تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية لتسجل أسوأ أسابيعها في عام 2023، حيث زادت البيانات من احتمالات إبقاء الفائدة الأميركية عند مستويات مرتفعة، لفترات تفوق ما كان متوقعاً من قبل.وبتراجعات يوم الجمعة، التي كانت بنسبة تجاوزت 1% في المؤشرات الرئيسية الثلاثة، ووصلت لـ 1.7% في مؤشر ناسداك، سجلت الأسهم الأميركية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ بداية العام، بخسارة تراوحت بين 2.7% و3.3% للمؤشرات الثلاثة، لتقترب من محو كامل مكاسب شهر يناير، الذي شهد ارتفاعات استثنائية، وتسبب في ارتفاع ثقة المستثمرين، بعد عام كان شديد القسوة على مشتري الأسهم، والسندات. وقبل بدء تعاملات يوم الجمعة، قالت وزارة التجارة الأميركية إن مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي في أميركا، ارتفع في شهر يناير بنسبة 0.6% مقارنة بشهر ديسمبر، وبنسبة 4.7% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، متجاوزاً توقعات المحللين، ليضع المزيد من الضغوط على لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية الأميركية، المسؤولة عن وضع السياسة النقدية في البلاد، للإبقاء على معدلات الفائدة المرتفعة، لفترات مطولة. وتسببت توقعات الإبقاء على فائدة الدولار المرتفعة لبعض الوقت في ارتفاع الدولار بقوة. وقالت وكالة رويترز إن مؤشر الدولار ارتفع إلى أعلى مستوى له في سبعة أسابيع يوم الجمعة، فيما يستعد المستثمرون لبقاء أطول أمداً لأسعار الفائدة الأميركية المرتفعة، بعد مجموعة من البيانات الاقتصادية القوية في الولايات المتحدة. وتسببت توقعات استمرار ارتفاع الفائدة على الدولار في ارتفاع المؤشر الذي يقيس أداءه أمام ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.2%، وصولاً إلى 104.80، مسجلاً أعلى مستوياته منذ السادس من يناير، ومحققاً أسبوعه الرابع على التوالي من الارتفاعات. وامتد تأثير البيانات، التي أكدت استمرار اشتعال معدل التضخم في الاقتصاد الأكبر في العالم، إلى الجانب الآخر من المحيط الأطلنطي، حيث أظهرت البيانات استمرار الحاجة للفائدة المرتفعة، رغم علامات تراجع التضخم السابقة، مما يعني استمرار البنوك المركزية في القارة العجوز أيضاً في اتباع السياسات المقيدة للنشاط الاقتصادي، وبغض النظر عن التخوفات الحالية من الوقوع في مصيدة الركود. وتراجعت الأسهم الأوروبية أيضاً، الجمعة، لتنهي الأسبوع على انخفاض، بعد صدور البيانات الأميركية، حيث تخلى مؤشر ستوكس 600 عن مكاسب الساعات الأولى، لينهي اليوم منخفضاً بنحو 1%، وليكون الأسبوع المنتهي هو أيضاً أسوأ أسابيعه منذ بداية العام، وذلك بعد أن لامس، مطلع الأسبوع السابق، أعلى مستوياته فيما يقرب من عام.