تتعرض مدينة معضمية الشام لقصف جوي مكثف من طيران النظام المروحي، إضافة إلى حصار خانق من قوات النظام والميليشيات المتعاونة معه، تسبب بحالة وفاة بسبب الجوع. وقال الناشط السوري في مدينة المعضمية داني قباني لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة معضمية الشام «دخلت مرحلة الخطر الآن لجهة نفاد المواد الغذائية، وهي فعلاً تعيش كارثة إنسانية نظرًا لافتقار المدينة إلى أي من مقومات الحياة من غذاء ودواء ومياه وكهرباء وأي من مواد التدفئة». وأشار إلى أن المدينة فقدت خلال الشهر الماضي 9 أشخاص بسبب سوء التغذية وفقدان الأدوية، بينهم 5 أطفال. ويقول ناشطون إن تعداد المحاصرين في المعضمية بلغ 45 ألف مدني، بينهم 20 ألف طفل، منهم 3500 دون سن الثالثة، وتنتشر أعراض سوء التغذية بشكل كبير بين المسنين والأطفال. ويؤكد هؤلاء أن المدينة محاصرة بنسبة مائة في المائة منذ 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد إغلاق المعبر الوحيد للمدينة الذي يصلها بالعاصمة دمشق. في غضون ذلك، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن المعضمية ستكون جزءًا من عملية توزيع المساعدات التي ستتم قريبًا، معلنًا أنه «من المنتظر أن يتم إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى كل من مضايا والزبداني ومعضمية الشام بريف دمشق، وكفريا والفوعة بريف إدلب، وذلك بشكل متزامن». ووثق ناشطون سوريون في مدينة معضمية الشام في جنوب دمشق تعرض 97 شخصًا لحالات اختناق ناتجة عن قصف جوي بالبراميل المتفجرة، نفذته مروحيات تابعة لقوات النظام، بعد أكثر من عامين على تسليم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحته الكيميائية، وصدور قرار مجلس الأمن 2118 المرتبط بنزع السلاح الكيميائي. وأكد داني قباني أن «المعلومات المتوفرة بحوزتنا أن المعضمية تعرضت لقصف بغاز سامّ، لكننا كالعادة لم نتأكد من نوعيته»، مشيرًا إلى أن 97 شخصًا أصيبوا بحالات اختناق «وصلوا إلى المستشفى، بينهم مدنيون ومتطوعون في فريق الدفاع المدني ومقاتلون من الجيش السوري الحر». وأشار قباني إلى أنه «في الساعة الرابعة صباحًا (فجر الاثنين) تم استهداف المنطقة الجنوبية أيضًا، ووصلت عشرات الحالات اختناقًا»، لافتًا إلى عدم تسجيل حالات وفاة في صفوف المصابين. وأعرب قباني عن اعتقاده بأن «استخدام غازات وقصف النظام للمنطقتين الشرقية والجنوبية بمئات البراميل المتفجرة والصواريخ، يدلّ على جنون ميليشيات الأسد من صمود الجيش الحر ومنع الفصل التام مع داريا حتى اللحظة». وحققت قوات المعارضة منذ أول من أمس تقدمًا على محور داريا – المعضمية في جنوب دمشق، حيث أفاد ناشطون سوريون في داريا بأن مقاتلين تابعين للواء «شهداء الإسلام» تمكنوا من السيطرة على «كتلة من المنازل في الجبهة الغربية الفاصلة بين مدينتي داريا ومعضمية الشام واغتنام عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وكمية من الذخائر». وتأتي الاشتباكات في أعقاب تقدم حققته القوات الحكومية الأسبوع الماضي، تمثل في استعادة السيطرة على أحياء متلاصقة بين داريا ومعضمية الشام، وفصل المدينتين بعضهما عن بعض، في محاولة لمنع خطوط الإمداد من المعضمية إلى داريا. وسجل ناشطون أول من أمس الأحد سقوط 74 برميلاً متفجرًا على داريا، استهدفت الجبهة الشمالية الغربية، إضافة إلى تسجيل سقوط 16 برميلا في معضمية الشام، في محاولة من قبل القوات النظامية للاستيلاء على أبنية جديدة في المنطقة الفاصلة بين المدينتين. ويتزامن الهجوم بالغازات السامة مع انعقاد مباحثات في جنيف للتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وقال عضو الائتلاف الوطني السوري خالد الناصر إن استهداف المدينة بالغازات السامة «يحمل رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن النظام يستهين بالأمم المتحدة والقرارات الأممية»، مشيرًا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا السلوك «يفسّر بأن النظام يسند ظهره إلى قدرة حليفته روسيا على تعطيل قرارات الأمم المتحدة». ورأى الناصر أنه «رغم كل الكلام عن التعهدات والضمانات الدولية، يواصل النظام قتل السوريين بالغازات السامة، ضاربًا عرض الحائط بالقرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن بخصوص السلاح الكيميائي».
مشاركة :