"نشيج الدودوك" سيرة روائية للكاتب الأردني جلال برجس

  • 3/2/2023
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمان - احتفى منتدى مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافي مطلع هذا الأسبوع بإشهار كتاب “نشيج الدودوك” للروائي الأردني جلال برجس. وفي كتابه الجديد يسرد برجس مقاطع من سيرته وأفكاره عن الكتابة، ضمن مؤلف تحمل اسما لافتا وهو “نشيج الدودوك”، وكلمة الدودوك تعني المزمار الأرمني أما النشيج فهو درجة من درجات البكاء. في سيرته الروائية يكشف لنا جلال برجس عن محطات غير معروفة في حياته، وعن طريقه التي لم تكن سهلة نحو ما وصل إليه من مكانة في عالم الأدب. يصطحبنا في رحلة ممتعة وعميقة، في تقاطع جميل بين حكايته، وحكاية ثلاث مدن زارها، وحكاية ثلاثة كتب رافقته في السفر. كل ذلك جاء بلغة عالية، كاشفة، فيها مستوى من الاعتراف الجريء الذي نحتاجه في عالمنا العربي. لم يضمن في الرواية الصادرة كل ما سطره في مسودتها الأولى لم يضمن في الرواية الصادرة كل ما سطره في مسودتها الأولى وقال برجس “إن قراره في كتابة سيرته جاء إجابة عن تساؤل شخصي: لماذا أقرأ، وأكتب، وأسافر بنهم؟ هل أفعل كل تلك الأشياء هرباً أم مواجهة؟”، وأضاف أنه كتب ليواجه نفسه بمستوى من الاعتراف والمكاشفة، سعياً إلى الخلاص الذي يمكن للكتابة أن توفره. وجاءت “نشيج الدودوك” بثلاثة فصول تتداخل فيها سيرة برجس منذ عام 1970 سنة ميلاده حتى سن الخمسين، مع سيرة الأمكنة ببعد جمالي فلسفي، ومع سيرة ما كان يقرأ من كتب في رحلاته. وعبر تلك السيرة التي كتبت بلغة ووعي وأسلوب روائي يطلع برجس القارئ على فهمه للقراءة والكتابة. يروي برجس سيرته من خلال تجواله في ثلاث دول، هي بريطانيا وأرمينيا والجزائر، لتتقاطع تلك السيرة مع سيرة الأمكنة وسيرة ثلاثة كتب رافقته في السفر. وقال الروائي برجس خلال الاحتفالية التي حضرتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار وأدارها الناقد مصلح النجار، إنه تطرق في سيرته الروائية إلى أهم المحطات الرئيسية في حياته ولم يذهب إلى كل الأمور التي تخصه. ولفت إلى أنه لم يضمن في الرواية الصادرة كل ما سطره في مسودتها الأولى، رائيا أن بعض الأشياء يجب أن تؤجل ويتم الإفصاح عنها في مراحل أخرى. وأكد أن الرواية الأردنية حاضرة بقوة في المشهد الروائي العربي وهي منفتحة على الإنسانية، داعيا إلى التمسك بحبل الإنسانية والانطلاق إلى العالم قائلا “علينا أن نحمل الرواية الأردنية إلى مصاف الرواية العربية والعالمية بشكل عام”. وبين الناقد مصلح النجار أن رواية “نشيج الدودوك” تمتاز بالصدقية العالية، إذ يتكلم الكاتب والروائي جلال برجس عن نفسه دون خجل وبتجرد وواقعية، وتساءل “هل يجب على الكاتب أن يخجل من الأمور الصغيرة التي تخصه، وأن يظهر بمثالية في كتاباته؟”، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمور والأحداث الصغيرة التي يعيشها الكاتب تستحق أن تكتب. وقد صدرت السيرة الروائية حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وقال الكاتب إن تجربته لم تكن سهلة، إذ إنه كاتب غير متفرغ، ولا يتوفر له إلا ساعات معدودة للكتابة. وبحبكة متقنة ينقل الكاتب، من خلال الرواية/ السيرة الذاتية، طفولته ويسرد لنا أحداثا وطرائف أثرت في تكوين شخصيته، حيث حرص الكاتب على أن يقدم للقراء صورة واقعية إلى أبعد حدّ عن طفولته، إذ لم يكتف برسم المعطيات المتصلة بذاته وشخصيته، بل رسم تفاصيل حياة معيشية ترجع إلى بداية السبعينات من القرن الماضي وتتصل ببيئته ومختلف تفاصيلها الاجتماعية والثقافية والتربوية والدينية والفنية. وينضبط كتاب برجس لسمات السيرة الروائية التي ذكرها الناقد والأكاديمي العراقي عبدالله إبراهيم، الذي اعتبر أن “السيرة الروائية ممارسة إبداعية مهجنة من فنين سرديين معروفين: السيرة والرواية. لا يقصد بالتهجين معنى سلبيا، إنما التركيب الذي يستمد عناصره من مرجعيات معروفة، وإعادة صوغها وفق قواعد مغايرة، في السيرة الروائية يدمج الخطاب بين الروائي والراوي، فهما مكونان متلازمان لعلامة جديدة هي ‘السيرة الروائية’. لا يفارق الراوي مرويه، لا يجافيه، لا يتنكر له إنما يتماهى معه، يصوغه ويعيد إنتاجه طبقا لشروط مختلفة عن شروط الرواية والسيرة”. أما مواطنه الروائي الراحل سعد محمد رحيم فيقر بأن “اصطلاح السيرة الروائية المنحوت من اصطلاحي الرواية والسيرة الذاتية يتكئ على ضمير المتكلم القائم بين الراوي المتخيَل والروائي الواقعي، حيث يغدو الاصطلاح الجديد زلقاً في تحديد دلالة وماهية هويته، ووظيفته. فمادة تجربة الروائي ما إن ‘تصبح موضوعاً للسرد حتى يُعاد إنتاجها طبقاً لشروط تختلف عن شروط تكوِّنها قبل أن تندرج في سياق التشكيل الفني"”. ويذكر أن جلال برجس شاعر وروائي أردني، نال جوائز عربية وعالمية عدة، منها الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2021) عن روايته “دفاتر الوراق”، وجائزة كتارا للرواية العربية 2014 عن روايته “أفاعي النار”، وجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012 عن مجموعته القصصية “الزلزال”، وجائزة رفقة دودين للإبداع 2013 عن روايته “مقصلة الحالم”، كما وصلت روايته “سيدات الحواس الخمس” إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية 2019.

مشاركة :