أكد خبراء ومحللون سياسيون، أن حصول أوكرانيا على أسلحة غربية بعيدة المدى قد ينذر بمزيد من التصعيد بين موسكو وكييف، وأن هذه الخطوة قد تدفع روسيا إلى استخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية أكبر. وتطالب كييف الولايات المتحدة وحلفاء أوروبيين بالحصول على طائرات مقاتلة، وأسلحة بعيدة المدى من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي لمواجهة الضربات الروسية المستمرة منذ أشهر عدة، لكن المساعدات العسكرية الغربية تقتصر على الأسلحة الدفاعية والدبابات قصيرة المدى. وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لوباتشيفسكي الروسية، ومدير مركز خبراء رباليست للدراسات، الدكتور عمرو الديب في تصريحات لـ«الاتحاد»، إن مسالة إمداد القوات الأوكرانية بصواريخ بعيدة المدى ستعني تعزيزاً للمواقف الأوكرانية وتهديداً للمدن الروسية الكبيرة، وأن الأمر لن يقف عند هذا الحد بل سيتطور سياق الأعمال العسكرية الروسية بشكل أو بآخر، وسيكون على القيادة الروسية الحصول على أراض جديدة لكي تضمن عدم وصول القذائف لأراضيها أو البدء في احتلال كييف نفسها، بالإضافة لخيار استخدام أسلحة ذات قدرة تدميرية أكبر. وحذرت موسكو في أكثر من مناسبة من تسليم الغرب أسلحة بعيدة المدى أو أكثر قوة إلى القوات الأوكرانية، معتبرة أنها «خط أحمر» بالنسبة لروسيا. فيما أكد الباحث في الشأن الروسي والخبير في شؤون الشرق الأوسط أندرية مورتازين أن استخدام السلاح بعيد المدى من قبل كييف سوف يقابله رد مناسب من موسكو التي تمتلك أسلحة حديثة ومتطورة. وأضاف مورتازين، في تصريحات ل«الاتحاد»، أن روسيا حتى الآن امتنعت عن استهداف المدن الأوكرانية الكبرى، مثل كييف وأوديسا، لأنها تنطلق من فكرة عودة هذه المدن إلى السيطرة الروسية ولم تستهدف الرئيس زيلينسكي شخصياً. وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أنه كلما زاد الغرب في تزويد كييف بالأسلحة بعيدة المدى زادت الحاجة لدفعها بعيداً عن الأراضي الروسية.
مشاركة :