في المعارك التي تدور في اليمن سواء على الأرض أو في الجو أو حتى في المياه البحرية الإقليمية اليمنية والسواحل، لا بد أن يحصل تداخلٌ بين القوات التي تواجه بعضها البعض، خصوصاً أن خطوط القتال متحركة وغير ثابتة في ظل مشاركة عناصر مليشياوية تنهج أسلوب القتال العشوائي الذي لا يعتمد على الأساليب العسكرية النظامية التي درسها القادة في الأكاديميات والمعاهد العسكرية، إذ إن المعروف أن المليشيات تنهج أسلوباً خاصاً بها يختلف في أنماطه عن مليشيا وأخرى، ولا يمكن القياس على نهج مليشيا معين، وبالتالي فإن التعامل مع تلك المليشيات لا يمكن أن يسلك قياساً واحداً، لأن الطرف المقابل لا يعتمد ذلك القياس المحدد. إضافة إلى ذلك، لا تلتزم المليشيات بأخلاقيات وقواعد الاشتباكات، فالمليشيات ولكي تخرج أو لتتجنب الضربات المقاتلة للجيوش النظامية بما تمتلك من طائرات نفاثة وصواريخ ومدفعية ميدان بعيدة المدى، تحتمي تلك المليشيات بل وتنقل مضادات الطائرات ومنصات إطلاق الصواريخ إلى مباني المدارس والمستشفيات والتجمعات السكنية للحدّ من استهدافها، بل وحتى تحقيق تفوق من خلال الحصول على تحصين وحماية على حساب السكان المدنيين والبنية الأساسية للبلاد، وبالذات المشافي والمدارس وحتى المساجد التي توظّفها المليشيات دروعاً بشرية ومؤسساتية لتحقيق مكاسب عسكرية، بل وحتى تفوق من خلال تحديد الأهداف وتحصين مواقعهم وإحراج القوات الأخرى التي تواجه قيادة تلك القوات أخلاقياً وخسارة تعاطف الرأي العام المحلي والإقليمي الدولي، خصوصاً في انتهاج القوى التي أوكلت لهذه المليشيات شن الحروب بدلاً منها، وبما أن حروب الوكالة تتطلب دعماً لوجستياً يتضمن توفير السلاح والأموال، يشمل أيضاً القيام بالحملات الإعلامية التي توظف وتستثمر ما اتفق عليه مع من ينفذون حرب الوكالة عنهم، فهذه الأطراف التي تعلم مسبقاً بما تم وضعه وتخزينه في المناطق السكنية والمنشآت الطبية والتعليمية، فإن إصابة أي هدف يتم تضخيمه وإظهار القوة التي أصابته جهة معادية تستهدف المدنيين وبنيتهم الأساسية، بل تقوم المليشيات بقصف واستهداف المناطق السكنية ومبانٍ محددة من المدارس والمستشفيات والادعاء بأنها قُصفت من قِبل القوات النظامية الأخرى. هذه الأحداث حصلت كثيراً في المواجهات الدائرة في اليمن، خصوصاً أن مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع ولكي تواجه تقدم قوات التحالف العربي والجيش النظامي اليمني والمقاومة الشعبية اليمنية، ورغم أن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تحرص وتتمسك بقوة وبصرامة بأخلاقيات الحرب، إلا أن «بروبقاندا» الإعلام وتعدد أبواق نظام ملالي إيران الذي أوكل لمليشيات الحوثيين وقوات علي صالح شن حرب بالوكالة على الشعب اليمني والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية والسعي لإقامة «جيب عدواني» جنوب الجزيرة العربية وتحويله فيما بعد ممراً لقوى الشر الإيرانية. وكون قوات التحالف العربي التي تُشكّل القوات السعودية والإماراتية والسودانية الحجم الأكبر منها، تعلم نوايا المليشيات الإعلامية وسعيها لتشويه أهداف وعمل هذه القوات التي هدفها الأساس حماية الشعب اليمني وتحصين الأراضي السعودية، فقد حددت والتزمت بصرامة قواعد الاشتباك والتي تشمل تحديد الأهداف والتأكد من بيئتها، ولا تستهدف مطلقاً البنية التحتية والمناطق السكنية. وقد أوضح الناطق باسم قوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري وبشفافية مطلقة أن قوات التحالف العربي شكّلت فريقاً مستقلاً عالي المستوى لتقييم الحوادث وإجراءات التحقيق وآلية الاستهداف المتبعة وتطويرها. تشكيل فريق مستقل يضم خبرات دولية عالية لا يعني أن قوات التحالف العربي ارتكبت أخطاء، كما أنه لا يعني أن ندفن رؤوسنا بالرمال ونتجاهل ما يقوم به الأعداء من نشر للأكاذيب والدعاوى المضللة، بل الوصول إلى أفضل أسلوب للتعامل والعمل على مسرح العمليات بدون أي أخطاء، وتجاوز ومواجهة أعداء الأمة بأخلاقيات العرب والمسلمين المعروفة جيداً حتى للذين يثيرون الأكاذيب. مقالات أخرى للكاتب شهادة فاسد سياسي المحادثات السورية في جنيف إلى أين؟ داعش يؤكد عداءه للإسلام بمواصلة جرائمه سقوط الفنانين السوريين في فخ الطائفية تمدد التشيع الصفوي
مشاركة :