الكوارث الطبيعية شديدة الخطورة منذ مطلع العام الحالي

  • 3/2/2023
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ العام الجاري بسلسلة من الكوارث الطبيعية التي يصنفها الخبراء بأنها خطيرة وشديدة الخطورة، وتنذر بأن المخاطر التي لطالما حذروا منذ حدوثها خلال الأعوام القادمة باتت أقرب إلينا من السابق جرّاء تغيّر المناخ، وهي مخاطر تطال الجميع ولا يمكن التنبؤ بمكان وقوعها. لندن - شهد العالم خلال شهر فبراير الماضي مجموعة من الكوارث الطبيعية الخطيرة التي زادت من مخاوف الناس من كوارث مشابهة، وصاروا يتابعون أخبار الطقس ومكاتب الدراسات تحسبا لأي كارثة محتملة. وبدأت تغيرات المناخ الكبرى التي يحذر منها العلماء والخبراء منذ سنوات بإثبات مدى خطورتها منذ مطلع العام الحالي والذي سجّل فيه العالم حتى الآن أربع كوارث رئيسية شكلت “خطورة شديدة” على السكان ويمكن تصنيفها بالمدمرة، ونصفها ضرب تركيا وحدها. ورصد “نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث” 22 كارثة طبيعية “شديدة الخطورة” أو “خطرة” خلال أول شهرين من العام الجاري 2023. كوارث "شديدة الخطورة" حرائق تشيلي التي استمرت ثلاثة عشر يوما تأتي في المرتبة الثانية ضمن تصنيف نظام الإنذار والتنسيق العالمي هذا النظام هو إطار تعاون بين الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية ومدراء الهيئات المعنية بالكوارث في جميع أنحاء العالم، ومعني بتحسين التنبيهات وتبادل المعلومات والتنسيق في المرحلة الأولى بعد الكوارث الكبرى المفاجئة. واعتبر النظام أن الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا في السادس من فبراير الماضي هي “الأعنف” بين تلك الكوارث من حيث التأثير والآثار. اختلف تصنيف نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث والتغيرات الطبيعية الفجائية التي ضربت العالم خلال الشهرين الماضيين بين خطيرة وشديدة الخطورة، وفي ما يتعلق بالكوارث شديدة الخطورة يأتي الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في المقدمة. وفي السادس من فبراير ضربت تركيا عدة زلازل مدمرة مركزها ولاية قهرمان مرعش (جنوب)، وهي من أكثر الكوارث المدمرة منذ سنوات والأكبر في أوروبا خلال قرن. ورصد “نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث” وقوع ثلاثة زلازل متتالية في ذلك اليوم: الأول مركزه منطقة بازاجيك بقوة 7.8 درجات، والثاني في مدينة البستان بقوة 7.5 درجات. أما الثالث فبلغت قوته 6.7 درجات وكان مركزه شمال غرب منطقة تورك أوغلو، ووقع بعد الزلزال الأول بـ10 دقائق وقبل الثاني بأكثر من 8 ساعات. وبينما صُنف زلزالا بازاجيك والبستان بأنهما “شديدا الخطورة”، صُنف زلزال تورك أوغلو بأنه “خطر”، بحسب نظام الإنذار والتنسيق العالمي. وأودت هذه الكارثة الثلاثية بحياة ما يزيد عن 46 ألف شخص في تركيا، إلى جانب دمار مادي ضخم، وفق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد). وفي آخر تصريحات له قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الزلزال “شمل منطقة مساحتها 500 كيلومتر مربع تضم 10 أقاليم، ويعيش فيها 13.5 مليون شخص، متسببا بدمار شامل، إلى جانب المدن المجاورة التي شعرت بآثار الهزات الأرضية، حيث أثّرت الكارثة على ما يصل إلى 20 مليون شخص، وبحسب العلماء فإن الطاقة التي انبعثت من الزلزال تعادل 500 قنبلة ذرية”. وأضاف أردوغان “نحن لا نشهد واحدة من أكبر كوارث الطبيعة في تاريخ دولتنا فحسب، بل في تاريخ البشرية ككل، وبينما نقوم بإزالة الأنقاض والركام لآلاف من المباني المدمَّرة، فإن خسائرنا للأسف في ازدياد جرّاء الزلزال الذي يوصف بكارثة القرن، فغالبية ضحايا الزلزال من الجرحى البالغ عددهم أكثر من 81 ألف شخص غادروا المستشفيات، في حين لا يزال البعض يتلقون العلاج، وقد أنقذت فرق البحث والإنقاذ لدينا أكثر من 8 آلاف شخص تم انتشالهم من تحت الركام”. حرائق كان من الصعب السيطرة عليها حرائق كان من الصعب السيطرة عليها وفي سوريا، التي ضربها الزلزال أيضا، لقي 