ذكر مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فجر الأربعاء أن إيران يمكن أن تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة «في غضون 12 يوما»، بانخفاض عن مدة العام الذي كان من المقدر أن تستغرقه إيران لتحقيق ذلك عندما كان الاتفاق النووي لعام 2015 ساريا. وأدلى كولن كال، وكيل وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية، بهذا التعليق في جلسة بمجلس النواب بعد أن ألح عليه نائب جمهوري لمعرفة السبب وراء سعي إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق الذي يعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة. وقال كال، وهو ثالث أكبر مسؤول في البنتاغون، للنواب «لأن التقدم النووي الإيراني منذ أن انسحبنا من خطة العمل الشاملة المشتركة كان ملحوظا. وبالعودة إلى عام 2018، عندما قررت الإدارة السابقة الانسحاب من الاتفاق، كان من المفترض أن تستغرق إيران نحو 12 شهرا لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لقنبلة واحدة. والآن سيستغرق الأمر نحو 12 يوما». وأضاف «لذلك أعتقد أنه لا يزال هناك رأي مفاده أنه إذا كان بإمكانك حل هذه المشكلة دبلوماسيا وإعادة القيود على برنامجهم النووي، فهذا أفضل من الخيارات الأخرى. لكن في الوقت الحالي، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة مجمدة». وقال مسؤولون أميركيون مرارا إن تقديراتهم تشير إلى أن إيران يمكن أن تنتج مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة في غضون أسابيع إذا قررت الإقدام على مثل هذه الخطوة لكنهم لم يحددوا الفترة مثلما فعل كال. ويقول المسؤولون الأميركيون إن إيران اقتربت من إنتاج المواد الانشطارية لكنهم لا يعتقدون أنها أتقنت التكنولوجيا اللازمة بالفعل لصنع القنبلة. وتسعى إدارة بايدن لإحياء الاتفاق منذ عامين لكن دون جدوى. من ناحية أخرى، طردت إيران دبلوماسيَين ألمانيَين معتمدَين في طهران ردا على إجراء مماثل في حق دبلوماسيين إيرانيين قررت برلين طردهما في 22 فبراير بعد صدور حكم الإعدام على مواطن إيراني-ألماني على ما ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية. وأفادت الوزارة في بيان عن «طرد دبلوماسيين ألمانيين لاعتبارهما عنصرين غير مرغوب بهما إثر تدخلات للحكومة الألمانية في الشؤون الداخلية والقضائية» الإيرانية. وكانت برلين أعلنت في 22 فبراير طرد دبلوماسيين إيرانيين واصفة الحكم على المعارض جمشيد شارمهد البالغ 67 عاما بالإعدام بأنه «غير مقبول بتاتا». واتهم هذا الأخير بالمشاركة في اعتداء على مسجد في شيراز في جنوب إيران أسفر عن سقوط 14 قتيلا في أبريل 2008. وأخذ عليه القضاء أيضا إقامة علاقات «مع ضباط في مكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية» و»محاولة الاتصال بعملاء من الموساد الإسرائيلي». ودحض داعمو شارمهد في ألمانيا هذه الاتهامات ودعوا برلين إلى «التحرك فورا لإنقاذ حياته». وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان الأربعاء إن «إيران ستتحرك بحزم ضد أي طلب مبالغ به» بشأن هذا الحكم. من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية في برلين إن طرد الدبلوماسيين الألمانيين «تعسفي وغير مبرر»، معتبرا أنه «ليس هناك ما يُلامان عليه». وتحتجز إيران ما لا يقل عن 16 من حاملي جوازات السفر الأجنبية، غالبيتهم يحملون الجنسية الإيرانية أيضا فيما لا تعترف إيران بازدواجية الجنسية لمواطنيها. وبالعودة إلى وضع الداخل الإيراني، تعرضت أكثر من مئة طالبة للتسمم بالغاز الأربعاء في مدارس بإيران، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية، بعد سلسلة من الحالات المماثلة المسجلة منذ نوفمبر والتي أثارت التعاطف بشكل متزايد في البلاد. وقال رئيس خدمة الاستشفاء لوكالة تسنيم للأنباء إن طالبات من سبع مدارس للبنات في مدينة أردبيل استنشقن صباحاً مكونات غازية وتم نقل 108 أشخاص إلى المستشفى. وأوضح أن الحالة العامة للطالبات في تحسن. كما أفادت وسائل الإعلام عن حالات تسمم جديدة في ثلاث مدارس على الأقل في طهران. ففي مدرسة ثانوية في غرب العاصمة، أصيبت الطالبات «بالتسمم جراء رش نوع من الرذاذ»، على ما نقلت وكالة فارس للأنباء عن آباء الطالبات، وأفاد المصدر نفسه عن وصول خدمات الطوارئ إلى الموقع. وقدرت المتحدثة باسم لجنة الصحة البرلمانية، زهراء شيخي، الأربعاء إصابة نحو 800 طالبة في مدينة قم منذ تسجيل أولى حالات التسمم عبر الجهاز التنفسي في أواخر نوفمبر و400 في بروجرد. وأظهرت نتائج فحوصات السموم التي توصلت إليها وزارة الصحة ونقلها نائب أن المادة السامة المستخدمة في قم تتكون بشكل خاص من غاز النيتروجين N2، المصنوع بشكل أساسي من النيتروجين والمستخدم في الصناعة أو كسماد زراعي. وأثارت القضية غضبا في البلاد، وندد البعض بصمت السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة. تم إدخال بعض التلميذات إلى المستشفى لفترة وجيزة ولم تكن حالة أي منهن مثيرة للقلق. وقالت وزارة الصحة الأحد إن «بعض الأفراد» يسعون عبر ذلك إلى «إغلاق كل المدارس، وخصوصا مدارس الفتيات». ويحظى التعليم الإلزامي للجميع بالإجماع في إيران، حيث تمثل الفتيات غالبية طلاب الجامعات.
مشاركة :