أثارت صورة البوستر الدعائي للمسلسل الرمضاني «تحت الوصاية» الذي تتصدره الفنانة المصرية منى زكي جدلاً واسعاً، بعدما سلطت الضوء مجدداً على شكل السيدة المحجبة في الدراما، واعتبر البعض أن «ملامح زكي مختلفة تماماً عن الواقع وتعد تشويهاً متعمداً لصورة المرأة المصرية عامة والمحجبة خاصة»، بينما دافع آخرون عن زكي معتبرين أن «الفن من شأنه تسليط الضوء على أنماط عدة في المجتمع»، وأن «الحكم على عمل بأكمله من صورة دعائية له أمر هزلي ولا يمت للواقع بصلة». وقارن متابعون بين صورة زكي وصورة الفنانة المصرية المعتزلة حنان ترك في فيلم «المصلحة»، مطالبين زكي بالتشبه بها في حال قررت تقديم شخصية محجبة مرة ثانية. وعن ذلك يقول الناقد كريم المصري إن «صورة ترك كانت لسيدة ميسورة الحال، وظهر ذلك جلياً في سياق الأحداث، بينما مسلسل زكي لم تتضح معالمه بعد، والحكم عليه من صورة دعائية لا يصح». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قصة العمل مختلفة تماماً عما تداوله الناس من حيث التشويه والإساءة». وبينما انتقد الكاتب المصري شامخ الشندويلي صورة زكي على صفحته الشخصية بـ«فيسبوك»، وكتب: «الفرق بين صورة حنان ترك ومنى زكي هو حب أو كره الحجاب»، دافع البعض من الوسط الفني والإعلامي في مصر، ومن بينهم المذيع عمرو أديب عبر برنامج «الحكاية»، قائلاً: «أحترم كل فتاة أو سيدة محجبة لأن الحجاب فرض». متسائلاً: «هل لا توجد محجبة شريرة؟»، مضيفاً: «لدينا كل الأنماط في المجتمع ودور الفن هو طرحها». وقالت الفنانة نشوى مصطفى إن «زكي ممثلة مصرية مهمة وكبيرة، وسوف تقدم عملاً رائعاً». وكتب الفنان خالد سرحان: «منى زكي نجمة كبيرة وفنانة موجودة في قلوبنا بموهبتها وإبداعها»، فيما علق السيناريست تامر حبيب قائلاً: «العمل يضم مجموعة من الفنانين وعلى رأسهم منى زكي الموهوبة المهنية، لذلك سيكون مصدر سعادة ومتعة للناس الطبيعية». وكتب عمرو محمود ياسين متسائلاً: «ممكن شخص عاقل يفهمني ليه في ناس تنتقد شكل بوستر مسلسل منى زكي؟». تدور أحداث المسلسل في 15 حلقة حول شخصية «حنان»، وهي امرأة في منتصف الثلاثينات من عمرها يتوفى زوجها وتصبح المسؤولة عن طفليها، وتحاول جاهدة إثبات حقوق أبنائها القُصر داخل أروقة محكمة الأسرة وخاصة «المجلس الحسبي المنوط بأمور الأطفال القصر بمصر»، لتقرر «حنان» العمل بحثاً عن عائد مادي يضمن لها ولطفليها حياة كريمة، حيث تلجأ للعمل بمهنة الصيد، وتدخل في صراعات مع بعض الرجال الذين يرفضون مشاركتها لهم في هذه المهنة، وهو من تأليف شيرين وخالد دياب، وإخراج محمد شاكر خضير. واعتبرت الناقدة ماجدة خير الله أن ما حدث من جدل واسع حول هذا المسلسل وصل لحد المطالبة بوقف تصويره في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي عن طريق طلب إحاطة في البرلمان المصري، يعد دعاية مجانية ذكية للعمل الذي سيكون من أكثر الأعمال مشاهدة في رمضان سواء من المؤيدين أو المعارضين. وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن ما يحدث عبثي ومرفوض وغير منطقي، مطالبة بالتريث والمتابعة ومن ثم الحكم. ورغم ظهور عدد من الفنانات بالحجاب في أعمالهن الفنية على غرار هند صبري، وحنان ترك، وصابرين، ودرة، ونيللي كريم، فإنهن لم يتعرضن لهجوم مشابه. وعن ذلك تقول خير الله: «البعض منهن تعرض للانتقاد بالفعل، لكن ربما الهجوم السابق على زكي كان حافزاً لانتقادها مرة ثانية بشكل أكبر».