مقالة خاصة: التراث الموسيقي للقومية الويغورية يجلب ثروة روحية للفنانيين الشعبيين في الصين

  • 2/28/2023
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن مزارع العنب سليمان عبدو خاملا قبل موسم حرث الربيع المزدحم. انشغل هذا العازف الشعبي لموسيقى المقام التقليدية، والذي يبلغ من العمر 61 عاما ويعيش في بلدة لوككون في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين، بمواعيد العروض الموسيقية مع زملائه القرويين في الشتاء الماضي. في هذا السياق؛ قال عبدو: "زراعة العنب تجلب لي الثراء، بينما تجلب لي موسيقى المقام ثروة روحية، وأنا أقدر كلاهما". تعد موسيقى المقام فنا تقليديا للقومية الويغورية في شينجيانغ الصينية، يدمج الأغاني والرقصات والموسيقى الشعبية والكلاسيكية. وفي عام 2005، وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على إدراج فنون المقام لشينجيانغ الويغورية باعتبارها "تحفة من التراث الشفهي وغير المادي للبشرية". طور فن المقام الويغوري لشينجيانغ أربعة أنماط إقليمية رئيسية - مقام الاثنا عشر، مقام دولان، مقام توربان، ومقام هامي. غالبا ما يتدرب عبدو، وهو أيضا عضو بمركز تراث فن المقام في البلدة، مع فناني مقام آخرين في منزله، حيث تجذب الموسيقى والصوت العاطفي للطبول اليدوية والأغاني والرقصات المبهجة القرويين للتوقف و المشاهدة. ووفقا لعبدو، إن مشاهدة عروض المقام في المناسبات الاحتفالية والتجمعات تعد من عادات السكان المحليين منذ زمن بعيد. ومع اقتراب عيد الربيع، ازدادت مختلف الأنشطة الاحتفالية في القرية، وتلقى عبدو أكثر من 20 دعوة لتقديم العروض منذ بداية الشتاء الماضي. بدوره؛ قال عبدو: "أنا سعيد للغاية بأداء العروض للقرويين، وهم يستمتعون بها أيضا". من بين العديد من آلات المقام، فإن الآلة المفضلة لدى عبدو هي "ساتار" (آلة وترية)، والتي رأها لأول مرة وهو في الـ16 من عمره بينما كان يتعلم على يد معلمه. أما شريكه مامات يوسوب، البالغ من العمر 51 عاما، وغالبا ما يقدم العروض مع عبدو، فيفضل العزف على "تنبور" (آلة وترية أخرى). من جانبه؛ قال يوسوب: "لأن صوتها يمكن أن يصل إلى القلب". كل عازفي موسيقى المقام هؤلاء من قرى في شينجيانغ. إنهم مزارعون عاديون في وقت الحصاد وفنانون شعبيون مشهورون خلال مواسم السبات الزراعي، وعندما تبدأ موسيقى المقام الويغورية، يبدون وكأنهم أشخاص مختلفون. تغيرت حياة عبدو وأقرانه بشكل كبير مقارنة بالجيل القديم من فناني المقام. وبصفته وريث للتراث الثقافي غير المادي على مستوى المنطقة الذاتية الحكم، يتلقى عبدو دعما حكوميا قدره 4800 يوان (حوالي 689.93 دولار أمريكي) سنويا. كما منح فن المقام عبدو فرصة تقديم العروض في المدن الكبرى مثل بكين و شانغهاي. وعلى الرغم من أنه لم يحصل سوى على الشهادة الثانوية، إلا أنه أرسل أطفاله الثلاثة إلى الجامعة. ويعمل ابنه الأكبر الآن في شانغهاي، واشترى له سيارة في عام 2019. قال عبدو: "يتمتع جيلنا من الفنانين الشعبيين بظروف معيشية أفضل ومزيد من المساعي الروحية"، مضيفا أن أهم شيء في تعلم فن المقام هو المسؤولية. وقال: "ليس من السهل أن تنتقل إلينا هذه الفنون القديمة، فيجب علينا أن نحافظ على هذه الثروة الروحية". خلال هذا العام، يريد عبدو التدرب مع أعضاء مركز تراث فن المقام على المزيد من مقطوعات موسيقى المقام، والتي لم تعرض من قبل، من أجل تقديم عروض أفضل للقرويين. في الوقت نفسه؛ قال عبدو إنه سيعقد دورة تدريبية لموسيقى المقام في مركز التراث لجذب المزيد من الطلاب الشباب لتجربة سحر فن المقام. وبحلول يونيو 2021، كان لدى شينجيانغ 4640 مشروعا للتراث الثقافي غير المادي. ومن بين هذه المشاريع، تم إدراج 96 مشروعا في القائمة الوطنية للتراث الثقافي غير المادي، بينما تم إدراج ثلاثة مشاريع في قائمة اليونسكو، وهي: فن المقام الويغوري لشينجيانغ وملحمة "ماناس" ومهرجان "ماشرهب".

مشاركة :