تخطت «ألفابت» منافستها «آبل» لتصبح الشركة الأعلى قيمة في الولايات المتحدة في التعاملات اللاحقة على الإغلاق الرسمي في سوق الأسهم الأميركية فجر أمس، لتخطف من صانعة هواتف «آي فون» موقع الصدارة الذي احتفظت به معظم السنوات الأربع الماضية. وبعد جرس الإغلاق في سوق نيويورك للأوراق المالية، بلغت القيمة المجمعة لأسهم «ألفابت» 568 بليون دولار في حين بلغت قيمة «آبل» 535 بليون دولار. وتجاوزت قيمة أسهم «ألفابت» افتراضياً رأسمال «آبل» بعدما ارتفع سعر سهم «ألفابت» أربعة في المئة بفضل المفاجأة السارة التي شكلتها نتائج أدائها. وأصبحت «غوغل» ونشاطاتها الأساسية (البحث والإعلان على الإنترنت ونشاطات الفيديو في «يوتيوب» أو الهواتف النقالة بنظام «أندرويد») جزءاً من مجموعة «ألفابت القابضة» منذ عملية إعادة تنظيم العام الماضي. ووعدت «غوغل» حينذاك بأن يسمح ذلك بمزيد من الشفافية في شأن العواقب المالية لمشاريعها المستقبلية التي تضاعفت في السنوات الأخيرة. ومن السيارات التي تسير بلا سائق إلى محطات الإنترنت على مناطيد أو طائرات من دون طيار ومبادرات في قطاع الصحة، لا تحمل هذه الرهانات الطويلة الأمد أي ضمانات للنجاح وتكلف مبالغ طائلة. وللمرة الأولى تحدثت «ألفابت» بالأرقام عن فائت في الربح يبلغ 3.6 بلايين دولار من خسائر الاستثمارات الأخرى العام الماضي التي بلغت وارداتها 448 مليون دولار. وهذه العائدات جاءت خصوصاً من نشاطات الأتمتة المتصلة بالإنترنت (نست)، والإنترنت الفائق السرعة بالألياف البصرية، والصحة، إذ بدأت المجموعة إبرام تحالفات مع مجموعات في القطاع الصيدلاني، كما قالت المديرة المالية روث بورات خلال المؤتمر التلفزيوني التقليدي التوضيحي مع محللين. لكن الخسائر التي تمثلها الرهانات المستقبلية تبقى نسبية مقارنة بـ 75 بليون دولار رقم الأعمال السنوي الذي أعلنته المجموعة بأكملها العام الماضي. فهي لم تمنع «ألفابت» بمجملها من تحقيق زيادة نسبتها 12 في المئة على مدى العام في الأرباح الصافية التي بلغت 15.8 بليون دولار، وبنسبة خمسة في المئة أي 4.9 بليون دولار في الفصل الرابع. أما رقم الأعمال فسجل نمواً بلغت نسبته 14 في المئة في 2015 وحتى 18 في المئة أي 21.3 بليون دولار في الأشهر الثلاثة الأخيرة. وهذا الأداء يعكس خصوصاً سلامة نشاطات المجموعة خصوصاً «القوة المهمة التي يشكلها البحث في الهواتف الخليوية بفضل التحسن المتواصل للإعلان» والنمو «بنسبة كبيرة جداً» الذي سجله موقع «يوتيوب» بفضل الإعلان أيضاً. وبذلك يكون «غوغل الجديد» سجل على مدى العام أرباحاً استثمارية تبلغ 23.4 بليون دولار (+23 في المئة) لرقم أعمال يبلغ 74.5 بليون دولار (+14 في المئة). في المقابل، أوردت صحيفة «وول ستريت» الاقتصادية أن مجموعة «ياهو!» الأميركية للإنترنت ستخفض عدد موظفيها بنسبة يمكن أن تصل إلى 15 في المئة في إطار برنامج تقليص تستعد لإعلانه. وستغلق المجموعة عدداً من نشاطاتها، كما أضافت الصحيفة الأميركية نقلاً عن مصادر قريبة من الملف، من دون أن تذكر تفاصيل. وكانت المديرة العامة للمجموعة ماريسا ماير أعلنت عند نشر نتائج الفصل الثالث من 2015 في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أنها تريد «تحديد إستراتيجيتنا والتركيز على عدد أقل من المنتجات بنوعية أفضل».
مشاركة :