في عام 2020 أدَّت القيود المفروضة لمواجهة جائحة كورونا إلى توقف صناعة المطاعم في الولايات المتحدة بشكل شبه كامل، ومنذ ذلك الحين كانت هناك مؤشرات مهمة على حدوث انتعاش؛ فأُعيد فتح صالات الطعام وعاد العملاء إلى المقاهي ومطاعم الأكل الفاخرة ومطاعم الوجبات السريعة. ولكن يوجد عدد أقل من المطاعم الأميركية اليوم مقارنة بعام 2019، ليس من الواضح متى يمكن أن يعود هذا القطاع إلى سابق عهده، وإدارة وتشغيل مطعم لم يكن أبداً أمرأً سهلاً، لكن في السنوات الأخيرة أصبح الأمر أكثر صعوبة. في العام الماضي كان هناك نحو 631 ألف مطعم في الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات من شركة أبحاث المطاعم «تيكنوميك»، وهذا يقل بنحو 72 ألفاً عن عام 2019 عندما كان هناك 703 آلاف مطعم. قد ينخفض هذا الرقم أكثر هذا العام إلى نحو 630 ألف مطعم وفقاً لبيانات «تيكنوميك» التي لا تتوقع عودة عدد المطاعم في الولايات المتحدة إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا حتى مع حلول عام 2026. ولا تزال المطاعم المعتمدة على صالات الأكل الواسعة في وضع غير مريح في ظل استمرار ميل الجمهور إلى خدمة التوصيل، فمع استمرار ارتفاع التضخم يتجنب بعض العملاء المحتملين المطاعم لتوفير المال، وفي غضون ذلك يرى مشغلو المطاعم أن تكاليفهم، مثل الإيجار والخضراوات والفاكهة ترتفع. وفي ظل هذه الظروف الصعبة للغاية ينصح بعض أصحاب المطاعم الراغبين في دخول هذا المجال بالتريُّث، وحتى أحياناً بالابتعاد عن هذا القطاع تماماً. وكشفت شركة الاستشارات «ريفينيو مانجمنت سولوشن» أن خدمات التوصيل لا تزال الأكثر رواجاً، وارتفع الطلب على خدمة التوصيل في مطاعم الوجبات السريعة بنسبة 11.4 في المئة خلال يناير كانون ثاني مقارنة بالعام الماضي. قال مكتب إحصاءات العمل في فبراير شباط إن فرص العمل الشاغرة في قطاع خدمات الإقامة والطعام ارتفعت بمقدار 409 آلاف وظيفة في ديسمبر كانون أول، وهي أكبر زيادة لأي قطاع خلال هذا الشهر. ويشهد الطلب على العمال في قطاع المطاعم نقطة تحول مهمة، فبعدما تخلّت المطاعم عن ملايين الموظفين خلال جائحة كورونا، وترك بعض العاملين وظائفهم خوفاً من الإصابة بالفيروس، الآن انقلبت الآية وأصبح الطلب على العمال كبير والعدد المتاح قليل.
مشاركة :