2928 شخصا مصرعهم، وفق الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وتأتي حرائق تشيلي في المرتبة الثانية ضمن تصنيف نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث. واستمرت حرائق الغابات الضخمة لمدة نحو 13 يوما منذ الثاني من فبراير، وصنُفت من الكوارث “شديدة الخطورة”. وأودت الحرائق في مناطق وسط البلاد – حيث تستعر موجة حر شديدة - بحياة 25 شخصا وأصابت أكثر من 3 آلاف آخرين. ودمرت النيران حوالى 270 ألف هكتار (الهكتار = 10 آلاف متر مربع)، بالإضافة إلى 1081 منزلا، وأثرت على حياة ما لا يقل عن 7 آلاف شخص. ويأتي زلزال هاتاي في المرتبة الثالثة، وقد ضرب زلزال بقوة 6.3 درجات ولاية هاتاي جنوبي تركيا في العشرين من فبراير وصُنف “شديد الخطورة”، بحسب “نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث”. وتسبب هذا الزلزال في تدمير مبانٍ تضررت من زلازل قهرمان مرعش، وأسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 562 آخرين، بينهم 18 حالة حرجة. واحتل إعصار مدغشقر المرتبة الرابعة كأحد أخطر أربع كوارث ضربت العالم. والإعصار الاستوائي الذي لقب بـ”فريدي” ضرب منطقة المحيط الهندي منذ السادس من فبراير، وأودى بحياة 7 أشخاص خلال عبوره في مدغشقر. واستمر هذا الإعصار لمدة 18 يوما حتى تراجع إلى حد كبير قبل أن يبلغ موزمبيق ويتحول إلى عاصفة استوائية معتدلة. كوارث "خطرة" إعصار غابرييل في نيوزيلندا صنف أكثر الأحداث الجوية تدميرا منذ عقود وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية إعصار غابرييل في نيوزيلندا صنف أكثر الأحداث الجوية تدميرا منذ عقود وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية صنف “نظام الإنذار والتنسيق العالمي للكوارث” عددا من الكوارث العالمية على أنها “خطرة”، وفي مقدمتها فيضانات البرازيل التي تعرضت لها المدينة في التاسع عشر من فبراير جرّاء أمطار غزيرة تحولت إلى سيول وتسببت في انهيارات أرضية وتدمير الكثير من المنازل. وأسفرت السيول والانهيارات عن مصرع 54 شخصا، بينهم 53 في بلدية ساو سيباستياو بولاية ميناس جيرايس (جنوب شرق)، بحسب نشرة مركز فيلانثروبي الأميركي للكوارث الطبيعية. وفي نيوزيلندا، أودى إعصار “غابرييل” بحياة 11 شخصا خلال نحو أسبوعين، بعدما ضرب البلاد في الثاني عشر من فبراير. وصُنف الإعصار “أكثر الأحداث الجوية تدميرا في البلاد منذ عقود”، وتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع. كما أدى إلى نزوح أكثر من 9 آلاف شخص، فيما تم نقل حوالي 3 آلاف إلى مراكز الدفاع المدني. ومطلع فبراير أعلنت الأمم المتحدة مصرع 58 شخصا في فيضانات مدغشقر التي وقعت إثر هطول أمطار غزيرة وفيضانات تسبق إعصار “باتسيراي”. إقرأ أيضا الجهود العالمية لا تكفي للتصدي للكوارث الطبيعية وتسببت الكارثة في نزوح 15 ألف شخص في 68 منطقة في أنحاء إقليم أنالامانجا (وسط)، وإلحاق الضرر بحياة 132 ألف شخص. وتواجه مدغشقر مستويات عالية من مخاطر الكوارث بسبب التعرض لأخطار طبيعية مختلفة، وقلة القدرة على التكيف مع هذه الظروف البيئية، وفق مركز فيلانثروبي الأميركي. ومنتصف فبراير الماضي حذر مؤتمر دولي في العاصمة القطرية الدوحة من كلفة الكوارث الطبيعية الناتجة عن تغير المناخ. وشدد على أهمية اتخاذ تدابير شاملة لمكافحة تغير المناخ، منبها إلى احتمالات متوقعة بأن تؤثر هذه التدابير سلبا على التمتع بحقوق الإنسان كفقدان فرص العمل على سبيل المثال. ويقول خبراء إن ارتفاع عدد الكوارث البيئية المفاجئة يعود إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب التي يعد الإنسان المساهم الأول فيها، جراء التلوث البيئي، وهو ما ينذر بكوارث أشد خطورة. وارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ومن بين التداعيات القاتلة التي بدأت تظهر جراء هذا الارتفاع، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، المزيد من حالات تطرف الطقس مثل الجفاف والفيضانات وكذلك العواصف وارتفاع مستويات المياه في البحار.

مشاركة :