تتعالى أصوات المناشير الكهربائية في جبال جنوب اليمن الغارق في الحرب، إذ أصبح خشب الأشجار مصدراً بديلاً للطاقة لسكان تعز، الذين يواجهون أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بفعل الحصار «الحوثي» المفروض على المدينة منذ سنوات. ولم يسلم اليمن من التضخم العالمي وارتفاع أسعار الطاقة، رغم أنه منقطع عن العالم إلى حد كبير بسبب الحرب المستمرة منذ 2014. وهذا الصراع، الذي خلف مئات آلاف القتلى وملايين النازحين، دمّر كذلك اقتصاداً هشاً للغاية، ما دفع جزءاً كبيراً من نحو 30 مليون يمني إلى حافة الجوع والمجاعة. على مشارف مدينة تعز، التي تحاصرها ميليشيات «الحوثي» الإرهابية، يجمع حسين عبد القوي وزملاؤه خشباً من أشجار قطعت حديثاً في غابة، قبل رميه في الجزء الخلفي من شاحنة صغيرة. ويقول عبد القوي: «بدأنا في قطع الأشجار وبيعها، لأنه ليس لدينا وسيلة أخرى للعيش». ويؤكد: «لا خيار أمامنا سوى بيعها، مثلما لا خيار أمام الناس سوى شرائها». وصعدت ميليشيات «الحوثي» الإرهابية خلال الأيام الماضية، من هجماتها الإرهابية في جبهات غرب محافظة تعز، ونفذت محاولات تسلل تجاه مواقع القوات المشتركة في منطقة «البرح»، التابعة لمديرية مقبنة القريبة من الساحل الغربي في مديرية المخاء. وأكد الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، بأن قواته اشتبكت مع ميليشيات «الحوثي» فجر الجمعة، في جبهات «البرح» الواقعة الطريق الدولي الرابط بين تعز والحديدة، وأفشلت محاولة تسلل باتجاه تباب حاكمة قرب خطوط التماس بين الجانبين.
مشاركة :