أبوظبي (الاتحاد) أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، على دور الأمم المتحدة في تحفيز الجهود المبذولة لبناء مستقبل من السلام في مختلف أنحاء العالم، وذلك عقب إعلان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، أن هذا الأسبوع من كل عام يحتفل فيه العالم بمبادئ التسامح واحترام الآخر المتأصلة في جذور الديانات الرئيسية في العالم، وهو أيضا دعوة إلى التضامن في مواجهة أولئك الذين ينشرون سوء الفهم وعدم الثقة. جاء ذلك خلال مؤتمر الوئام العالمي بين الأديان الذي عقد أمس الأربعاء في فندق الحياة ريجنسي دبي، والذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالاشتراك مع المركز الثقافي للسيخ في دبي وجامعة جريفز في إستراليا، وبحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وأضاف معاليه أن الوئام والتسامح بين الأديان يشكل «اوركسترا متناغمة» ترسم لنا اليوم مستقبلا مشرقا نتبادل فيه احترام معتقدات بعضنا البعض، حيث إن هذا المؤتمر سيكون ناجحا لأن كل واحد حريص على مصلحة البشرية، التي تعاني من المشاكل الاجتماعية المستعصية، حتى بعد قرون من الحضارة، لهذا يحتاج عالمنا لحوار متناغم بين الأديان. وأكد أن أهداف المؤتمر تقوم على ضرورة مساهمة الديانات المختلفة في بناء أسر متماسكة، ومعالجة المشاكل التي تواجه البيوت والأسر ومنها عدم الثقة في الآخر بسبب ديانته، وعدم فهم واحترام عقائد الآخرين، وكره الآخرين بسبب ديانتهم، بالإضافة إلى التفرقة العنصرية، والاعتداء أو قتل الآخرين بسبب معتقداتهم الدينية. وقال معاليه: يعالج المؤتمر ويتعامل مع مشاكل واقعية، يجب حلها مبكرا للمضي نحو مستقبل من السلام. لهذا السبب يجب علينا أن نتأكد من وصول دعوتنا للتناعم بين الأديان إلى العالم، مؤكدا أن ظهور دولة الإمارات العربية المتحدة، كدولة رائدة في ترسيخ قيم التسامح والاعتدال واحترام الأديان وحمايتها في المنطقة والعالم، يرجع إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وإدراك الدولة أن مجتمعات أصحاب الإيمان الحقيقي يتقاسمون رؤية مشتركة للعالم وأن كل حياة بشرية ذات قيمة، وأن الحياة نفسها هي سر جميل وهدية تفرض نفسها لنحافظ عليها، كل ذلك بالإضافة إلى التزام الإمارات بمبادئ حقوق الإنسان ودعمها للجهود الدولية التي تضمن لجميع شعوب العالم العيش في سلام وأمن وازدهار. وفي ختام كلمته دعا معاليه جميع أفراد المجتمع للابتكار في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستغلاله في نشر الوئام والتسامح بين الأديان، ودعم ثقافة الحوار وتعزيز التعايش السلمي بين معتنقي الأديان، وتفعيل القيم الدينية المشتركة، موجها معاليه الشكر على اختيار دولة الامارات العربية المتحدة لعقد مؤتمر الوئام العالمي بين الأديان.
مشاركة :