تمكنت قوات الشرعية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء من اقتحام معسكر فرضة نهم التابع للحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والمتمردين الحوثيين، بعد معارك عنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، ليسهل التقدم نحو قلب العاصمة صنعاء، فيما شهدت العاصمة ذاتها انتشاراً غير مسبوق لعناصر المتمردين وآلياتهم العسكرية على وقع معارك نهم، بينما تواصلت المعارك العنيفة بين الجانبين في محيط مدينتي مريس ودمت في الضالع وسط اليمن، وفي جبهات القتال بمحافظة تعز جنوب اليمن، وسط استمرار الغارات العنيفة لمقاتلات التحالف على مواقع المتمردين في مختلف المناطق. وذكر مصدر في المقاومة الشعبية في صنعاء لـالإمارات اليوم أن قوات الشرعية بمساندة التحالف العربي، تمكنت من السيطرة على معسكر فرضة نهم الاستراتيجي، وأصبحت تسيطر على جميع المناطق المحيطة بالفرضة التي كانت تعد نقطة صعبة في طريق تقدم تلك القوات باتجاه الأطراف الشمالية والشرقية للعاصمة. وجاءت عملية السيطرة على المعسكر الحصين عقب معارك عنيفة خاضتها قوات الشرعية مع المتمردين وقوات المخلوع صالح في المنطقة وبعد حصاره ليومين، فيما شنت مقاتلات التحالف على المعسكر أكثر من 60 غارة أمس والليلة قبل الماضية، مهدت لاقتحامه في ظل انقطاع الإمداد عليه بشكل كامل. وأكد المصدر مقتل أكثر من 54 من المتمردين وإصابة العشرات منهم في المعارك، كما تم أسر عدد كبير منهم، في حين سقط 14 من عناصر المقاومة الشعبية وأصيب عدد آخر في تلك المعارك، وتمكنت عناصر من اللواء 141 التابع للجيش الوطني من القبض على عدد من قيادات المتمردين الحوثيين، عقب تحرير المنطقة. وبهذا الانتصار تصبح قوات الشرعية على بعد أقل من 30 كيلومتراً على مداخل العاصمة الشمالية والشرقية، لكن تبقى أمامها السيطرة على معسكر الصمع في منطقة أرحب وكذا معسكر بيت دهرة التابعين للحرس الجمهوري الموالي لصالح، اللذين استهدفتهما غارات مقاتلات التحالف أمس، إلى جانب مقر قيادة الحرس الجمهوري في حزيز جنوب العاصمة. وكانت العاصمة صنعاء شهدت انتشاراً كثيفاً لمقاتلي المتمردين الحوثيين وجنود من قوات المخلوع صالح مع آلياتهم العسكرية، بينها دبابات ومدرعات وأطقم عليها أسلحة رشاشة وأطفال يحملون أسلحة تم حشدهم أخيراً من مدارس العاصمة من قبل المتمردين والدفع بهم الى جبهات القتال. وشوهدت عربات عليها شعار المتمردين وأعلامهم وعناصر مسلحة أغلبيتها أطفال على متنها، وهي تتمركز في مناطق كثيرة في شوارع العاصمة صنعاء الممتدة من وسط المدينة باتجاه المناطق الشمالية للمدينة، حيث تقترب قوات الجيش الوطني والمقاومة من مناطق أرحب وبني حشيش وخولان الواقعة شمال وشرق المدينة. واستحدثت الميليشيات وقوات المخلوع صالح نقاطاً أمنية كثيرة في شوارع المدينة، وتمارس عمليات تفتيش لجميع المركبات التي تمر من تلك النقاط، في حين لوحظ على وجوه تلك العناصر المنتشرين في النقاط حالة التشنج والتوتر، فيما بعضهم تبدو عليه الإصابات التي تعرض لها في جبهات القتال مع الجيش والمقاومة. وقام الانقلابيون بنشر عربات عسكرية وأطقم في محيط المؤسسات الحكومية بالمدينة، وكأنها تتوقع اقتراب وصول قوات الشرعية الى وسط المدينة، خصوصاً أن قوات الشرعية تخطو خطوات كبيرة في منطقة نهم وتحقق مكاسب وتقدماً سريعاً باتجاه مواقع المتمردين التي تعرضت لغارات نوعية ومكثفة خلال