شهادة بريطانية.. صمود الشعب التركي بلا حدود

  • 2/25/2023
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قائد الفريق الطبي العسكري البريطاني للأناضول: من المدهش حقا مدى السرعة التي تمكنت بها الطواقم الطبية التركية من العودة لنمط الحياة الطبيعي - الممرضة البريطانية وايتهاوس أعربت للأناضول عن تأثرها الشديد بالامتنان الذي يشعر به المريض بعدما تعالج حروقه ـ العديد من الأشخاص يعانون من اضطراب المزاج والاكتئاب والحزن على خلفية الوفيات المرتفعة جراء الزلازل عاش أطباء ومسعفون في الجيش البريطاني بعض التجارب التي لا تُنسى أثناء علاج ضحايا الزلازل المدمر، الذي ضرب جنوبي تركيا، في 6 فبراير/ شباط الجاري. ووصل 100 فرد من الجيش البريطاني إلى تركيا في 14 فبراير، بينهم 70 من العاملين في المجال الطبي، لتقديم العلاج لمصابي الزلازل، في منشأة طبية في ولاية قهرمان مرعش، مركز أحد الزلزالين المدمرين الذين ضربا البلاد. الضابط البريطاني شون ماسون (35 عامًا) الذي يقود الفريق الطبي، لم يُخف إعجابه الشديد بـ"صمود ومرونة" الشعب التركي، على الرغم من الوضع الرهيب الذي يعيشه. وقال ماسون، في حديث للأناضول، "أبهرني صمود الشعب التركي بعد الزلازل". ـ إشادة بنظام الرعاية الصحية التركي وساهم الفريق الطبي البريطاني ببعض المعدات التقنية، بما في ذلك الأشعة السينية والتصوير الإشعاعي، والتي لم تكن متاحة مؤقتا للأطباء الأتراك في الأيام الأولى بعد الزلزال. وفي هذا السياق، أثنى ماسون، على قدرة نظام الرعاية الصحية التركي، رغم ما يتعرض له من "أعباء زائدة" على خلفية الزلزالين المزدوجين. وأضاف "من المدهش حقا مدى السرعة التي تمكنت بها (الطواقم الطبية التركية) من العودة إلى نمط الحياة الطبيعي، وكيف تعاملت مع الأعداد الهائلة من المصابين". وتمكن الفريق البريطاني من علاج أكثر من 100 مصاب. وفي هذا الشأن، أوضح ماسون، أنها "المرة الأولى" التي يتعامل فيها مع مصابي الزلازل. وتابع "أول مرة أفعل شيء كهذا، أشعر بالفخر الشديد لكوني قادرا على مساعدة الآخرين". ـ الشعور بالامتنان من جهتها، الممرضة البريطانية كورب لوسي وايتهاوس (27 عاما) المتخصصة في إصابات الحروق، قالت إنها عالجت الكثير من المرضى الأطفال المصابين بحروق. وأشارت وايتهاوس، في حديث للأناضول، إلى أنها "المرة الأولى" لها التي تقدم فيها العلاج لمصابي الزلازل. وأوضحت أنها تمكنت من العمل مع الممرضات الأتراك "للبدء في تطوير معرفتهم بكيفية التعامل مع إصابات الحروق"، بناء على ما يتم اعتماده مع هذه الحالات في المملكة المتحدة. وفي هذا الخصوص، أعربت وايتهاوس، عن تأثرها الشديد بالامتنان الذي يشعر به المريض أو عائلته بعدما تقوم بعلاج حروقه. وقالت "لقد خرجت للتو لرؤية مريض وعائلته، وبدوا ممتنين للغاية. طلبوا رؤيتي في المستقبل". وايتهاوس، تحدثت عن لحظات أخرى من التأثر، ولفتت إلى أنها ممرضة للأشخاص البالغين، ولم تعتن أبدا بالأطفال حتى وصولها إلى تركيا. وأضافت "كان الأمر صعبا بشكل خاص، أن أقوم بتقديم العلاج للأطفال والتعامل مع الآباء والموظفين". واعترافا منها بأن تجربتها في قهرمان مرعش غيرت ممارستها في التمريض، قالت وايتهاوس، "في المملكة المتحدة، نرى أيضا مرضى معرضين للخطر، ولكن (في تركيا) نرى حالة مختلفة كليا". وأوضحت أن "المرضى هنا يعانون من فقدانهم الكثير (من الأشخاص والممتلكات)". وتقدم فرق الطوارئ الطبية التركية والبريطانية أيضا خدمات تشمل قسم الطوارئ، وطب الأطفال، وصحة المرأة، والصحة النفسية والعقلية. ـ مخاوف بعد الزلازل بدوره، أشرف ريتشارد أينسوورث ماسييلو، ممرض الصحة العقلية والنفسية، على رعاية ما يقرب من 50 مصابا جراء الزلازل في قهرمان مرعش. ولدى سؤاله عن نوعية المصابين الذين يتعامل معهم، قال ماسييلو، للأناضول، "هناك مزيج من اضطرابات الهلع والقلق الشديد، لأن الزلازل حدثت" قريبا. وأضاف "يخشى الناس من مزيد من الزلازل مع الهزات المتكررة، كما يخشون من انهيار بعض المباني". ماسييلو، أشار إلى أن هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من "اضطراب المزاج، فضلا عن الكثير من حالات الاكتئاب والحزن، على خلفية الوفيات المرتفعة جراء الزلازل". وعن أصعب الحالات التي تعامل معها، قال ممرض الصحة النفسية، إنه تعامل مع مريضة (91 عامًا) أحضرتها ابنتها وزوجها، "كان الموقف صعبا للغاية، السيدة كفيفة تماما، ولديها مشكلات في السمع، ومع كل هذا تعاني من نوبات هلع". وأردف "كانت لا تتحرك بشكل جيد، وهذا وضع صعب حقا، العالم مخيف بشكل كاف بالنسبة لهذه المرأة". بيد أن ماسييلو، في المقابل، نوه إلى أنه تمكن من التعامل مع المسنة التركية من خلال حاسة اللمس والحديث. وتابع "كنا قادرين على تهدئتها، وضعنا خطة مع عائلتها". واختتم حديثه قائلا "كان هذا وضعا غير اعتيادي وصعبا مقارنة بممارساتي الطبية في العادة، لكننا استطعنا العمل والتوصل إلى خطة لدعم الشخص". وفي 6 فبراير، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجات، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلف خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات في البلدين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :