تستهدف إيران منذ زمن طويل القارة السمراء، وتسعى بكل قوة إلى نشر التشيع مستغلة حالة الفقر التي تعاني منها دول عدة في أفريقيا، فضلا عن الغياب العربي غير المبرر. وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير عزت سعد، إن إيران تعمل على نشر الطائفية فى القارة الأفريقية عبر جامعتي «جعفر الصادق» و «فاطمة الزهراء»، ومن خلال استقطاب أكبر عدد من الطلبة الأفارقة، إذ تخرج هاتان الجامعتان آلاف الطلاب الأفارقة الذين تحولوا إلى لسان وعيون لإيران في الدول الأفريقية. وأضاف أن نقص عدد علماء الأزهر في البلاد الأفريقية جعل مبعوثي إيران يسيطرون بأموالهم على المسلمين في تلك البلدان، محملا الدول الإسلامية والأزهر الدور الأكبر في مواجهة المد الإيراني. وطالب إدارة الأزهر بزيادة أعداد المبعوثين الأزهريين إلى أفريقيا، للتصدي لمخطط الملالي الخبيث ومواجهة المنظمات المسيحية العالمية التي تلعب دورا كبيرا في عمليات التنصير تحت عباءة حقوق الإنسان. واتهم إيران بالسعي إلى زعزعة الأمن في الدول العربية، معتبرا التحرك العربي في الدول الأفريقية أمرا ضروريا، كونها تشكل العمق الاستراتيجي للعرب، لافتا إلى أن إيران أخرجت الحوثيين من الكهوف إلى القصور في صنعاء، ونصبت طلبة الحوزات الشيعة في قم ومشهد للحكم في قصور بغداد. وطالب أمين عام مساعد منظمة الوحدة الأفريقية الأسبق السفير أحمد حجاج، الدول العربية أن تلعب دورا رئيسيا في وقف نشر التشيع الإيراني في أفريقيا، مشددا على إقامة تعاون أمني وعسكري عربي مع دول القارة للحيلولة دون سيطرة طهران. من جهته، دعا مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور هاني رسلان، الدول العربية إلى بذل جهود حثيثة لمحاصرة نفوذ طهران في بلدان الضفة الأفريقية المقابلة لساحل الجزيرة العربية، لافتا إلى أن هذه المنطقة كانت خلال العقدين الماضيين بوابة لاختراق طهران للبلدان الأفريقية، وتعزيز عملياتها الاستخباراتية. وكشف عن أن الحرس الثوري الإيراني استأجر جزرا أفريقية في البحر الأحمر لتدريب عناصر من المليشيات الحوثية ومليشيات شيعية لزعزعة أمن المنطقة، بجانب عمليات التشييع للمسلمين السنة. واعتبر أن تواجد السودان في التحالف العربي في اليمن أفقد إيران الكثير من نفوذها، داعيا إلى ضرورة إعادة هذه التجربة الناجحة في استقطاب الدول الأفريقية خاصة الواقعة على المصبات المائية ودعم اقتصادياتها والتعاون الأمني والثقافي والتعليمي بما يقطع يد إيران عنها، ويوقف عملياتها للتشيع ونشر الفتن الطائفية، وقطع الطريق على إيران لمحاولة استغلال فقر هذه الدول وحاجة شعوبها للتنمية. بدوره، شدد خبير الشؤون الأفريقية الدكتور سيد فليفل، على ترسيخ العلاقات العربية الأفريقية وإقامة تحالفات سياسية وأمنية واقتصادية، لتحجيم علاقتها مع طهران. ودعا إلى انفتاح عربي على كل مناطق أفريقيا أمنيا وسياسيا واقتصاديا لتشمل دول شرق وغرب أفريقيا ومنطقة الساحل الأفريقي، لافتا إلى أن إيران استغلت منطقة الساحل الأفريقي طوال فترة العقوبات والعزلة الدولية، مطالبا بتكثيف الجهود والوجود في القرن الأفريقي بوصفه منطقة استراتيجية لآسيا وأفريقيا.
مشاركة :