(أكد مجلس الوزراء أن التفجير الإرهابي الذي استهدف مصلين في مسجد الرضا في محافظة الأحساء هو قتل وإفساد في الأرض وخروج عن تعاليم الإسلام). و(أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة الحادث الإرهابي الآثم المجرم الذي استهدف المصلين بالمسجد؛ ما أدى إلى وفاة شخصين وإصابة سبعة، وذلك في سياق المحاولات الفاشلة لزعزعة استقرار الوطن وإثارة الفتنة، وتؤكد الأمانة العامة أن هذه الحوادث الإرهابية لا تزيد الشعب السعودي الكريم إلا إيماناً بالله تعالى، ثم بضرورة المحافظة على ما منّ الله تعالى به على بلاد الحرمين الشريفين من اجتماع الكلمة ووحدة الصف حول قيادتنا المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده وولي ولي العهد حفظهم الله)، و(أدان معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ حادث التفجير الإرهابي)، و(أعرب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استنكاره للحادث الإجرامي والهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين أثناء أداء صلاة الجمعة في بيت من بيوت الله بمحافظة الأحساء، وعدّ كل ذلك إجراما وفسادا وعدوانا وإرهابا وطغيانا)، كما (دانت الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة الحادث، وأكد الأمين العام للرابطة عبدالله التركي في بيان أصدره موقف الرابطة الثابت في محاربة الإرهاب وأفكاره المنحرفة في جميع المحافل الدولية والإقليمية وضرورة توعية شباب الأمة الإسلامية بمخاطره وضرورة مساندة علماء الأمة ومفكريها في التصدي للإرهاب)، وأدانت منظمة التعاون الإسلامي الحادث، وأعرب الأمين العام للمنظمة إياد أمين مدني عن إدانته (لهذا العمل الإرهابي الذي يكشف عن عبث واستهتار من قاموا به بمبادئ الإسلام الحنيف وبأرواح المصلين والأبرياء). كل هذا رائع وجميل، وقبله ومعه كانت هناك هبة شعبية عارمة في وسائل التواصل وفي الصحف وفي كل وسائل الإعلام، وهذا كله يدل على عمق التلاحم الوطني والالتفاف حول قيادتنا ورجال أمننا البواسل، ونبذ ورفض الإرهاب فكرا وسلوكا، لكن هل هذا التنديد والشجب والاستنكار يكفي للتخلص من الإرهاب فكرا وسلوكا إلى الأبد؟! في نظري أنه لا يكفي مطلقا فكلنا نشجب ونستنكر وندين، لكن المطلوب والمؤمل في اجتثاث الإرهاب من جذوره لن يتحقق إذا اكتفينا بهذا الشجب والتنديد، فمثلا يمكن توجيه مجلس الشورى بإعادة دراسة ومناقشة النظام الذي رفضه لمكافحة العنصرية والطائفية والتكفير والتفسيق والتحريض، فهذا سيكون أبلغ من التنديد والشجب وأعمق أثرا، وأفضل لوطننا حاضرا ومستقبلا، وأن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن. أما بقية الهيئات والمؤسسات الإسلامية، وعلى رأسها هيئة كبار العلماء، ورئيس وخطباء الحرمين الشريفين، وبقية المنظمات الإسلامية، (الرابطة والتعاون)، فليتها تتوج هذا الشجب والتنديد المتكرر مع كل حادث إرهابي، بخطط فكرية عملية إعلامية، لتفكيك الفكر الإرهابي الذي استندت إليه القاعدة ثم داعش الآن، وتم تغرير وتضليل أبناء الوطن وتجنيدهم عن طريق منظرين ومحرضين طائفيين تكفيريين، ينتمون إلى فكر ما تفرع عن جماعة الإخوان المسلمين، وأهمها وأخطرها التنظيم السروري الذي نشأ وترعرع في بلادنا وتكرس وعشعش على مدار أكثر من ثلاثين سنة، عن طريق ما سمي بالصحوة، التي دعمناها كلنا لأننا نحب الدين والتدين، ثم اكتشفنا أنها الخطر المتربص بعينه!!. إنني أعتقد أن واجب هيئة كبار العلماء وخطباء الحرمين خاصة، مراجعة هذا الفكر كله وتفكيكه والرد عليه، فهو ليس نصوصا قرآنية، بل تفسيرات وتأويلات وفتاوى مختلفة، استغلها منظرو الإرهاب ووجهوها لأهدافهم الدنيئة، واتخذوا من شبابنا حطبا لإشعال نارهم في جسد وطننا وغيره، لذا فإن مراجعة وتفكيك ونقض هذا الفكر هو السبيل الوحيد لردم مستنقعات الإرهاب، أما ما أنتجت تلك المستنقعات من بعوض حتى الآن، فرجال الأمن وأبناء الوطن المخلصون كفيلون بالقضاء عليه، ولكن مع قانون تجريم الطائفية والعنصرية والتكفير والتحريض، وردم كل المستنقعات الفكرية!! وبدون هذا لا جدوى، إذ سيبقى التحريض مستمرا والمستنقعات الفكرية تنتج مزيدا من البعوض، ويبقى الوطن داخل دائرة الإرهاب!! حمى الله وطننا بوحدته وقيادته وشعبه.
مشاركة :