لا يزال عمران السويد وعائلته يعيشون في ملاجئ مؤقتة بعد قرابة ثلاثة أسابيع من وقوع الزلزال المدمر في جنوب تركيا إذ عجزوا عن إيجاد مكان لهم في مخيم رسمي. ووفقا للسلطات التركية، جار إيواء ما يقرب من مليوني شخص شردهم الزلزال في خيام ووحدات سكنية جاهزة ومنشآت أخرى في المنطقة وخارجها، لكن السويد (25 عاما) قال إن عائلته الكبيرة لم تستفد بعد من هذا. وأضاف السويد، الذي درس التمريض في جامعة سيرت بجنوب شرق تركيا، “منازلنا تضررت بشدة، لذلك لجأنا إلى هنا، في حديقة بمنطقتنا”. وقال، متحدثا من تجمع سكني مؤقت بالقرب من مدينة أنطاكية، “المشكلة الأكبر هي الخيام. مر 19 يوما ولم نستلم خيمة واحدة بعد. تقدمنا بطلب أيضا للانتقال إلى أحد المخيمات، لكنهم قالوا إن المخيمات القريبة مكتظة”. والسويد أحد 60 سوريا، منهم ما لا يقل عن 12 طفلا، يقيمون بجانب الطريق المؤدية إلى بلدة الريحانية في 11 مأوى جرى إقامتها بأغطية بلاستيكية وبطانيات وطوب وقطع خرسانية من المباني المتضررة. وكان يتحدث بعد أن قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ليلة الجمعة إن عدد الوفيات جراء الزلزال في البلاد ارتفع إلى 44218، ليصل إجمالي عددهم في تركيا وسوريا إلى 50 ألفا. وأضافت آفاد أنه تم نصب أكثر من 335 ألف خيمة في منطقة الزلزال في تركيا، كما تم إنشاء تجمعات سكنية من الحاويات في 130 موقعا وإجلاء ما يقرب من 530 ألف شخص من منطقة الزلزال. وقال السويد إنه يتصل بأرقام الهواتف الرسمية وتحدث إلى إدارة الكوارث والطوارئ ومجموعات إغاثية أخرى حول وضعهم، كما طلب منهم الخيام، في الوقت الذي تأتي لهم فيه منظمات غير حكومية صغيرة بعلب الطعام والمناشف الورقية وبعض الألعاب للأطفال. وخارج أنطاكية، على الطريق المؤدية إلى بلدة قري خان، كانت امرأة تدعى عائشة تقيم في صوبة زجاجية بجوار منزلها المتضرر بعد أن أخبرتها السلطات بعدم وجود خيام. وقالت “لم نحصل على خيمة، لكن يوجد آخرون في ظروف أسوأ منا وأريدهم أن يحصلوا عليها أولا. على الأقل لدينا صوبة. أخذت أطفالي وأحضرتهم إلى هنا”، مضيفة أن زوجها سحب أريكة من المنزل لينام عليها الأطفال. وقالت “لدينا إمدادات، لكنهم قالوا في الوقت الحالي لا توجد خيمة. إننا ننتظر”.
مشاركة :