كوفئ ليونيل سكالوني على قيادة منتخب الأرجنتين للفوز بلقبه العالمي الأول منذ 1986، بتمديد عقده حتى مونديال 2026، وفق ما أعلن الاتحاد المحلي لكرة القدم الاثنين. وقال الاتحاد في بيان، الاثنين، في باريس حيث يتواجدان من أجل حفل جوائز الاتحاد الدولي: «فيفا، التقى رئيس الاتحاد (كلاوديو تابيا وليونيل سكالوني) لوضع اللمسات الأخيرة على تمديد عقده كمدرب للمنتخب حتى عام 2026». ونشر تابيا في حسابه على «تويتر» صورة تجمعه بسكالوني في باريس، مرفقة بتعليق: «عندما تكون الثقة عالية، يكون التواصل سهلاً وفعالاً. نواصل تعزيز مشروع المنتخب الوطني جنباً إلى جنب مع ليونيل سكالوني، بطل العالم». وبدوره، نشر المنتخب الأرجنتيني في حسابه على «تويتر» صورة لسكالوني مع عام 2026، مرفقة بتعليق «حُسِمَ الأمر... سيكون هناك ليونيل سكالوني لفترة طويلة. نستمر». وكانت مسألة التمديد لسكالوني محسومة إلى حد كبير منذ ديسمبر (كانون الأول) بعد قيادة المنتخب الوطني للفوز بلقب مونديال قطر 2022 على حساب فرنسا، وذلك وفق ما أفاد حينها رئيس الاتحاد المحلي للعبة تابيا. ويتولى سكالوني (44 عاماً) تدريب المنتخب الأميركي الجنوبي منذ عام 2018، وقاده إلى لقب «كوبا أميركا» عام 2021، مانحاً بلاده لقبها الأول على الإطلاق منذ عام 1993. ثم أحرز مع ليونيل ميسي ورفاقه لقب كأس العالم للمرة الثالثة في تاريخ البلاد والأولى منذ عام 1986، بالفوز على فرنسا في النهائي بركلات الترجيح. وبتمديد عقده، سيحصل على فرصة قيادة بلاده للدفاع عن اللقب العالمي في النهائيات المقبلة المقررة عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. وخالف سكالوني التوقعات ورد على من انتقد تعيينه خلفاً لخورخي سامباولي بعد الخروج من ثمن نهائي مونديال روسيا 2018، وانضم بعد إنجاز مونديال قطر إلى نادي عظماء مدربي الأرجنتين، إلى جانب الفائزين السابقين بلقب كأس العالم سيسار لويس مينوتي وكارلوس بيلاردو. وبعدما بدأ اللقاء المجنون ضد فرنسا الذي انتهى بالتعادل 3 - 3 في الوقتين الأصلي والإضافي قبل أن يحسمه «ألبيسيليستي» بركلات الترجيح، كأصغر مدرب يخوض نهائي كأس العالم منذ الألماني رودي فولر عام 2002 (42 عاماً)، بات سكالوني عن 44 عاماً أصغر مدرب يرفع الكأس الغالية منذ مواطنه مينوتي عام 1978 (39 عاماً). وصل سكالوني بداية لتسلم المهام مؤقتاً في عام 2018 خلفاً لسامباولي، لكنه استمر في المهمة حتى حقق الإنجاز في 18 ديسمبر (كانون الأول). وقوبل تعيينه بعد خروج «ألبيسيليستي» من الدور ثمن النهائي أمام فرنسا بالذات (3 - 4) بانتقادات ورفض واسع النطاق من أولئك الذين شعروا أنه يفتقر إلى المؤهلات اللازمة. ومن بين المنتقدين كان الراحل الأسطورة دييغو مارادونا الذي درب أيضاً الأرجنتين بين 2008 و2010، رغم إشادته بشخصية سكالوني، قال لصحيفة «كلارين»: «إنه غير قادر حتى على أن يكون شرطياً للسير وإدارة حركة المرور». لم يكن لدى سكالوني خبرة سابقة كمدرب رئيسي، وكان من المفترض أن يتولى المسؤولية لمدة شهرين فقط بينما يبحث الاتحاد عن خليفة سامباولي. وورث منتخباً عانى سلسلة خيبات: خسارة نهائي مونديال 2014 أمام ألمانيا ونهائي كوبا أميركا أمام تشيلي بركلات الترجيح في 2015 و2016، ما أدى إلى إعلان ليونيل ميسي اعتزاله الدولي قبل العودة عن قراره بعد شهرين. وبالنسبة لكثر، يجمع سكالوني مزيجاً من الحنكة التكتيكية لمينوتي وواقعية بيلاردو. وقاد الأرجنتين إلى سلسلة من 36 مباراة دون هزيمة قبل كأس العالم، تخللها الفوز بكوبا أميركا 2021 في البرازيل ضد البلد المضيف، ما أنهى فترة جفاف استمرت 28 عاماً ومنح ميسي أول لقب مع بلاده. لكن خسارة صادمة أمام السعودية في افتتاح مباريات الأرجنتين في المونديال (2 - 1)، حرمتها من معادلة الرقم القياسي الذي تملكه إيطاليا (37). ووصف ميسي تلك الانتكاسة بأنها «ضربة قوية»، لكن سكالوني عرف النهوض بالفريق سريعاً وقام بالتعديلات اللازمة، وصولاً إلى تحقيق الحلم الذي طال انتظاره.
مشاركة :