الساعات الاخيرة من قبل طائرات التحالف، تركزت على نقيل الفرضة في نهم ومعسكرها الذي تحاصره قوات الشرعية منذ الاثنين الماضي. وأوضح مصدر عسكري مقرب من الانقلابيين لـالإمارات اليوم أنهم يتوقعون قيام خلايا نائمة في المدينة تتبع المقاومة الشعبية بعمليات ضد مواقع عسكرية ونقاط أمنية تتبع المتمردين، الذين أصبحوا في وضع مرتبك وفي حالة هستيرية، كما يتخوفون من ضربات لعناصر المقاومة على تجمعاتهم في تخوم العاصمة الشمالية والشرقية تساعد على سقوط المدينة في أيدي الشرعية. وفي محافظة الضالع، قال القيادي في المقاومة في مريس شمال الضالع، لـالإمارات اليوم، إن اشتباكات عنيفة تدور مع المتمردين الحوثيين منذ أول من أمس، في مناطق عدة على بعد ثلاثة كيلومترات من منطقة مريس، فيما تبعد عن دمت ثمانية كيلومترات، وتمركزت في مناطق صفاح ويعيس وقدام في محيط مريس، وكذا في مناطق العرفاف ونجد قدام والحقب في محيط دمت. وأكد أن المعارك تدور في المنطقة من دون مساندة من أي جهة، خصوصاً المنطقة العسكرية الرابعة في عدن التي تقع الضالع في إطارها، كما لم يتم قصف تجمعات الميليشيات من قبل طيران التحالف منذ 20 يوماً، مشيراً إلى أن هناك تسعة شهداء من المقاومة وثمانية جرحى في منطقة يعيس الذين تم إحصاؤهم، فيما تم قتل أكثر من 11 متمرداً في المنطقة وإصابة العشرات. وحذر القيادي في المقاومة الشعبية في مريس من استمرار التغاضي عن تلك العمليات التي تقوم بها ميليشيا الحوثي وصالح في المنطقة والتي تتجه حالياً نحو مدينة مريس، مؤكداً أنهم يتصدون لتلك الميليشيا بجهود ذاتية بأسلحة شخصية، فيما يستخدم الطرف الآخر أسلحة ثقيلة في قصف قرى مريس ودمت غير الخاضعة لهم. وفي محافظة تعز، تواصلت المعارك بين قوات الشرعية من جهة وميليشيا المخلوع صالح والحوثي من جهة ثانية، في منطقة الشقب شرق تعز، وكذا جبهة عصيفرة في شرق مدينة تعز. وأكد القيادي في المنطقة الغربية للمدينة توفيق دبوان، أنه تم السيطرة على تبة الصالحين والحود في منطقة الشقب شرق، من قبل قوات الشرعية التي باتت في محيط تبة المشهود. فيما شهدت المدينة قصفاً من قبل ميليشيا التمرد على تبة القاضي ووادي عيسي، مؤكداً تمكن المقاومة والجيش الوطني من إفشال جميع محاولات التسلل للمتمردين باتجاه مناطق المقاومة في المدينة، مؤكداً استمرار الاستعدادات من قبل الشرعية لمعركة فك الحصار عن المدينة، التي شهدت اشتباكات مع المتمردين في منطقتي عصيفرة ووادي جديد، ومنطقة القصر الجمهوري والكمب شرقاً. وارتكبت ميليشيا التمرد مجزرة جديدة في مدينة تعز، حيث استهدفت هذه المرة منطقة النسيرية التي تعرضت لقصف عشوائي من قبل المتمردين أدى إلى استشهاد 13 مدنياً بينهم ستة أطفال وإصابة العشرات. وفي محافظة مأرب، أكد رئيس تحرير مأرب برس محمد الصالحي، أن بقاء مناطق في مأرب لم يتم تحريرها، خصوصاً في صرواح، يشكل خطراً على المدنيين في محيط المدينة من خلال تمركز المتمردين فيها، حيث تقوم ميليشياتهم بقصف المدنيين منها، مشيراً إلى أن قيادات التحالف والشرعية لديها القدرة على تحرير تلك المناطق، إلا أنه أبدى استغرابه عدم اتخاذ قرار تحريرها. في الأثناء، شهد محيط صرواح معارك طاحنة مع المتمردين الحوثيين الذين تكبدوا فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، فيما تمكنت قوات الشرعية من السيطرة على تبتين في المنطقة المجاورة لهيلان وفقاً لمصدر بالمقاومة.
مشاركة :