حوار - إبراهيم بدوي: أكد سعادة السيد نزار الحراكي سفير جمهورية سوريا لدى الدولة أن موقف قطر واضح وثابت في دعم قضية الشعب السوري، منوهاً في هذا الصدد بتأكيد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بأن قطر كانت ولا تزال وستبقى مع الشعب السوري. وثمّن الحراكي، في حوار مع الراية مشاركة صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في أعمال المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الشعب السوري المنعقد في لندن بصفتها رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، مؤكداً على الدور الرائد الذي تقوم به ليس فقط لتعليم أطفال سوريا ولكن أطفال العالم بأكمله. وقبيل ساعات من إعلان مبعوث الأمم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا عن تأجيل مباحثات جنيف 3 بين وفدي النظام والمعارضة إلى الخامس والعشرين من فبراير الجاري، قال الحراكي: إن هذه المباحثات ولدت ميتة، لأن النظام السوري لا يعرف إلا لغة القتل ولن يقدّم أية تنازلات للحل. وحول التأجيل، قال السفير الحراكي: إن السيد رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية من أنصار عدم الدخول إلى قاعة المفاوضات بدون تنفيذ المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2245 المتعلقين بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف القصف وهو ما تبيّن صحته فور إعلان دي ميستورا تأجيل المباحثات. وأشار إلى أن دي ميستورا فشل في إدارة الملف السوري ويبحث عن مجد شخصي بجر المعارضة للتفاوض فيما يميل إلى رؤية النظام وهي الرؤية الروسية الإيرانية، مؤكداً أن قوات المعارضة المسلحة صامدة رغم الخسائر القليلة الناجمة عن القصف الروسي الهيستيري الذي يهدف إلى تجسيد شعار الأسد أو إحراق البلد.. وإلى تفاصيل الحوار: > خمس سنوات مرّت على الثورة السورية.. هل تغيّر موقف قطر الداعم للشعب السوري؟ - موقف قطر واضح ومبادئها ثابتة على الدوام في دعم الشعب السوري، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أكد على ذلك بالقول "كنا ومازلنا وسنبقى مع الشعب السوري، وأن السوريين هم من يختارون مستقبلهم وليس أي طرف في المجتمع الدولي".. ونحن مطمئنون للموقف القطري ونستند عليه، والأشقاء في قطر والمملكة العربية والسعودية وتركيا يدعمون قضية الشعب السوري، ونأمل خيراً من بقية الأصدقاء أن يقدّموا للسوريين كما يقدّم أصدقاء النظام له. > وماذا تأملون من المؤتمر الدولي للمانحين المنعقد في لندن اليوم؟ - المساعدات الإنسانية هي الشغل الشاغل لملايين السوريين في المخيمات في الوقت الراهن، ونأمل أن يكون هناك دعم كبير يواكب حجم المعاناة والمأساة التي يعانيها أبناء الشعب السوري، فمنهم من يموت جوعاً وبينهم أطفال خارج منظومة التعليم منذ 5 سنوات، كما أن هناك الكثيرين يعانون من عدم وجود أي سبل للحياة الكريمة أو أي فرصة عمل داخل المخيمات، وأعتقد أن الدعم الذي سيقدّمه المانحون سيكون له دور كبير في تعزيز صمود الشعب السوري ويضمن استمرارية دفاعه عن قضيته. > صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر تشارك في المؤتمر.. كيف ترى هذه المشاركة ودورها في دعم الطفل السوري؟ - نؤمن بالدور الرائد الذي تقوم به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة "التعليم فوق الجميع"، في دعم التعليم ليس فقط للأطفال السوريين ولكن على مستوى العالم بأكمله، ونأمل من المؤتمر والبرنامج الذي تترأسه سمو الشيخة موزا أن تكون هناك حصة أكبر للسوريين لتعليم الصغار حتى المرحلة الجامعية. مباحثات جنيف > وكيف تقرأ مباحثات جنيف3 ؟ - أنا مع الفريق القائل بأن المباحثات ولدت ميتة ولا يمكن البناء على وعود وأوهام، والنظام الدولي غير جاد في حل حقيقي للملف السوري، ولو كانت لديه إرادة ورغبة صادقة، كان سيمارس ضغوطاً جديّة لإنهاء هذه الأزمة ولكن المجتمع الدولي أدار ظهره للشعب السوري وأصبحت روسيا هي صاحبة القرار في الملف السوري وتحاول إعادة تقويم النظام لإبقائه في المنطقة. > ولماذا ذهبت المعارضة رغم عدم تلبية مطالبها بخصوص المساعدات ووقف القصف والحصار؟ - المعارضة ذهبت حتى لا تكون الجهة التي يعلَّق عليها الشمّاعة بعدم الحضور وإفشال المباحثات، ويرى فريق من المعارضة أن علينا الذهاب لكشف كذب وادعاء النظام وإثبات أننا جادون في الوصول إلى حل سياسي يضمن عدم بقاء الأسد وإيقاف القتل والتدمير الذي يمارسه. > وهل أنتم متفائلون بنتائج هذه المباحثات؟ - المتفائلون وحتى الحمائم بالمعارضة السورية يعرفون جيداً أن هذا نظام قاتل لن يقبل بأي حل سياسي، وللأسف من يساعده ويدعمه على ذلك هي روسيا. > تقارير ترى أن الخاسر الوحيد من المباحثات هو المعارضة المعتدلة.. ما تعليقك؟ - في رأيي أن ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، والطرف الآخر المتمثل في النظام هو عدو للشعب السوري وأعتقد أننا سنأخذ حقنا بأيدينا مهما طال الزمان، والمدنيون من الشعب السوري في الداخل لا يريدون منا الذهاب إلى المفاوضات لأنهم يعلمون أن هذا النظام لا يمكن أن يقدّم تنازلات ولا يعرف إلا لغة القتل والدم. > وإلى أي مدى أنت متفائل بنتائج التفاوض مع النظام؟ - رغم عملي الدبلوماسي إلا أننى متفائل فقط بالعمل العسكري ولا أراهن على هذه المباحثات. > وكيف ترى تصريحات الأسد بأنه يواجه ملايين الإرهابيين في سوريا؟ - هذه التصريحات تؤكد أنه يتعامل مع الشعب السوري على أنهم عبيد وأنهم يستحقون الموت والقتل في حالة معارضته أو مطالبتهم بالعدل والحريّة والكرامة. الفرصة الأخيرة > ولماذا وافق السيد رياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية على الذهاب في هذه الأجواء؟ - السيد حجاب من أنصار الرأي القائل بأنه لا يمكن الدخول إلى قاعة المفاوضات بدون تنفيذ المادتين 12 و13 من القرار الأممي 2245 المتعلقين بإدخال المساعدات الإنسانية ووقف القصف، وحتى هذه الوعود لم يتم الاستجابة لها، وأعتقد أن المجتمع الدولي الذي لا يستطيع وقف القتل والدماء وإدخال المساعدات الإنسانية لا يمكنه بأي حال قيادة عملية سياسية في سوريا. > وما تفسيرك للإصرار الروسي على عدم وقف الضربات العسكرية رغم بدء المباحثات؟ - روسيا تستخدم كافة إمكانياتها لاسترداد المناطق المحرّرة من قبضة النظام ورغم بعض الخسائر القليلة إلا أن القوى العسكرية لا تزال صامدة.. الإجرام الروسي غير مسبوق والهجوم الهيستيري من روسيا لهدفين أولهما إحراج وفد المعارضة المشارك في المباحثات أمام الشعب السوري وثانيهما تجسيد شعار إما الأسد أو إحراق البلد على أرض الواقع ما يكرّس الوجود الروسي في سوريا ويخدم مصالحها في المنطقة. > إذا كانت هذه المباحثات هي الفرصة الأخيرة للسوريين مثلما حذّر المبعوث الأممي، فماذا بعدها من وجهة نظرك؟ - دى ميستورا يبحث عن مجد شخصي له وليس عن حل للسوريين ويريد فقط أن يُقال إنه نجح في قيادة الأطراف إلى طاولة التفاوض.. الواقع يؤكد أن دي ميستورا فاشل في إدارة الملف السوري ويميل إلى رؤية النظام وهي الرؤية الإيرانية الروسية ولا يريد سوى جر المعارضة إلى المفاوضات، كما أن تهديده لنا بأنها آخر فرصة غير مقبول لأن الشعب السوري هو من يقرّر ويحدّد مصيره.
مشاركة :