تصريحات مذعورة تفضح فزع الغرب من روسيا

  • 2/25/2023
  • 21:25
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بعد مرور عام كامل على الحرب الأوكرانية، تتزايد التقارير عن تصعيد روسي وشيك، وسط توقعات بأن تواجه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن خيارات مؤلمة بشكل متزايد في تحديد استراتيجية أوكرانياووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الوضع على الخطوط الأمامية بأنه «صعب»، مشيرا إلى أن الروس يهاجمون على محاور متعددة في الشرق والجنوب.وكان أوليكسي أريستوفيتش، أحد كبار المستشارين السابقين لزيلينسكي، أكثر صراحة إذ قال في مقابلة معه: «أنا شخص غير مسؤول بالفعل، وبوسعي أن أقول ما أريد. إذا اعتقد الجميع أن فوزنا في الحرب مضمون، فإن من غير المرجح أن ننتصر».كلام متعجرفحسب تحليل مارك إيبيسكوبوس، باحث مختص بقضايا الأمن القومي والعلاقات الدولية، بمجلة «أمريكان كونسيرفاتف»، قد تكون هذه الأنباء القاتمة بمثابة مفاجأة لمعظم الجماهير الغربية، التي قيل لها بعبارات لا لبس فيها خلال الأشهر الأحد عشر الماضية، إن أوكرانيا فائزة في الحرب.وقال إيبيسكوبوس، «بالكاد يمكن للمرء أن يتصفح الأخبار دون أن يصادف مقالا آخر، غالبا ما أعادت نشره وسائل الإعلام الأوكرانية أو مصدره مزاعم أدلى بها مسؤولون أوكرانيون، هم يفترضون أن القوات الروسية تنهار عند التلاحمات وتنهار على كل جبهة، مع ذلك، فإن الذين درسوا هذا الصراع منذ نشأته بوسعهم أن يروا بوضوح أن شيئا ما قد تغير، بدأت التصريحات المتعجرفة لعام 2022 تفسح المجال فجأة لخطاب أكثر قلقا وحتى تشاؤما.وأقر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر عقد في يناير في قاعدة رامشتاين الجوية أن أوكرانيا ليس لديها سوى فرصة لشن هجوم مضاد فعال. «لدينا فرصة سانحة هنا، كما تعلم، من الآن وحتى الربيع عندما يبدؤون عمليتهم، أي هجومهم المضاد. هذا ليس وقتا طويلا وعلينا أن نجمع القدرات الصحيحة».تصريحات مذعورةأفاد الباحث بأن التحالف الغربي المتكتل ضد روسيا يواجه تحديات حادة في جهوده لتجميع القدرات الكافية لإبقاء المجهود الحربي الأوكراني قائما، كما يتضح من التصريحات المذعورة بشكل متزايد لكبار السياسيين. فقد صرح الرئيس البولندي أندريه دودا لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية قائلا: «إذا لم نرسل معدات عسكرية إلى أوكرانيا في الأسابيع المقبلة، فقد يفوز بوتين. قد يفوز، ولا نعرف أين سيتوقف».ومع المخاطرة بتوضيح ما هو واضح: هذا لا يبدو مثل الرسائل العامة للأشخاص الذين يثقون في احتمالية النصر الوشيك لأوكرانيا. ليس الوقت فقط على ما يبدو في جانب أوكرانيا بعد كل شيء، ولكن يُقال لنا الآن إن كييف يمكن أن تخسر في غضون أسابيع إذا لم يتم اتخاذ تدابير جذرية.كارثة متوقعةيصعب التقليل من مدى خطورة التغير في نبرة التعليقات الغربية منذ 4 أشهر فقط. كيف وصلنا إلى هنا وإلى أين يمكن أن يؤدي هذا؟. يتساءل الباحث، كما هو الحال مع مشاريع السياسة الخارجية الأخرى غير المدروسة في العقود العديدة الماضية، كانت الكارثة التي تكشفت في أوكرانيا متوقعة تماما.كان الرد الغربي الأول على الغزو في 24 فبراير 2022 هو استنزاف روسيا، سواء عبر العقوبات أو في ساحة المعركة، في محاولة لتأمين أفضل الشروط الممكنة على طاولة المفاوضات. لكن هذا الهدف انقلب على الفور تقريبا بسبب تعاظم حجم المهمة.واستنتج بعض صانعي السياسة والمعلقين في العواصم الغربية، الذين شجعتهم أخطاء روسيا الفادحة في المراحل الأولى للحرب، أن أوكرانيا يمكن أن تفوز على الفور. وقال المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي في أبريل: «بالطبع يمكنهم الفوز بهذا، ويتضح الدليل حرفيا في النتائج التي تراها كل يوم... بالتأكيد يمكنهم الفوز».حسابات خاطئةتساءل الكاتب: «بعد مرور عام، ما الذي يتعين على البيت الأبيض أن يظهره في سياسته الخاصة بأوكرانيا؟ لم تتحقق التصريحات السابقة لأوانها عن الانهيار المالي الروسي، ولم يزل التأثير الطويل المدى لنظام العقوبات الغربية غامضا في أحسن الأحوال.لا شك في أن القوات الروسية تتكبد خسائر فادحة في أوكرانيا، ولكن ليس من الواضح أن القوة العسكرية الكامنة لروسيا قد تدهورت بشكل لا رجعة فيه منذ 24 فبراير. كثفت آلة الحرب الروسية بسرعة من إنتاج الأسلحة الرئيسة، وتتخذ خطوات لتوسيع قوتها العاملة بالفعل. رغم أنه من السابق لأوانه تقييم تأثير هذه الجهود على المدى الطويل، فقد تحدت روسيا بالفعل مرارا وتكرارا التنبؤات الأوكرانية والغربية بنقص وشيك في العتاد.وقال الباحث، «أخطأت العواصم الغربية في فهم الانتصارات التكتيكية لأوكرانيا بالقرب من كييف ومنطقة خاركيف ومدينة خيرسون باعتبارها ميزة استراتيجية دائمة. لقد أخطؤوا في قراءة أسباب الأداء الضعيف لروسيا في المراحل الأولى من الحرب».

مشاركة :