هالة الطرابلسي تعانق دروب الفن في معرض شخصي بتونس

  • 2/20/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ها هي دروب الفن تهب عطورها للمحبين حيث اللون والكلمات شواسع تفضي الى النقطة القائلة بالشغف والفن هو من شغف الأوائل اذ يسافر النظر الى مناطق غبر معبدة تشوفا وتقصدا لما به تسعد الذات وهي في بهاء عناصرها النادر... ثمة أغنيات جمة ونشيد وطفولة يانعة تحشد ما تداعى من موسيقى السنين في ألق وخيلاء وشموخ قولا بالفن يبتكر جهاته وعناصره ومحبيه. في هكذا ولع بالنشيد الملون والرسم مضت الفتاة من طفولة عابرة ومقيمة الى الآن في دواخل معلومة بكثير من الوله تنشد النظر للعالم وهو في تلويناته المفعمة بالمحبة وبالانسان يرتع في بساتين الأمكنة بلا خوف أو انكسار ديدنها في كل ذلك علبة تلوين تهديها للعائدين الى النبع.. نبع الابداع والامتاع والأغنيات المقيمة في القلب الملونة بالشجن والحنين. الرسم عندها تلك الرحلة الممتعة التي بدت رائقة من طفولة قديمة الى راهن أيامها وأحوالها ترتجي الافصاح عن بهاء كامن في العناصر والأشياء والتفاصيل لا تلوي على غير القول بالبهجة نهجا وعنوانا وأسلوبا حيث لا مجال لغير الاستمتاع بأصوات الألوان تعزف لحنها العالي في كون مأخوذ بالضجيج وتداعيات الكائن فيه في ضروب من السقوط المريب. هكذا نلج عوالم الرحلة الفنية للطفلة الحالمة الفنانة التشكيلية هالة الطرابلسي وقد نسجت كل هذه السنوات من الألوان عالمها التي كانت ترنو الى أن يبقى يشبهها.. هي ترسم في مساحات تحاور ضمنها قماشة الروح وتحاولها بكثير من عناء الفكرة والمحاولة والجهد اذ هي ترى في الرسم كونها المحمود والمنشود... في لوحاتها رسمت المدينة العتيقة والمرأة والمشاهد المتعددة في تنويعات بين الواقعبة والتجريدية والتكعيبية ومن الأعمال ذاك الحوار بين امرأتين بالسفساري حيث النافذة بجمالها التقليدي الى غير ذلك من مشاهد الأمكنة كالمارين في الأزقة وزخرف الباب بالمدينة العتيقة ...والطبيعة في عنفوان بهائها. عن تجربتها وبداياتها مع اللون وعوالمه تقول الرسامة هالة الطرابلسي "ككل الناس ومنذ صغر سني حيث طفولة مبهجة كانت لي خربشات في كراساتي الى أن تميزت في مادة الرسم ولم يدر بخلدي أن أتجه الى اختصاص الفنون الجميلة.. ومضت عقود وبقي الحلم يرافقني وخلال سنة 2009 انضممت ضمن التكوين وتطوير الموهبة الكامنة بداخلي الى مركز تكوين وهو مركز ثقافي لتعايم الفنون حيث قضيت خمس سنوات لأردفها بتكوين في المركز الثقافي الايطالي وانقطعت اثر ظرف عائلي وبعده عدت لأواصل الى الآن حيث تقدمت في التجربة وأنجزت عددا من الأعمال الفنية ثم في فترة أخرى كان لي تعلم مع الفنانة كوثر الجلازي في ورشتها حيث أطرتني لأكتسب خبرات جديدة ثم مع معاذ ديكو المختص في المعمار الداخلي ومع هناء الزدي في الرسم  ثم كانت مشاركاتي المتعددة في الفعاليات الثقافية التشكيلية ومنها تظاهرة رواد". وتضيف "في هذا السياق وبخصوص أعمالي فان تنوعها كان وليد تعدد الأفكار لأستلهم جلها من حالات شتى وأحاسيس ومنها عشقي للمدينة العتيقة وأعني البلاد العربي ومن لوحاتي هناك المواضيع المتعلقة بالمشاهد والطبيعة الى جانب الأشكال والأساليب ومنها التكعيبية.. المرأة موجودة في أعمالي وذلك لأهميتها كعنصر في الحياة فأنا أعمل بكثير من الحلم والرسم هو ملاذي وفراري الى عالم أرحب وبداخلي طفلة حالمة.. في كل عمل أتذكر والدي الذي بوفاته انقطعت عن الرسم لأعود بعد مدة فقد كان يشجعني وأرسم الآن وكأنه موجود معي ويشجعني رحمه الله". "أنا أحب الألوان بأنواعها.. أرى في البحر مطلق الحلم والحلم هو النجاح والطبيعة هي الحرية والرسم هو موسيقى ناعمة بداخلي أسمعها فأمضي كفراشة في سماء الحب والرسم والحياة.. المدينة العتيقة تستهويني وسوسة أحبها فهي الأصالة في المكان ووالدي كان يحدثني عنها كثيرا حيث كانت مسقط رأسه.. في الفن والحياة أحب المغامرة والاصرار وروح العطاء والبذل.. ان الفن عندي هو تعبيرة مهمة من تعبيراتي في الحياة.. الفن علم وموهبة وللعصاميين ابداعات حيث يوحد في النهر ما لا يوحج في البحر وأتمنى تشجيع الفنانين العصاميين ولكل من يعمل ويحتهد ويضيف النجاح في طريق الفن التشكيلي عموما...". هكذا هي اللعبة الفنية التشكيلية عند الفنانة هالة الطرابلسي تمضي معها بكثير من الحب والشغف والصبر والحلم حيث تراكم أعمالها ومن خلالها تعد لمعرضها الشخصي الذي يتيح لها اللقاء الخاص بالجمهور وأحباء الفنون لترى من خلال ذلك الرأي والرأي الآخر تجاه ما تنجزه من أعمال فنية.

مشاركة :