهرت ذلك مرارا وتكرارا في مجلس الأمن ولكن بشروط، مؤكدا أنها تدافع عن حدودها من خطر انتشار قوات الناتو شرقا. كما أوضح ألكسندر جورنوف أن من حق روسيا استخدام كل الطرق للحفاظ على أمنها القومي. كما يرى أن روسيا لن تقبل بأن تكون الولايات المتحدة هي القطب الأوحد أو القوة الأكبر في العالم. لا أفق لانتهاء الحرب ومن كييف، قال إيفان يوس، مستشار السياسة الخارجية بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية، إنه لا يعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستنتهي في فترة وجيزة أو خلال الأيام المقبلة. وأضاف إيفان يوس أن روسيا تصعد من موقفها، وفي المقابل تقف الدول الغربية بجانب أوكرانيا، وبالتالي فلا يمكن التحدث عن إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية. كما أكد إيفان يوس أن الغرب لن يتوقف عن ضخ أسلحة للجيش الأوكراني، موضحا أن موسكو كانت تسيطر على حقول الغاز وسببت الكثير من المشاكل للغرب. وتابع: “الاقتصاد في روسيا ينهار وهو الأمر الذي سيدفعها لإنهاء هذه الحرب التي بدأتها”. مخزونات الغاز الطبيعي ومن باريس، قال الدكتور كميل الساري، أستاذ الاقتصاد بجامعة السوربون، إن الاتحاد الأوروبي لديه مخزونات عالية من الغاز الطبيعي. وأكد الساري أن إمدادات النفط والغاز الروسية كانت سارية المفعول حتى نهاية عام 2022، وهو ما خفف الأزمة الراهنة. كما أكد أن الأزمة تتمثل في أن الاتحاد الأوروبي يواصل فرض العقوبات على روسيا، وهو ما قد يؤثر فيما بعد على الإمدادات في المستقبل، لأن هذا سيدفع الأسعار العالمية نحو الارتفاع. تأثر الاقتصاد الألماني وأشار الدكتور شبرمة ياسين، الخبير في الشؤون الأوروبية، إلى تأثر الاقتصاد الألماني بالحرب الروسية الأوكرانية، قائلا “لم يكن هناك أي سيناريو ثان أمام برلين سوى مساعدة أوكرانيا”. وأضاف ياسين أن الحكومة الألمانية دفعت لأوكرانيا أكثر من 25 مليار يورو حتى الآن، مشيرا إلى أن برلين هي الدولة الثانية من حيث دعم أوكرانيا بعد الولايات المتحدة. وأوضح الدكتور شبرمة ياسين أن الأزمة الاقتصادية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي تتفاقم يوما بعد يوم حتى ولو كانت هناك مخزونات من الغاز، منوها أنها كافية للعام الجاري فقط، ولن تكون كافية للعام 2024.
مشاركة :